أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-10-2016
![]()
التاريخ: 2024-06-27
![]()
التاريخ: 2024-06-20
![]()
التاريخ: 2024-03-18
![]() |
لا نزاع في أن متون لوحات معبد «جمأتون» التي من عهد الملك «تهرقا» تلقي أضواء هامة على تاريخ وادي النيل وما جاوره من البلدان، من ذلك ما يلحظ من نقل سكان إلى «الكوة» كما جاء في اللوحة السادسة (السطر 15) وكذلك نقل أميرات من الوجه البحري كما جاء في نفس اللوحة في السطر العشرين، وهذا يجعلنا نظن أنه في خلال السنين الأولى من القرن السابع قبل الميلاد قد وقعت حروب بين ملك «كوش» وولايات الدلتا المستقلة، ويتساءل الإنسان هل كان سبب ذلك التدخل في شئون الدلتا واستعباد أهلها راجعًا في الأصل إلى هجوم قام به «شبتاكا» على هذه البلاد؟ هذا ما جاء ذكره في المتن الكبير الخاص بالفيضان في السنة السادسة (سطر 17)، وعلى ذلك يمكن أن نتساءل مرة أخرى أليست تهدئة الأحوال بإخماد نار الفتن في الدلتا وإعادة الرخاء في السنة السادسة من حكم «تهرقا» تضع أمامنا صفحة جديدة في تاريخ التسلط الكوشي على مصر؟
ومن أجل ذلك كان قد قرر «تهرقا» مجيء والدته إلى الديار المصرية كما كان قد أمر ببناء المعبد T بعد أن أصبح الجو صافيًا له، ويلفت النظر كذلك هنا أهمية مدينة «منف» في عهد الملك «تهرقا» فقد توج فيها، وعلى ذلك لا يبعد أنه قد اتخذها بعد ذلك مقرًّا لحكمه.
وليس ذلك بغريب؛ فإن لقب «تهرقا» «رع-حافظ نفر تم» يجوز أن يكون له اتصال بمنف، والإله «نفر تم» كما هو معلوم هو أحد أفراد ثالوث «منف» وهم «بتاح» والإلهة «سخمت» زوجه ثم «نفر تم» ابنه، يضاف إلى ذلك أن اسم «تهرقا» «محبوب بتاح» كان شائعًا في نقوشه.
ولا يفوتنا أنه كان يقلد في ذلك الملك «شبكا» الذي قيل عنه إنه هو الذي عثر على المتن الأصلي الخاص باللاهوت المنفي الذي تحدثنا عنه فيما سبق، فقد كان يدعى كذلك «محبوب بتاح» (Bull, Inst, LI, P. 28 No.3).
هذا؛ وتشير كذلك متون هذه اللوحات إلى امتداد مملكة «كوش» نحو الغرب، فقد جاء ذكر نقل أمراء التحنو إلى بلاد النوبة في اللوحة رقم 3 سطر 22، هذا بالإضافة إلى متن مماثل عثر عليه في «صنم أبو دوم» (راجع A.A.A, 9. Pl 26, 8) وأخيرًا وجد اسم «التحنو» في قائمة أصلها في الواقع قديمة خاصة بالبلاد المقهورة (Ibid Pl. 41,1).
وليس من شك في أن الإشارة هنا إلى لوبيي مرمريقا «برقة» الذين كان قد استخدمهم «تفنخت» لمحاربة «بيعنخي»، (Urk, III, 8, 1. 11) يضاف إلى ذلك وجود إشارة إلى أهالي الواحة البحرية كما جاء في متن اللوحة رقم 6 سطر 20 عن نبيذ الواحة البحرية.
ولدينا قائمة أسماء جغرافية عن البلاد التي غزاها «تهرقا» وقد جاء فيها ذكر الواحة (راجع A.A.A, 9. Pl 23, A) ، وهذا يسمح لنا أن نظن أن الكوشيين منذ الأسرة الأولى كانوا قد مدوا سلطانهم على الواحات، وقد يؤكد ذلك الكشف حديثًا عن قطعة حجر عليها اسم «شبكا» في الواحة البحرية (راجع له Fakhry, A. S, 39, P. 64, & Bahria Oasis, II P. 730).
ولدينا حقائق كثيرة، بغض النظر عما شاهده «هردوت» (راجع Herodot, II, 42 )عن وجود مستعمرة كوشية أقامها الآمونيون، قد تكون إلى حد ما محبذة للفكرة التي اعتنقها علماء مختلفون، وهم الذين ظنوا أن وحي سيوة يرجع إلى أصل كوشي: منها على رأي «ستيندورف» احتلال هذه الواحة بالملك «تهرقا» (راجع Steindorff, Durch die Libysche Wuste zur Amonoasis, P. 69-70 ) هذا وقد ذكر مكأدم أن «آمون» صاحب واحة «جس جس» (أي الواحة البحرية) قد مُثل في عهد الأسرة السادسة والعشرين برأس كبش مثل «آمون» بلاد النوبة (Macadam, Texts, P. 39 No. 53).
أما نشاط ملوك «كوش» الحربي على حدود فلسطين فله علاقة بعمال «منتيو آسيا» الذين كانوا يعملون في كروم «جمأتون» كما جاء ذكر ذلك في لوحة الفيضان الكبرى، هذا بالإضافة إلى أن استعمال اللازورد (اللوحة 3 سطر 9) والفيروز (اللوحة 3 سطر 9) والبرنز (اللوحة 6 الأسطر 18، 19) وخشب عشى وخشب مرو (اللوحة 3 سطر 21، واللوحة 6 سطر 14، 18، واللوحة 7 الأسطر 3، 4) يدل على وجود علاقات اقتصادية بين وادي النيل وآسيا في تلك الفترة.
|
|
هدر الطعام في رمضان.. أرقام وخسائر صادمة
|
|
|
|
|
كالكوبرا الباصقة.. اكتشاف عقرب نادر يرش السم لمسافات بعيدة
|
|
|
|
|
في مدينة الحلة الفيحاء .. الأمانة العامة للعتبة الكاظمية تحتفي بميلاد الإمام الحسن
|
|
|