المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



رسائل النبي صلى الله عليه و آله إلى‏ ملوك العالم  
  
1936   08:41 صباحاً   التاريخ: 7-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص 21- 27
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / حضارات / مقالات عامة من التاريخ الإسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015 3115
التاريخ: 8-10-2014 1606
التاريخ: 8-10-2014 1753
التاريخ: 8-10-2014 3023

تعاظمت في هذه الأثناء قدرة الإسلام وتوسع نفوذه فانتشر أول شعاع لشمسه خارج الجزيرة العربية، وقام الرسول بإرسال سفراء محملين برسائل إلى‏ كسرى‏ (ملك ايران)، وقيصر (حاكم الروم) (1)، والنجاشي (حاكم الحبشة)، والمقوقس (حاكم مصر) (2) وإلى‏ عدّة اخرى‏ من الرؤساء والحكام أداءً لتكليفه الإلهي ولدعوتهم إلى‏ الإسلام فكان جواب بعضهم إيجابياً، وسكت بعضهم الآخر ماعدا خسرو برويز (شاه ايران) وهذا دليل على‏ إمّا : أنّ التبليغ الإسلامي الصحيح قد وصلهم فاطلعوا على‏ حقائق الإسلام، أو أحسّوا بقدرته ووصلتهم أخباره فكان صلاحهم في عدم المواجهة العسكرية مع المسلمين‏ (3).

ولم يبقَ من مراكز المؤامرات إلّا خيبر مركز اليهود (4) الذي يجب القضاء عليه.

لذلك فقد صمّم الرسول صلى الله عليه و آله في السنة السابعة للهجرة على‏ اخضاعه مع قبيلة يهودية اخرى‏ كانت تقطن أرض فدك.

بعد ذلك تجاوز الإسلام كل الموانع والعقبات التي كانت أمامه وارتفعت رايته عالية بالنصر المبين.

وفي هذه المرحلة وصل الإسلام في الجزيرة العربية إلى‏ أوج العظمة والازدهار واستغل الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله فرصة الاستفادة من صلح الحديبية للذهاب إلى‏ زيارة بيت اللَّه لأداء فريضة حج العمرة.

وبعد أن رجع الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله من خيبر في شهر ذي الحجة أعلن للمسلمين الذين ذهبوا معه العام الماضي للعمرة أن يتهيأوا إلى‏ السفر في العام الحالي‏ (5) فلما سمع أهل مكة بهذا الخبر تركوا بيوتهم وفروا لاجئين إلى‏ الجبال (وفقاً للصلح الذي اتفقوا عليه)، ودخل المسلمون مكة رافعين رؤوسهم.

عند ذلك أعلن الرسول صلى الله عليه و آله بقوله : «رحم اللَّه امرأً أراهم اليوم من نفسه قوّةً» وبهذا الاسلوب استطاع المسلمون أن يحققوا آمالهم في زيارة بيت اللَّه سبحانه وهم يعرضون عظمة وقدرة الإسلام أمام أهل مكة (6).

وعند حلول السنة الثامنة من الهجرة وسّع الرسول صلى الله عليه و آله دائرة نفوذ الإسلام، فأرسل سرية (غالب بن عبد اللَّه الليثي) إلى‏ (بني الملوح)، و (العلاء بن الحضرمي)، إلى‏ (البحرين)، وحسب أحد الأقوال أرسل سرية (شجاع بن وهب) إلى‏ (بني عامر)، وسرية (عمرو بن كعب الغفاري)، إلى‏ (ذات الاطلاح)، في أحد نواحي الشام.

وفي هذه السنة بعث الرسول صلى الله عليه و آله (عمرو بن العاص) إلى‏ أرض (بلي وعُذْرة) ليدعوهم‏ إلى‏ الإسلام، فوقعت غزوة (ذات السلاسل) (7).

وفي السنة نفسها أرسل صلى الله عليه و آله (عمرو بن العاص) نحو (جيفر وعياز) إبني الجلندي في عمان ليدعوهم إلى‏ الإيمان، ويأخذ (الجزية) من المجوس.

كما أرسل جيشاً بقيادة (أبي عبيدة الجراح) فحدثت غزوة (الخبط) التي وافقت السنة الهجرية نفسها وأرسل صلى الله عليه و آله أيضاً سرايا (أبي قتادة) للوقوف بوجه من جهز جيشاً لمحاربة الرسول صلى الله عليه و آله وحدثت أيضاً غزوة (مؤتة) (8) في أرض مؤتة وهي إحدى‏ القرى‏ في الشام.

وكان عدد المسلمين المشتركين في هذه الغزوة ثلاثة آلاف مقاتل، وقد استشهد فيها عدد من قادتهم فكان ذلك سبباً لشعور المسلمين بالضعف الذي يعدُ نصراً للأعداء، غير أنّه سرعان ما تهيأت أسباب فتح مكة حيث إنّ قبيلة (خزاعة) كانت حليفة للرسول صلى الله عليه و آله وقبيلة (بني بكر) حليفة لقريش، فبغت قبيلة (بني بكر) على‏ (خزاعة) وساندتها قريش، أتاح للرسول صلى الله عليه و آله التدخل لنصرة (خزاعة) فأمر صلى الله عليه و آله بتجهيز جيش لغزو مكة وتمكن بعشرة آلاف من المسلمين وبخطة عسكرية حكيمة من السيطرة على‏ مكة وفتحها بدون قتال.

وبلغ المسلمون آمالهم في الدخول إلى‏ بيت اللَّه الآمن مطهراً من دنس الجاهلية والأوثان.

وعندما رأى‏ (أبو سفيان) كثرة المسلمين وقدرتهم انبهر بعظمة الإسلام فصرح إلى‏ (العباس) بقولهِ : «لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً» فأجابه العباس : «ويحك إنّها النبوّة» (9).

وصل الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله إلى‏ الكعبة ووقف في بابها بعمامته السوداء منادياً بالشعار المعروف لنبذ آداب واعراف الجاهلية بقوله صلى الله عليه و آله : «لا إله إلّا اللَّه وحدهُ صَدقَ وعدهُ ونَصرَ عبدَهُ، وهَزمَ الأحزاب وحدهُ»، ثم أضاف صلى الله عليه و آله : «ألا كُل دَمٍ في- الجاهلية- أو مأثرة أو مال يُدعى‏ فَهو تحت قدميّ هاتين إلّا سدانة البيت وسَقاية الحاج»، ثم قال : «يا معشر قريش ما تَرون أنّي فاعل بكم»؟ قالوا : «خيراً أخ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، قال : «اذهَبوا فأنتُم الطُلَقاء» (10).

ثم أرسل الرسول صلى الله عليه و آله مجموعة من الجيش لإطفاء الفتنة التي حدثت بين القبائل في اطراف مكة (11) وللوقوف بوجه هوازن التي كانت مصرّة على‏ قتال المسلمين واشتبك المسلمون مع هوازن في (حنين) وردوا بغيهم إلى‏ نحورهم‏ (12). وبعدها حاصروا الطائف واجبروهم على‏ التسليم‏ (13).

عندما حلت السنة التاسعة للهجرة تنفس المسلمون الصُعَداء بتدمير كل مراكز المؤامرات التي كان يحوكها المشركون واليهود والنصارى‏، وبرزت قوة جديدة إلى‏ الوجود، فأسلمت بعض القبائل المحيطة على‏ يديها وخضع لها بعضها الآخر.

وفي خضم هذه الحوادث جاء خبرٌ مفاده أن (هرقل) امبراطور الروم وعدداً من العرب الذين اعتنقوا النصرانية يريدون الهجومَ على‏ بلاد الإسلام، فأعلن الرسول صلى الله عليه و آله أن يعدّ المسلمون أنفسهم للحرب مع الروم.

ونقل أرباب التاريخ أن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أعلن عن مكان الحرب ولم يتكتم عليه خلافاً لعادته في الحروب السابقة. ربّما لبُعد الطريق وأمثال ذلك ولكن يبدو أنّ هدفه كان بث الرعب في قلوب الأعداء وقد جهز جيشاً بصعوبة بالغة وبمعدات قليلة وسُمي ب (جيش العسرة) واتجهوا إلى‏ (تبوك) (14) وعند وصولهم إليها ومرورهم ب (ميناء ايله) فوافق حاكمها على‏ اعطاء الجزية وتعاهد مع المسلمين على‏ الصلح‏ (15). ثم أرسل صلى الله عليه و آله خالد بن الوليد إلى‏ حاكم (دومة الجندل) فقبل الجزية أيضاً (16).

وظل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في تبوك خمسة عشر يوماً تقريباً ولكن جيش الروم تخلف عن المجي‏ء فرجع الرسول صلى الله عليه و آله إلى‏ مكة (17).

وفي هذه السنة جاءت مجموعة من ثقيف وأعلنت إسلامها بين يدي الرسول صلى الله عليه و آله‏ (18)، وأمر الإمام علياً عليه السلام بتطهير قبيلة (طي) من دنس الأوثان فحاربهم وانتصر عليهم وأسّر بنت حاتم الطائي وعلى‏ أثر ذلك دخل الإسلام (عدي بن حاتم و ...) (19).

إنّ فتح مكة ودخول بني ثقيف الإسلام والفراغ من تبوك كانت مؤشرات على‏ عظمة الإسلام وصدق هذا الدين فتوافد كثير من القبائل على‏ الرسول صلى الله عليه و آله واطلعوا تدريجياً على‏ معارف الإسلام وعظمته فاعتنق بعضهم الإسلام وبعض عقد صلحاً وترك الحرب مع الرسول ‏فسُمي ذلك العام (بعام الوفود) (20)، فجاء وفد (بني اسد) إلى‏ الرسول صلى الله عليه وآله قائلين :

«أتيناك قبل أن تُرسل إلينا رسولًا» ووفد (بلى)، ووفد (زاريين)، ووفد (بني تميم) (21).

ووصلت رسائل كثيرة من ملوك وسلاطين (حِمْير) تدل على‏ قبول قدرة وحكومة الإسلام‏ (22).

وكذلك جاء وفد (بهراء) ووفدُ (بني البكاء) ووفدُ (بني فزارة)، ووفد (ثعلبة بن منقذ)، ووفد (سعد بن بكر) (23).

ونزلت سورة البراءة وقرأها الإمام علي عليه السلام معلناً البراءة من الشرك وعبادة الأوثان ومنع المشركين من الدخول إلى‏ مكة للحج.

«فأقام الناس الحج وحجت العربُ الكفّار على‏ عادتهم في الجاهلية وعليُ‏[ عليه السلام ]يؤذن ببراءة فنادى‏ يوم الأضحى‏ : لا يحجنَّ بعد العام مُشرِكٌ ولا يَطوفنّ بالبيت عُريانٌ ومن كان بينهُ وبين رسول اللَّهِ عهد فأجلُهُ إلى‏ مدّتهِ» (24).

وحَلَّ العام العاشر للهجرة وصوتُ الإسلام يدوي في كل مكان، فجاء نصارى‏ (نجران) إلى‏ المباهلة، ثم قبلوا الصُلح بدونها : «وصالحوه على‏ ألفي حُلّة ثمنُ كل حُلّة أربعون درهماً وعلى‏ أن يُضيّفوا رُسُلَ رسول اللَّه‏(صلى الله عليه واله)وجعل لهم ذمَّةَ اللَّه تعالى‏ وعَهدهُ ألّا يفتنوا عن دينِهم ولا يُعشِروا وشرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به» (25).

وتوالت الوفود تلو الوفود إلى‏ المدينة لتعلن وفاءها للإسلام والرسول الأعظم صلى الله عليه و آله، فجاء وفد (سلامان)، ووفد (غبشان)، ووفد (عامر)، ووفد (ازد)، ووفد (مراد)، ووفد (زبيد)، مع (عمرو بن معدي كرب)، ووفد (عبد قيس)، ووفد (بني حنيف)، ووفد (كندة)، ووفد (محارب)، ووفد (رهاويين)، ووفد (عبس)، ووفد (صَدف)، ووفد (خولان)، ووفد (بني عامر)، ووفد (طي) (26).

وقد تجلّت قوّة الإسلام في حجة الوداع فبناءً على‏ ما ذكر في بعض الروايات فإنّ مجموع المسلمين الذين ذهبوا لزيارة بيت اللَّه الحرام وحضروا (حجة الوداع) كان أكثر من مائة الف شخص، ويعد هذا الاجتماع من أكبر الاجتماعات الدينية في ذلك العصر، كما تعكس ذلك أيضاً خطب الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله في سفره سواء كانت في مكة، أم في عرفات، أم في منى‏ أم في غدير خُم، لتعيين الخليفة والوصي من بعده وقد جاء في التاريخ ما يلي :

«فأرآهم مناسكهم وعلمهم سنن حجهم وخطب خطتبهُ التي بيّن فيها للناس ما بيّن وكان الذي يبلغ عنه بعرفة (ربيعة بن امية بن خلف) لكثرة الناس، فقال بعد حمد اللَّه : «ايّها الناس اسمعوا قولي فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً. أَيّها الناس إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا وكل ربا موضوع لكم رؤوس أموالكم وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كُلّهُ وكل دم كان في الجاهلية موضوع أَيّها النّاس‏ إنّ الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضِكم هذه أبداً ولكنّه يُطاع فيما سوى‏ ذلك وقد رضي بما تحقرون من أعمالكم ...» (27).

جاء في تاريخ حجة الوداع : أنّه أثناء ذهاب الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله إلى‏ الحج كان قد اجتمع خلق كثير في المدينة على‏ الرغم من انتشار أحد الأمراض الذي منع حج كثير منهم : «ومع ذلك كانت معهُ جموع لا يعلمها إلّا اللَّه، وقد قيل إنّه خرج معهُ تسعون الفاً، ويقال : مائة الف وأربعة عشر الفاً وقيل : مائة الف وعشرون الفاً، وقيل : مائة الف وأربعة وعشرون الفاً، ويقال أكثر من ذلك وهذه عدةُ من خرج معه وأمّا الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذي اتوا من اليمن مع علي‏(عليه السلام)وأبي موسى‏» (28).

ولو يمكن تقدير عدد المسلمين الذين لم يستطيعوا الحجّ لتبين مقدار ما وصلت إليه شوكة الإسلام.

وأخيراً جهّز الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قبل وفاتهِ جيشاً بقيادة (أُسامة) لحرب ديار الشامات (بصرى‏) فتخلف بعضهم عن أمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

_________________________

(1) تفسير جامع البيان، ج 2، ص 288.

(2) الكامل، ج 1، ص 591.

(3) الكامل، ج 1، ص 591؛ تفسير جامع البيان، ج 2، ص 298؛ وسيرة ابن هشام، ج 3، ص 342.

(4) تفسير جامع البيان، ج 2، ص 390؛ وسيرة ابن هشام، ج 4، ص 12.

(5) المصدر السابق.

(6) الكامل، ج 1، ص 602.

(7) سيرة ابن هشام، ج 4، ص 272.

(8) سيرة ابن هشام، ج 4، ص 15؛ و تفسير جامع البيان، ج 2، ص 318.

(9) الكامل، ج 1، ص 614.

(10) الكامل، ج 1، ص 620.

(11) الكامل، ج 1، ص 618؛ سيرة ابن هشام، ج 4، ص 70.

(12) الكامل، ج 1، ص 624؛ وسيرة ابن هشام، ج 4، ص 80؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 344.

(13) الكامل، ج 1، ص 628؛ وسيرة ابن هشام، ج 4، ص 122.

(14) الكامل، ج 1، ص 635؛ سيرة ابن هشام، ج 4، ص 159؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 373.

(15) الكامل، ج 1، ص 638.

(16) الكامل، ج 1، ص 638.

(17) الكامل، ج 1، ص 638.

(18) المصدر السابق، ص 640.

(19) المصدر السابق.

(20) الكامل، ج 1، ص 641؛ وسيرة ابن هشام، ج 4، ص 205.

(21) الكامل، ج 1، ص 642.

(22) سيرة ابن هشام، ج 4، ص 235.

(23) الكامل، ج 1، ص 644.

(24) الكامل، ج 1، ص 644؛ سيرة ابن هشام، ج 4، ص 190.

(25) الكامل، ج 1، ص 646.

(26) الكامل، ج 1، ص 647- 649؛ وللاطلاع على‏ غزوات وسرايا الرسول صلى الله عليه و آله) يمكن الرجوع إلى‏ سيرة ابن هشام ج 4، ص 256؛ الكامل، ج 1، ص 252؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 404.

(27) الكامل، ج 1، ص 652.

(28) سيرة الحلبي، ج 3، ص 283؛ وتواريخ اخرى‏ نقلًا عن الغدير، ج 1، ص 9 وهو مصدر جامع لمن أراد أن يستزيد.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .