أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-14
1053
التاريخ: 28-09-2014
10711
التاريخ: 26-8-2022
1022
التاريخ: 2024-05-16
775
|
قوله سبحانه : {ولَو شٰاءَ اللّٰهُ مَا اقْتَتَلُوا} [البقرة : 253] .
قال الحسنُ (1) : هذا إخبار عن قدرته على إلجائهم على الامتناع من الاقتتال أو بأن يمنعهم عن ذلك وقيل لا يدل قوله : {ولَو شٰاءَ اللّٰهُ مَا اقْتَتَلُوا} على أنه قد يشاء اقتتالهم لأنه إذا احتمل الكلام وجهين : جائزٌ عليه ، وغير جائزٌ وجب حملُهُ على ما يجوزُ عليه . وهذا كقول القائل : لو شاء السُّلطانُ لم يشربَ النصارى الخمر ولا نكحت المجوس المحرمات وليس في ذلك دليلٌ على أنه قد شاء.
قوله سبحانه : {ولَوشٰاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّٰاسَ أُمَّةً وٰاحِدَةً} [هود : 118] .
لم يبين على أي وجهٍ : جبراً أو اختياراً .
الوزيرُ الآبي (2) :
إذا فعلت ما أراد ربِّي ولم أحد عنه فما ذا ذنبي ؟
يخلق ذنبي وأكون آثما يظلمني ثُمَّ أسمي ظالما !
قوله سبحانه : {ولَو شٰاءَ اللّٰهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً} [النحل : 93] .
قال الحسن (3) ، والجبائيّ : إنه إخبار عن القدرة ، كما قال : {ولَوشِئْنٰا لَآتَيْنٰا كُلَّ نَفْسٍ هُدٰاهٰا} [السجدة : 13] ، وقوله : {ولَو يَشٰاءُ اللّٰهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ ولٰكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمّد : 4] .
قال الجُبّائيّ : معناهُ : لو شاء الله لفعل بهم ما يختارون عنده الكفر لكنه لا يفعله لأنه مناف للحكمة .
وقال قومٌ : لو شاء الله لجمعهم على ملة واحدة في دعوة جميع الناس شريعة واحدة مع اختلاف المصالح .
وقال الحسينُ المغرِبيُّ : معناهُ : لو شاء الله لا يبعث إليهم أنبياء فيكونوا متعبدين بما في العقل ويكونون أمة واحدة .
قوله سبحانه : {ولَوشٰاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّٰاسَ أُمَّةً وٰاحِدَةً ولٰا يَزٰالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلّٰا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ولِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود : 118 ، 119] .
عنى بالمشية إلجاء لا اختيارا وإنما أراد أن يخبرنا عن قدرته وأنه ممن لا يغالب ولا يعصى مقهوراً .
ولفظة (المشيئة) في الآية لا يجوز حملها على الاختلاف والذهاب عن الدين لأنه نهى عنه وتوعد عليه فكيف يجوز أن يكون شائيا لهُ ومخبراً لعبادهِ عليه .
ثم إن الرحمة أقرب إلى هذه الكناية من الاختلاف وحمل اللفظ على أقرب المذكورين أولى .
وقولهُ : {ولِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ} كنايةٌ عن الاجتماع على الإيمان ، كما قال : {ومٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلّٰا لِيَعْبُدُونِ} [الذّاريات : 56] .
وقال : {ولَوشٰاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّٰاسَ أُمَّةً وٰاحِدَةً} ، ومعناهُ : أنه لوشاء أن يدخلهم أجمعين الجنة فيكونوا في وصول جميعهم إلى النعم أمة واحدة .
{ولٰا يَزٰالُونَ مُخْتَلِفِينَ} في الدين ، والذهاب عن الحق فيه .
وقال أبو مسلم (4) : معنى (مُختلفين) ، أي : إن خلف هؤلاء الكافرين يخلف سلفهم في الكفر ، كما قال : {وهُو الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهٰارَ خِلْفَةً} [الفرقان : 62] .
وبهذا الاختلاف يُريُدهُ الله تعالى.
________________
1- مجمع البيان 1 : 359 .
2- لم نقف على مورد أخذه .
3- مجمع البيان 1 : 359 .
4- مجمع البيان 3 : 203 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|