أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-16
896
التاريخ: 2024-04-09
821
التاريخ: 2024-03-17
881
التاريخ: 2024-08-20
317
|
لقد انتهت سيادة مصر في الشرق باختفاء آخر رعامسة الأسرة العشرين. وسنرى أن أربعة القرون ونصف القرن التي تلت سقوط هذه الأسرة حتى قيام الأسرة «الصاوية» كانت كلها فترة اندفاع نحو الهاوية، التي كانت تنحدر إليها بلاد مصر وسلطانها. وإذا استثنينا بعض حالات معينة في فترات محددة فإن الفراعنة الذين سنتناول الحديث عنهم هنا في عاصمتهم، سواء أكانت في «الدلتا» أم في «طيبة» لم يكن لديهم من القوة والجاه ما يميز عهود حكمهم بالمباني الفخمة، أو بالحروب المظفرة. وسنرى أن السلطان العالمي الذي كانت تتمتع به «طيبة» وإلهها «آمون رع» ملك الآلهة لم يعد يعترف به خارج حدود مصر الطبيعية، كما أنه لن يتدفق على خزانة بلادها جزية البلاد الأجنبية إلا في حالات عابرة، حيث نجد أن بعض المال كان يُرد إلى خزانة الكهنة العظام، وما ذكر غير ذلك فهو من نسج الخيال. وهذا الانحطاط السياسي والحربي كان من نتيجته الطبيعية ركود اقتصادي جر وراءه تأخرا في الفن وفي كل الصناعات. وتاريخ الأسرة الواحدة والعشرين غامض حتى الآن على الرغم من الكشوف الحديثة، التي عثر عليها في «تانيس» (صان الحجر) حديثًا، ومع ذلك فإن فحصها قد يظهر شيئا ً جديدا لم يكن في الحسبان أن يتم بعد، إذ الواقع أننا لا نعرف إلا القليل عن تاريخ هذه الأسرة السياسي وحسب، بل إن عدد ملوكها وترتيبهم لا يزال من الأمور التي تحتاج إلى تمحيص وإثبات. وقد لفت تاريخ هذه الأسرة أنظار علماء الآثار فترة من الزمان بصفة خاصة، وذلك على أثر العثور على خبيئة «الدير البحري»، التي وجدت فيها موميات عدد عظيم من ملوك الدولة الحديثة، وقد كان الفضل في إخفاء موميات هؤلاء الفراعنة يرجع إلى إصلاح الكهنة العظام «لآمون»، الذين عاشوا في عهد الأسرة الواحدة والعشرين، فقد ُ جمعوا هذه الموميات وأعادوا إصلاح ما هشم منها، وبعد أن حاولوا عبثًا دفنها في مخابئ أخرى أودعوها في نهاية الأمر في هذا المكان الخاص إلى أن عثر عليها اللصوص المحدثون.
وقد كان لعمل هؤلاء الكهنة العظام نتيجته الحسنة في كشف النقاب عن الكثير من تاريخ هذه الأسرة الغامض، وذلك أن هؤلاء الكهنة العظام دونوا كتابات قصيرة على لفائف هؤلاء الملوك وتوابيتهم التي أودعت فيها مومياتهم، وتدل هذه الكتابات على مقدار عنايتهم بهذه الموميات وما عمل لها من إصلاح في أكفانها، ويرجع الفضل إلى هذه الكتابات أكثر من أي شيء آخر في الوصول إلى ترتيب هؤلاء الملوك على حسب تواريخهم، وقد قام بهذا العمل العظيم — بنجاح — العالم الأثري «مسبرو».
والمطلع على أبحاث «مسبرو» في هذا الصدد وما وصل إليه، يجد أن ما كان معلوما ً عن هذه الأسرة لا يخرج عن معلومات مرتبكة تدعو إلى اليأس، هذا فضلا عن أن الحقائق التي عرفت بعد بحثه — وهي التي استخرجت من البحوث الأثرية — قد زادت في تعقيد ً الصورة التي وصل إليها «مسبرو» بدلا من السري في توضيحها. وملا كانت نقوش موميات «الدير البحري» هي أهم النقوش التي وصلت إلينا عن تاريخ هذه الأسرة، فلا عجب إذن أن نرى علماء الآثار قد قتلوها بحثًا؛ ليستخرجوا منها كل ما يمكن استخراجه عن تاريخ هذه الأسرة الغامض، ولعل الكشوف الحديثة التي عملت في منطقة «صان الحجر» توصل إلى معلومات تكشف لنا النقاب عن بعض معميات تاريخ هذه الأسرة.
|
|
تأثير القهوة على الصحة.. ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
|
|
|
|
|
ثورة تكنولوجية.. غوغل تطلق شريحة كمومية "تنجز عمليات معقدة" في 5 دقائق
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية توزع المساعدات الإنسانية للعائدين إلى لبنان
|
|
|