أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
![]()
التاريخ: 9-8-2016
![]()
التاريخ: 2025-03-29
![]()
التاريخ: 25-8-2016
![]() |
محاولة ماخ استخدام مفاهيم بعينها لا تفقد فائدتها خارج دائرة الفيزياء يمكن إدراك معارضته لعلوم الذرة التى تسببت على وجه الخصوص في تحويل فيزيائيين كثيرين ضده. وفى الحقيقة إذا طبقت علوم الذرة على القضايا الفسيولوجية والسيكلوجية فإنها ستؤدى ببساطة إلى طريق مسدود، فسوف تطفو على السطح مسائل مثل : كيف تفكر ذرة المخ؟ كيف تدرك الذرة اللون الأخضر رغم أنها مجرد صورة دقيقة لجسم كبير مكون من إدراكات .
إنني لا أنكر أن ماخ ترك بهذا المفهوم انطباعًا خاطئًا فسر بأنه هجوم ضار، بلا مبرر، على استخدام علوم الذرة في الفيزياء، والواقع أن فائدة نظريات الذرة في هذا المجال المحدود أمر لا يقبل الجدل بكل تأكيد . وكثيرًا ما كان أتباعه، كما هو الحال عامة، يرون فى ضعف سيدهم أعظم قوة، حتى إنهم أرادوا محو الذرة تماما من الفيزياء وأعتقد أنه لا غضاضة مطلقاً من تحرير جوهر تعاليم ماخ من هذا العداء التاريخي والفردي الموجه لعلوم الذرة. إن الذرات هى مفهوم مساعد تماما كغيره مما يستخدم جيدا فى نطاق محدود ، ولكنها لا تناسب الأساس المعرفي. و بتبنى هذا الرأى يتسع بنا جميعا المجال لتطبيق مفهوم الذرات كلما أمكن. وأعتقد أنه حتى بلانك قد لا يعترض كثيرًا على الجوهر المكنون بهذا الأسلوب. ولم يعد يبعث على الدهشة كثيرا الإعلان عن الذرات إن لم تكن حقيقتها، باعتبارها من ضروريات الاقتصاد، فقد تكون أبسط وسيلة لعرض قوانين الفيزياء دون أن تكون ملائمة لتشكيل أساس معرفي.
وعموما لم تعد الظاهراتية تساعد الفيزيائي أو تعوقه فى مجال عمله يدلل على ذلك أن ماكسويل - وهو الفيزيائي الذي كان بالتأكيد يفكر بأسلوب وضعي - هو الذي كتب العمل الذي أرسى قواعد النظرية الجزيئية للغازات. ولم يعد الفكر الظاهراتي يشكل خطرًا إلا في حالة عدم تحقيق المطلب الاقتصادى بنفس القوة. ولعل أدل مثل تاريخي على ذلك هو مذهب جوته فى الألوان. ومع ذلك فإذا رغب أحد أن يحكم على شخصية فريدة كهذه فلا ينبغى أن ينسى أن الحاجة إلى الاقتصاد قد تعنى شيئًا
مخالفاً تماماً باختلاف الناس ، وذلك على نحو زعم شتور A.Stihr الصحيح، فقد يعني ذلك فى رأى البعض حدا أدنى للفروض وفى رأى البعض الآخر، حدا أدنى من مختلف أنواع الطاقة والحالة الأولى هي حالة جوته الظاهراتي المتطرف، أما الحالة الثانية فهي حالة منهج الميكانيكية البحتة ربما كان مفيدا على سبيل المقارنة الإشارة إلى الفيزيائى النظري الذي كان أحد تلاميذ ماخ مباشرة وحاول فعلاً بناء نظام فيزيائى وكيميائي بدون جسيمات افتراضية، سواء ذرات أو الكترونات، يضم جميع الظواهر المعروفة حاليا، وهو جوستاف چومان Gustav Joumann . ولا يمكن أن ننكر أنه في كثير من أعماله أخذ على عاتقه هذه المهمة بقوة جد بناءة . ولا أعتقد مع ذلك أن النتائج ثبت أنها تتماشى مع مفاهيم ماخ إنها تتلاءم مع المطلب السطحي لمحو علوم الذرة بينما تتناسب بالكاد مع المطلب الاقتصادي، فقد استخدم عدد كبير من المعاملات الثابتة دون أن تتنبأ النظرية بأي منها . أما نظام جومان فيجعل ذلك ممكناً، ولكن بدرجة محدودة جدا، بما يفسح المجال لاشتقاق الظواهر، وينسحب ذلك أيضًا على القيم العددية ولكن باستخدام عدد قليل من الفروض ويمكن بيان استقلال البحث الفيزيائي عن الأساس المعرفي بالرجوع إلى أقوى محاولة لدحض النظرية الجسيمية للكهرباء، وكانت على يد ارينها فت F.Ehrenhaft ولم يكن لها أي علاقة من قريب أو بعيد بالعقائد الفلسفية على اختلاف أنواعها .
أعتقد أنني الآن قد أوضحت إلى حد ما مدى أهمية ماخ. ولاستكمال المسح لوضعه في الحياة الفكرية المعاصرة، فلابد من الاستعانة برأى أعمق لتحصل على صورة أفضل.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|