أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
12642
التاريخ: 1-2-2016
12296
التاريخ: 10-1-2016
5622
التاريخ: 4-1-2023
1359
|
مقا - فصل : كلمة صحيحة تدلّ على تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه. يقال فصلت الشيء فصلا. والفيصل : الحاكم والفصيل : ولد الناقة إذا افتصل عن امّه. والمفصل : اللسان ، لأنّ به تفصل الأمور وتميّز. والمفاصل :
مفاصل العظام. والمفصل : ما بين الجبلين ، والجمع مفاصل. والفصيل : حائط دون سور المدينة.
مصبا - فصلته عن غيره من باب ضرب : نحيّته أو قطعته ، فانفصل ، ومنه فصل الخصومات ، وهو الحكم بقطعها ، وذلك فصل الخطاب ، وفصلت المرأة رضيعها فصلا أيضا : قطعته ، والاسم الفصال بالكسر ، وهذا زمان فصاله كما يقال زمان فطامه. ومنه الفصيل لولد الناقة ، لأنّه يفصل عن امّه ، فهو فعيل بمعنى مفعول ، والجمع فصلان بضمّ الفاء وكسرها ، وقد يجمع على فصال ، كأنّهم توهّموا فيه الصفة ، مثل كريم وكرام. وفصّلت الشيء تفصيلا : جعلته فصولا متمايزة ، ويأتيك بالأمر من مفصله ، أي من منتهاه.
صحا - الفصل : واحد الفصول ، وفصلت الشيء فانفصل : أي قطعته فانقطع. وفصل من الناحية : خرج. وفصلت الرضيع عن امّه فصالا وافتصلته : إذا فطمته ، وفاصلت شريكي. والفصيل : حائط قصير دون سور المدينة والحصن. وفصيلة الرجل رهطه الأدنون ، يقال جاءوا بفصيلتهم أي بأجمعهم.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الوصل ، وسبق في الفرق ، انّه في قبال الجمع ، والنظر في الفصل الى رفع الوصل.
وهو أعمّ من أن يكون الفصل في أمر مادىّ ، كما في- فصل الثوب والكتاب ، أو في أمر معنويّ ، كما في- فصل الحقّ.
والأغلب استعماله في موضوع واحد ، ليصدق رفع الوصل.
فالفصل في المحسوس : كما في - {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ} [البقرة : 249]. {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ } [يوسف : 94]. {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ} [الأعراف : 133].... {آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ} [الأعراف : 133] يراد تحوّل الوصل الى الفصل والانفصال ، وكون الآيات منفصلا كلّ من الآخر في الخارج.
وفي المعقول : كما في-. {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ} [هود : 1] وفي المَقول : كما في - {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } [الطارق : 13، 14] وفي عالم الآخرة : كما في - {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} [المرسلات : 38]. {إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [الحج : 17] فالانفصال في عالم الآخرة : فانّ المِلاك في حصول الارتباطات والاتّصالات في الحياة الدنيا هو البدن المادّيّ وقواه وتأمين العيش وإدامة الحياة الدنيويّة ، كالأنس والقرابة والجوار والوطن والشغل والمال والملك والفقر والحاجة ، فإذا انقضت الحياة الدنيا يزول البدن وقواه ولوازمه وآثاره ، فلا يبقى أنيس ولا رحم ولا جار ولا مال ولا ملك ولا بلد ولا حاجة ولا غنى ولا شيء من اسباب العيشة المادّيّة.
فيتبدّل ملاك الاتّصال والانفصال : ولا يبقى إلّا السلامة والصفا والروحانيّة والخلوص والصلاح والمعرفة والحبّ والايمان والصفات الروحانيّة ، فهذه الأمور بها تتقوّم الحياة الاخرويّة وبها تتحصّل القرب والبعد والتمايل والتنفّر والوصل والفصل :
{لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } [الممتحنة : 3] فالأرحام والأولاد المادّيّين ممّا يتعلّق بالحياة الدنيويّة ، وينتفي بانتفائها ، كسائر الموضوعات المربوطة بالدنيا.
{ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [الصافات : 21]. {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [السجدة : 25] وتحقّق الفصل يوم القيامة من جهتين : الأوّل- انفصال كلّ من أهل القيامة عن عالم المادّة وعمّا يتعلّق به. والثاني- تحقّق الانفصال فيما بينهم ، بلحاظ ظهور موادّ الاختلافات وتجلّى الآراء الباطنيّة والأخلاق والاعمال المختلفة فيما بينهم.
{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} [المرسلات: 35 - 38] أي ليس فيه إظهار ولا اعتذار ولا ادّعاء ولا بحث قوليّ ، فانّ الباطن يتجلّى في الظاهر ، وينفصل الحقّ من الباطل ، ويتشخّص مقام كلّ فرد على ما هو عليه.
والتفصيل تفعيل : ويدلّ على وقوع الفصل وتعلّقه بالمفعول به ، فانّ التفعيل يلاحظ فيه جهة الوقوع- قد فصّلنا الآيات ، نفصّل الآيات ، فصّلت آياته ، بكتاب فصّلناه ، وكلّ شيء فصّلناه تفصيلا ، وتفصيل كلّ شيء ، آيات مفصّلات.
فالنظر في هذه الموارد الى جهة الوقوع ، أي كون الآيات والكتاب والأشياء في جهة تعلّق الفصل اليها.
{وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } [ص : 20] الحكمة عبارة عن نوع من الأحكام القاطعة وهي الحقائق المسلّمة. وفصل الخطاب عبارة عن المخاطبات الفاصلة المتميّزة المعلومة الّتى لا ترديد ولا إبهام فيها. فالحكمة راجعة الى ما في الاعتقاد القلبي. وفصل الخطاب الى ما يظهر في مقام البيان والتفهيم والتعبير. والضمير راجع الى داود ع.
{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان : 14]. {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا } [الأحقاف : 15] فيهما دلالة على أنّ فصال الصبىّ قريب من سنتين ، فالحمل إذا كان ستّة أشهر : يكون الفطام سنتين كاملتين لينجبر ضعف الحمل وتغذّيه عن امّه. وإذا كان سبعة أو تسعة : يحاسب مجموعا الى ثلاثين شهرا ، فينقص من الفطام.
ويدلّ على ذلك التعبير في الآية الاولى بقوله تعالى- في عامين. وفي الثانية بقوله- ثلاثون شهرا- بدون حرف في ، الدالّ على التمديد.
وأيضا : إنّ العام يدلّ على امتداد جريان مخصوص ، وينطبق على السنة أو ما يقرب منها.
فاللازم في زمان حمل الصبىّ ورضاعه مجموعا : كونه ثلاثين شهرا ، وإذا انقضت المدّة : ينقضي زمان ملازمته واتّصاله داخلا وخارجا.
وأمّا الفصل في المعنويّات : فيتحقّق بالتبيين والتمييز حتّى ينفصل كلّ من المعاني المعقولة عن الآخر مفهوما وفي مقام التعقّل.
فظهر أنّ الأصل في المادّة : هو ما يقابل الوصل ورفعه.
وأمّا مفاهيم - التمييز المطلق ، والإبانة المطلق ، والحكم ، والتنحية ، و
القطع ، والخروج ، وأمثالها : فمن آثار الأصل- راجع الموادّ.
______________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|