المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6348 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Cornea-Corneal Stroma
4-1-2017
العوامل الجغرافية المؤثرة في توزيع استخدامات الأراضي -العوامل الطبيعية- التربة
10/10/2022
عقيدة الشيعة الإمامية في حب آل البيت
10-5-2018
الزوج والمكنة المالية
24-2-2021
تصنيف الأصول في القوائم المالية
14-3-2018
McNugget Number
4-1-2021


ما ورد في شأن داود (عليه السّلام)  
  
38   10:59 صباحاً   التاريخ: 2025-01-15
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ)
الكتاب أو المصدر : الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة
الجزء والصفحة : ص 68 ـ 79
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / الأحاديث القدسيّة /

الباب الثامن فيما ورد في شأن داود (عليه السلام):

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن مفضل عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أوحى الله إلى داود: ما اعتصم بي أحد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهنّ إلّا جعلت له المخرج ممّا بينهنّ، ومن اعتصم أحد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته إلّا قطعت له أسباب السماوات من يديه وأسخت الأرض من تحته، ولم أبالِ بأيِّ وادٍ هلك.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): لا تجعل بيني وبينك عالمًا مفتونًا بالدنيا فيصدّك عن طريق محبتي، فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المؤمنين، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم.

ورواه ابن بابويه في العلل من عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن علي بن محمد القاشاني عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث مثله.

وعن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى لداود: يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين، قال: كيف أبشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين؟ قال: بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنّه ليس من عبد أنصبته للحساب إلا هلك. ورواه الشهيد الثاني في أسرار الصلاة مرسلاً إلا أنّه قال في آخره: فإنّه ليس من عبد يعجب بالحسنات إلا هلك.

وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أوحى الله إلى داود: يا داود كما أنّ أقرب الناس إلى الله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبّرون.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي. قال داود: يا ربّ وما تلك الحسنة؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورًا ولو بتمرة، قال داود: يا ربّ حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاه منك. ورواه الصدوق في المجالس وفي ثواب الأعمال بسند واحد عن أبيه عن سعد عن الهيثم بن أبي مسروق عن ابن محبوب مثله.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عمّن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ داود (عليه السلام) قال: يا ربّ أرني الحق كما هو عندك حتّى أقضي به. فقال: إنّك لا تطيق ذلك، فألحَّ على ربِّه حتّى فعل، فجاءه رجل يستعدي على رجل، فقال: إنّ هذا أخذ مالي. فأوحى الله إلى داود: أنّ هذا المستعدي قتل أبا هذا، فأمر داود بالمستعدي، فقتل وأخذ ماله، فدفعه إلى المستعدى عليه. قال: فعجب الناس وتحدّثوا حتّى بلغ داود فدعى ربّه أن يرفع ذلك ففعل. ثم أوحى الله تعالى إليه: أن احكم بينهم بالبيّنات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي إسحاق الخراساني عن بعض رجاله، قال: إنّ الله تعالى أوحى إلى داود (عليه السلام): إنّي قد غفرت ذنبك وجعلت عارَ ذنبك علي بني إسرائيل، قال: كيف ذلك يا ربّ وأنت لا تظلم؟ قال: إنّهم لم يعاجلوك بالنكرة.

أقول: يجب تأويل هذا الحديث بحمل الذنب على خلاف الأولى، لقطعيّة الدلائل على عصمة الأنبياء، ولعلَّ الإنكار على داود كان مطلوبًا من أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا في عهده، ولم يكن على وجه الوجوب، تنزيها للأنبياء (عليهم السلام) عن ترك الواجب وفعل المحرّم، بل ذنوبهم إنّما هي ترك الأولى، ومن هنا قيل: (حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين).

قال بعض الأصحاب: إنّ الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) لمّا كانت أوقاتهم مستغرقة بملاحظة جناب الله والانقياد إليه، وقلوبهم مشغولة أبدًا بطاعته والجدّ في عبادته، كانوا إذا اشتغلوا عن ذلك بأدنى غرض من المباحات وقضاء الشهوات من أكل وشرب ونكاح عدّوه ذنبًا واستغفروا منه حملاً على فعل العبد شيئًا من ذلك بحضرة سيّده معرضًا عنه، فإنّه معدود في الشاهد من قلّة الأدب، بل من الذنوب، وكلّما أوهم وقوع ذنب من أهل العصمة محمول على هذا المعنى والله أعلم.

وعلى أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن علي بن مهزيار عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عمّن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ داود لمّا وقف بعرفات نظر إلى الناس وكثرتهم فصعد الجبل وأقبل يدعو، فلمّا قضى نسكه أتاه جبرائيل فقال له: يا داود يقول لك ربك: لم صعدت الجبل ظننت أنّه يخفى عليّ صوت من صوت؟ ثم مضى به إلى جدّة فرسب به في البحر مسيرة أربعين صباحًا في البرّ، فإذا صخرة فلقها، فإذا فيها دودة، فقال له: يا داود يقول لك ربّك: أنا أسمع صوت هذه الدودة في بطن الصخرة في قعر هذا البحر، فظننت أنّه يخفى عليّ صوت من صوت؟!.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعًا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ داود سأل ربّه أن يريه قضيّة من قضايا الآخرة، فأوحى الله إليه:

يا داود إنّ الذي سألتني لم أطلع عليه أحدًا من خلقي ولا ينبغي أن يقضي به أحد غيري. قال: فلم يمنعه أن عاد فسأل ذلك ثلاث مرات، فأتاه جبرائيل فقال: يا داود لقد سألت ربّك شيئًا لم يسأله أحد من خلقه، ولا ينبغي أن يقضي به أحد غيره، قد أجاب الله دعوتك وأعطاك ما سألت.

يا داود إنّ أوّل خصمين يردان عليك غدًا القضية فيهما من قضايا الآخرة، فلمّا أصبح داود جلس في مجلس القضاء أتاه شيخ متعلّق بشاب وفي يد الشاب عنقود من عنب، فقال الشيخ: يا نبي الله إنّ هذا دخل بستاني، وخرّب كرمي، وهذا العنقود أخذه بغير أذني، فقال داود للشاب: ما تقول؟ فأقرّ الشاب أنّه فعل ذلك، فأوحى الله إلى داود: يا داود إنّي كشفت لك قضيّة من قضايا الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ولم يرضَ بها قومك.

يا داود هذا الشيخ اقتحم على أبي هذا الغلام في بستانه فقتله واغتصب بستانه وأخذ منه أربعين ألف درهم فدفنها في جانب بستانه فادفع إلى الشاب سيفًا ومره أن يضرب عنق الشيخ، وادفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا وكذا فيأخذ ماله. قال: ففزع داود وجمع إليه علماء أصحابه وأخبرهم بالخبر وأمضى القضيّة على ما أوحى الله (عزّ وجلّ) إليه.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سعد الإسكاف، قال: لا أعلمه إلا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود (عليه السلام)، فأوحى الله إليه: لا يعجبك شيء من أمره فإنّه مرائي، فمات الرجل، فقال داود: ادفنوا صاحبكم ولم يحضره، فلمّا غسل قام خمسون رجلا فشهدوا بالله ما يعلمون الا خيرًا، فلمّا صلوا عليه قام خمسون آخرون فشهدوا بذلك أيضا فلمّا دفنوه قام خمسون آخرون فشهدوا بذلك أيضًا، قال: فأوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): ما منعك أن تشهد فلانًا؟ فقال داود: يا رب للذي أطلعتني عليه من أمره. فأوحى الله تعالى: إن كان ذلك لك ولكنّه قد شهد قوم من الأحبار والرهبان ما يعلمون الا خيرًا فأجزت شهادتهم عليهم وغفرت له علمي فيه.

وعن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ الله تعالى أوحى إلى داود (عليه السلام): أن اتّخذ وصيًّا من أهلك فإنّه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيًّا إلا وله وصيّ من أهله، وكان لداود أولاد وعدّة، فأوحى الله إليه: يا داود لا تعجل حتّى يأتيك أمري، فلم يلبث داود أن ورد عليه خصمان يختصمان في الغنم والكرم، فأوحى الله إلى داود (عليه السلام): اجمع ولدك فمن قضى منهم بهذه القضيّة، فهو وصيّك من بعدك. ثم ذكر أنّ سليمان (عليه السلام) قضى بها وأورد قضيّته قال: فأوحى الله إلى داود (عليه السلام) يا داود إنّ القضاء في هذه القضيّة ما قضى به سليمان، يا داود أردت أمرًا وأردنا غيره.. الحديث.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن بعض أصحابه عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قلت له: إنّ الناس يقولون في حداثة سنّك. فقال إنّ الله تعالى أوحى إلى داود (عليه السلام) أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم، فأوحى الله إلى داود (عليه السلام): أن خذ عصى المتكلّمين وعصى سليمان واجعلها في بيت واختم عليها بخواتيم القوم، وإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود (عليه السلام) فقالوا: قد رضينا وسلّمنا.

أحمد بن فهد في عدّة الداعي قال: إنّ فيما أوحى الله إلى داود: من انقطع إليَّ كفيته ومن سألني أعطيته ومن دعاني أجبته وإنّما أؤخّر دعوته وهي معلّقة، وقد استجبتها له حتّى يتمّ قضائي فإذا تمّ قضائي أنقذت ما سأل، قل للمظلوم أنا أؤخّر دعوتك وقد استجبتها على من ظلمك لضروب كثيرة غابت عنك وأنا أحكم الحاكمين، إمّا أن تكون ظلمت أحدًا فدعا عليك فتكون هذه بهذه لا لك ولا عليك، وإمّا أن تكون لك درجة في الجنّة لا تبلغها عندي إلا بظلمه لك؛ لأنّي لم أختبر عبادي في أموالهم وأنفسهم، وربّما أمرضت العبد فقلّت صلاته وخدمته، ولصوته إذا دعاني في كربته أحب إليّ من صلوات المصلّين، وربّما صلّى العبد فأضرب بها وجهه وأحجب عنّي صوته، أتدري مَن ذلك؟ يا داود ذاك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق، وذاك الذي يحدّث نفسه أن لو ولي أمرًا لضرب فيه الرقاب ظلمًا.

يا داود نُحْ على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها، لو رأيت الذين يأكلون الناس بألسنتهم وقد بسطتها بسط الأديم وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار، ثم سلّطت عليهم موبّخًا لهم يقول: يا أهل النّار هذا فلان السليط فاعرفوه، كم من ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلّاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حيث نظرت في قلبه فوجدته إن سلّم من الصلاة وبرزت له امرأة جميلة عرضت عليه نفسها أجابها وإن عامله مؤمن خاتله.

قال: وأوحى الله إلى داود إن أدنى ما أنا صانع بعبد غير عامل بعلمه من سبعين عقوبة باطنيّة أن أنزع من قلبه حلاوة ذكري.

قال: وفيما أوحى إلى داود: يا داود إنّي وضعت خمسة في خمسة، والناس يطلبونها في خمسة غيرها، فلا يجدونها: وضعت العلم في الجوع والجهد، وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه ووضعت العزّ في طاعتي وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الغنى في القناعة، وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه ووضعت رضائي في سخط الناس وهم يطلبونه في رضا النفس، فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنّة وهم يطلبونها في الدنيا، فلا يجدونها.

قال وفي زبور داود: يا بن آدم تسألني فأمنعك لعلمي بما ينفعك، ثم تلحّ عليّ بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي، فأهمّ بهتك سترك، فتدعوني فأستر عليك، فكم من جميل أصنع معك وكم من قبيح تصنع معي؟ يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدًا.

قال: وأوحى الله إلى داود: يا داود، اشكرني. فقال: كيف أشكرك والشكر من نعمتك تستحق عليه شكرًا؟! قال: يا داود: رضيت بهذا الاعتراف منك شكرًا.

قال: وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه عن وهب بن منبّه قال: أوحى الله إلى داود: يا داود، مَن أحبّ حبيبًا صدّق قوله، ومن رضي بحبيب رضي فعله، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه، ومن اشتاق إلى حبيب جدَّ في السير إليه.

يا داود ذكري للذاكرين، وجنّتي للمطيعين، وحبّي للمشتاقين، وأنا خاصّة المحبّين.

قال: وعن أبي حمزة قال: أوحى الله إلى داود: يا داود إنّه ليس عبد من عبادي يطيعني إلا أعطيته قبل أن يسألني واستجبت له قبل أن يدعوني.

قال: وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ الله أوحى إلى داود: بلّغ قومك إنّه ليس من عبد منهم آمره بطاعتي فيطيعني إلا كان حقًّا عليَّ أن أطيعه وأعينه على طاعتي، وإن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته، وإن اعتصم بي عصمته وإن استكفاني كفيته، وإن توكّل عليَّ حفظته من وراء عوراته، وإن كاده جميع خلقي كنت دونه.

وروى ابن فهد في كتاب التحصين في صفات العارفين، قال: أوحى الله إلى داود (عليه السلام): يا داود، احذر وأنذر أصحابك من كلّ الشهوات، فإنّ القلوب المتعلّقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عنّي.

وروى أبو علي الحسن الطوسي في مجالسه عن ولده الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمّار قال: حدّثني محمد بن القاسم الأنباريّ قال: حدّثني أبي عن الحسن بن سليمان الزاهدي قال: سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول: سمعت وهب بن منبّه يقول: قرأت في زبور داود أسطرًا منها ما حفظت ومنها ما نسيت، فممّا حفظت قوله: (يا داود، اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول: من أتاني مستحييًا من المعاصي التي عصاني بها غفرتها له وأنسيتها حافظيه.

يا داود، اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول: من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة، قال داود: يا ربّ وما هذه الحسنة؟ قال: من فرّج عن عبد مسلم، قال داود: إلهي فلذلك ينبغي لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك).

وعن والده عن المفيد، قال: حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن زياد القندي قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: في حكمة آل داود: يا بن آدم، كيف تتكلّم بالهدى وأنت لا تفيق من الردى؟! يا بن آدم، أصبح قلبك قاسيًا وأنت لعظمة الله ناسيًا، فلو كنت بالله عالمًا وبعظمته عارفًا لم تزل منه خائفًا ولوعده راجيًا! ويحك كيف لا تذكر لحدك وانفرادك فيه وحدك؟!.

أقول: هذا يترجّح كونه من كلام الله بقرينه ما سيأتي في آخر الباب من رواية الكراجكي.

وعن والده قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الثقفي الخطيب، قال: حدثنا محمد بن سلمة الأموي بـ(هيت)، قال: حدّثني أحمد بن القاسم الأمويّ عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أوحى الله إلى داود: يا داود، إنّ العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنّة. قال داود: يا ربّ، وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنّة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحبّ قضاءها قضيت أو لم تقضَ.

محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في ثواب الأعمال قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن موسى بن عمران النخعي، قال: حدثني الحسين بن يزيد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أوحى الله إلى داود: يا داود، إنّ عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبًا ثم تاب من ذلك الذنب واستحيى منّي عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته حسنة، ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين.

وفي كتاب التوحيد قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن مروان بن مسلم عن ثابت بن أبي صفية عن سعد الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أوحى الله إلى داود: يا داود تريد وأريد ولا يكون الا ما أريد، فإن سلّمت لما أريد أعطيتك ما تريد وإن لم تسلّم لما أريد أتعبتك فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد.

وفي المجالس قال: حدثنا علي بن أحمد الدقّاق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الصوفي قال: حدثنا عبد الله بن موسى الحبال الطبري قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال: حدثنا محمد بن محسن عن يونس بن ظبيان عن الصادق (عليه السلام) قال: إنّ الله أوحى إلى داود (عليه السلام): يا داود، ما لي أراك وحدانًا؟ قال: هجرت الناس وهجروني فيك. قال: فما لي أراك ساكنًا؟ قال: خشيتك أسكنتني. قال: فما لي أراك نصّيبًا؟ قال: حبّك أنصبني. قال: فما لي أراك فقيرًا وقد أفدتك؟ قال: القيام بحقّك أفقرني. قال: فما لي أراك متذلّلاً؟ قال: عظيم جلالك الذي لا يوصف ذلّلني وحقّ ذلك لك يا سيّدي. قال الله تعالى: فأبشر بالفضل منّي فلك ما تحبّ يوم تلقاني، خالط النّاس وخالقهم بأخلاقهم وزايلهم في أعمالهم تنل منّي ما تريد يوم القيامة.

قال: وقال الصادق (عليه السلام): أوحى الله إلى داود: يا داود بي فافرح وبذكري فتلذّذ وبمناجاتي فتنعّم، فعن قليل أخلي الدار من الفاسقين وأجعل لعنتي على الظالمين.

وقال: حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال: حدثني جدي الحسين بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله إلى داود: يا داود، كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها، وكما لا تضر الطيرة من لا يتطيّر كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيّرون، وإنّ أقرب الناس منّي يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس منّي يوم القيامة المتكبّرون.

وفي كتاب من لا يحضره الفقيه عن شريف بن سابق التفليسي - ولم يذكر طريقه إليه في آخر كتابه - عن الفضل بن أبي قرة السمندي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى داود: إنّك نِعمَ العبد لولا أنّك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئًا فبكى داود (عليه السلام) فأوحى الله إلى الحديد (لِن لعبدي داود) فألان الله له الحديد، فكان يعمل كلّ يوم درعًا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستّين درعًا فباعها بثلاثمائة وستين ألفًا واستغنى عن بيت المال.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن شريف بن سابق مثله.

وروى الشهيد الثاني في كتاب الآداب: إنّ في زبور داود (عليه السلام): قل لأحبار بني إسرائيل ورهبانهم: حادثوا من الناس الأتقياء، فإن لم تجدوا تقيًّا فحادثوا العلماء، فإن لم تجدوا عالمًا فحادثوا العقلاء، فإنّ للتقى والعلم والعقل ثلاث مراتب ما جعلت واحدة منهنّ في خلق وأنا أريد هلاكه.

قال: وقد أوحى الله إلى داود (عليه السلام): خفني كما تخاف السبع الضاري.

قال: وفي فاتحة الزبور: رأس الحكمة خشية الله.

وفي كتاب مسكن الفؤاد: إنّ في أخبار داود (عليه السلام): يا داود، بلّغ أهل الأرض أنّي حبيب من أحبّني، وجليس من جالسني ومؤنس لمن أنس بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني.

ما أحبّني أحد من خلقي عرفت ذلك من قلبه إلا أحببته حبًّا لا يتقدّمه أحد من خلقي، من طلبني بالحق وجدني ومن طلب غيري لم يجدني، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها وهلمّوا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي، وآنسوا بي أوانسكم وأسارع إلى محبّتكم.

وعن زيد بن أسلم قال: مات لداود ولد فحزن عليه فأوحى الله إليه: يا داود ما كان يعدل هذا الولد عندك؟ قال: يا رب كان يعدل عندي ملء الأرض ذهبًا. قال: فلك عندي يوم القيامة ملء الأرض ثوابًا.

قال: وقيل أوحى الله إلى داود (عليه السلام): تخلّق بأخلاقي وإن من أخلاقي الصبر.

قال: وفي أخبار داود (عليه السلام): ما لأوليائي والهمّ بالدنيا، إنّ الهمّ يُذهب حلاوة مناجاتي من قلوبهم. يا داود، إنّ محبّتي من أوليائي أن يكونوا روحانيّين لا يغتمّون.

قال: وروي أنّ داود (عليه السلام) قال: إلهي ما جزاء من يعزّي الحزين والمصاب ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن أكسوه رداءً من أردية الإيمان، أستره به من النّار وأدخله به الجنّة. قال: إلهي فما جزاء من شيّع الجنازة ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن تشيّعه الملائكة يوم يموت إلى قبره، وأن أصلّي على روحه في الأرواح.

محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في الجزء الثالث من كنز الفوائد أنّه وجد في حكمة داود (عليه السلام): ذكّر عبادي إحساني إليهم، فإنّهم لا يحبّون إلا مَن أحسن إليهم.

عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد عن الحسين بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلى داود (عليه السلام): يا داود، إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأحكمه. قال داود: وما تلك الحسنة؟ قال: كربة ينفّسها عن مؤمن بقدر تمرة أو بشقّ تمرة. فقال داود: يا ربّ حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك.

ورواه الصدوق في كتاب عيون الأخبار. وفي كتاب معاني الأخبار عن محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن داود بن سليمان عن الرضا (عليه السلام) قال: إنّ الله أوحى إلى داود: إنّ العبد من عبيدي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنّة. قال: يا ربّ وما تلك الحسنة؟ قال: يفرّج عن المؤمن الكربة ولو بتمرة. فقال داود: حقّ لمن عرفك أن لا ينقطع رجاؤه عنك.

وروى الشيخ العارف الحافظ رجب البرسي قال: إنّ الله تعالى قال لداود: يا داود، وعزّتي وجلالي لو أنّ أهل سماواتي وأرضي أمّلوني فأعطيت كلّ مؤمّل أمله وبقدر دنياكم سبعين ضعفًا لم يكن ذاك إلا كما يغمس أحدكم بإبرة في البحر ويرفعها فكيف ينقص شيء أنا قيّمه.

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)