المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الشيخ جمال الدين أحمد بن النجار.
20-9-2020
الأمر بالسبب والمسبب
2023-09-14
وضع البيض والحضنة في النحل
5-6-2016
كمية النقود وتأثيرها على مستوى الاسعار
6-9-2020
استخلاص اليورانيوم
27-9-2016
المهتدي وصاحب الزنج
10-10-2017


مستحبات الرضاعة وأثرها على الطفل  
  
139   08:52 صباحاً   التاريخ: 2024-12-15
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص301ــ302
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2022 1392
التاريخ: 25-4-2018 1757
التاريخ: 14-3-2021 2550
التاريخ: 23-3-2021 1658

المرحلة التي تحتاج الى عناية خاصة من قِبل الأم هي مرحلة السنوات الأولى، وهي من سنّ الولادة الى السنتين، ونزيد هنا أن الأم إن استطاعت البقاء على الطهارة عند إرضاع الطفل فهو مستحب ومفيد، ولتبقى بعيدة من التأثيرات النفسية عند الحمل فهي تؤثر على الحليب أيضاً. وعليها المحافظة على التوجيهات الطبية أو التجارب السابقة تجاه العناية بالطفل، فمثلاً عند إرضاع الطفل عليها أن تضع يدها تحت رقبته وتحمله، لا أن تضع الطفل على الأرض وتستلقي الى جانبه وترضعه بحيث يكون الرأس وهو أسفل منها، فإن الأطباء ينهون عن مثل هذه الحالة.

وعليها أيضاً الالتفات الى أذنيه عند النوم حتى يكونا في حالة متوازية فإن ذلك يؤثر على استقامة الأذنين على كبر ومما يضع الطفل في وضع محرج مع أصدقائه.

ولتمنعه من التواجد في الأماكن التي فيها دخان مضر خاصة في الغرف الصغيرة.

كما وعليها منعه من اللعب بالألعاب الحادة والمؤذية.

كما ويحتاج الطفل في هذه المرحلة الى عاطفة زائدة وبالنسبة للأمهات فإنهن لا يحتجن في ذلك الى توصية، لكن هو من باب التذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

حكم الرضاع

((لا يجب على الأم إرضاع ولدها لا مجاناً ولا بالأجرة مع عدم الانحصار بها، بل ومع الانحصار لو أمكن حفظ الولد بلبن ونحوه مع الأمن من الضرر عليه، نعم لو لم يكن للولد مال ولم يكن الأب والجد وإن علا موسرين تعيَّن على الأم إرضاعه مجاناً إما بنفسها أو بالاستيجار(1).

أقول: هذا الحكم الشرعي لبيان عدم الزام الأم بالرضاعة وإلا فهو لا يعني عدم حاجة الطفل لها أو للبنها، كما لا يعني عدم إعطائها الأولوية في ذلك، بل على الزوج بذل الجهد في إقناع الزوجة التي لا ترغب في إرضاع وليدهما، وسوف يأتي أهمية ذلك قريباً، كما يأتي بيان ثواب المرأة المرضع فلا ينبغي لها حرمان نفسها منه.

أهمية الرضاعة والعناية

روى عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: لا بأس أن تحمل المرأة صبيها وهي تصلي وترضعه وهي تتشهد(2).

قال علي بن جعفر للإمام الكاظم (عليه السلام): سألته عن المرأة تكون في صلاة الفريضة وولدها الى جنبها يبكي وهي قاعدة هل يصلح لها أن تتناوله فتقعد في حجرها وتسكته وترضعه؟

قال: لا بأس(3).

ومن هنا يتبين لنا أهمية الرضاعة حيث أجاز لنا الإسلام على لسان أهل البيت (عليهم السلام) أن توقف المرضع صلاتها - الواجبة والمستحبة - وتسكت ابنها بالرضاع، ثم تكمل صلاتها، مع مراعاة الشروط الأخرى، فهذا يكشف لنا أهمية الرضاعة وأثرها على الطفل حيث إن الله أجاز للمرأة ذلك.

_____________________________

(1) انظر زبدة الأحكام، باب الرضاعة.

(2) وسائل الشيعة: 7 / 280 ح 9338.

(3) وسائل الشيعة: 7 / 280 ح 9339. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.