أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
1191
التاريخ: 10-12-2015
996
التاريخ: 23-09-2014
1292
التاريخ: 10-12-2015
1753
|
قال تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّيَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ... أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الأعراف/ 157).
اشير في الآية إلى بُعد آخر من أبعاد فلسفة بعثة الأنبياء عليهم السلام، ألا وهو نجاة الإنسان من مخالب الأسر والاستبداد، يقول تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}.
إنّ القرآن الكريم يقيم عدّة أدلّة على أحقيّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بذكره لهذه الأوصاف :
الأوّل : كونه اميّاً، فهل يمكن عرض كتاب كهذا أو علوم كهذه من قبل شخص لم يحضر حلقات الدرس.
والثاني : هو شهادة الأنبياء عليهم السلام السابقين على حقانية نبوته.
والثالث : إنسجام تعليماته مع أوامر العقل والوجدان (إذ يستحيل إيجاد مذهب ورسالة لها مثل هذا الإنسجام مع حكم العقل والوجدان، والدعوة إلى الإحسان والنهي عن السيّئات والتوجّه نحو الفضائل وترك الرذائل في محيط مليء بالخرافات والجهل والجاهلية والفظاظة).
والدليل الرابع : بيان حريّة الإنسان والسعي لإنقاذه من مخالب الأسر فطالما كبّل الحكّام الماديّون الإنسان بالأغلال والقيود لتقوية مكانتهم، وأجازوا أنواع العذاب في حقّه، بل قد سلبوا حرّيته باسم الحرية، ولم تكن هناك مدرسة تنادي بخلاص الإنسان من ظلم الطواغيت وتحريره سوى مدرسة الأنبياء عليهم السلام.
والجدير بالذكر هو أنّ كلمة «إصر» على وزن (مِصْر) التي تعني عقد الشيء وحبسه وقهره على حدّ قول الراغب في مفرداته وقد فسّرها البعض بالحبس المؤكّد أيضاً، ثمّ استعملت في لوازم هذا المعنى «1» (مثل العهد والميثاق وثقل الذنوب والحبل الذي تربط به الخيام وأمثال ذلك) وجاءت هنا كناية عن أنواع القيود التي تُثقل كاهل الإنسان.
و«الأغلال» جمع «غل» وهي مشتقّة في الأصل من مادّة «غَلَلْ» المأخوذة من النفوذ التدريجي للأشياء كنفوذ الماء الجاري وسط الأشجار، ونظراً لكون «الغل» هي تلك الحلقة التي تحيط بالرقبة أو بها مع اليد والرجل مجتمعة فقد سمّيت «غلًا» وأحياناً يطلق عليها «الجامعة» لنفس ذلك الغرض أيضاً.
وأكثر ما استعمل القرآن الكريم هذه المفردة للتعبير عن «طوق العنق» ولذا قالوا : هي الأغلال التي في أعناق الكفّار.
على أيّة حال، فقد وردت هنا كناية عن أغلال الأسر، والغريب إنّ الكثير من المفسّرين قد اعتبر «الإصر» و«الأغلال» إشارة إلى التكاليف الشاقّة التي فرضها اللَّه تعالى على اليهود، وإنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله قد رفعها بشريعته السهلة السمحاء في حين أنّه لا يوجد أي دليل على هذا التقييد والتخصيص، إذ إنّ للآية مفهوم أوسع حيث شملت كافة أنواع الاثقال المعنوية وقيود الأسر :
قيود عبادة الأوثان والخرافات والعادات والتقاليد الخاطئة.
قيود الجهل والضياع.
قيود أنواع التفرقة والحياة الطبقية.
قيود القوانين الخاطئة.
وقيود الأسر والاستبداد في مخالب الطواغيت.
لقد أعاد نبي الإسلام صلى الله عليه و آله وسائر الأنبياء عليهم السلام الحرية الحقيقية إلى الإنسان وذلك برفعهم لهذه الأثقال وفكّهم لتلك القيود والأغلال عنه، فقد منحوه حريّة التفكير والتعبير عن الرأي والتأمّل والتحرّر من عبودية أهواء النفس، التحرّر من قبضة الحكّام الظالمين والتحرّر من شباك الشياطين والطواغيت والتحرّر من سيطرة الخرافات والأوهام وعبادة غير اللَّه تعالى.
ومن المسلّم أنّ عدم ارتياح الطواغيت لتحرّر الآخرين هو لرغبتهم في تسخيرهم لتحقيق أغراضهم الشخصية، ولا زالت- في عصرنا الحاضر الذي ينطلق فيه شعار حريّة الإنسان في أقصى نقاط المعمورة- تفرض على الإنسان تلك القيود والأغلال والأثقال المضنية التي تعود إلى العصر الجاهلي وبعناوين ومصطلحات جديدة، فالقوى العظمى تسعى دائماً وبصورة علنية للسيطرة على الشعوب واسترقاقها وتسخيرها مستخدمة كافّة الوسائل العسكرية أو الإعلامية أو بنشر ألوان ونهب ثرواتها الفساد الأخلاقي، وقد بلغ ظهور هذا الأمر اليوم حدّاً يستحيل إنكاره بل لا يكاد يخلو منه التاريخ المعاصر في كافّة أرجاء المعمورة، وهي تسعى للقضاء على شعارات الحرية الجميلة.
أجل، فإنّ أحد الأهداف الرئيسية من بعثة الأنبياء عليهم السلام هو إنقاذ الإنسان وتخليصه من أسر وقيود العبودية المقيتة.
___________________
(1) مفردات الراغب؛ ومقاييس اللغة؛ والتحقيق في كلمات القرآن الكريم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|