أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
583
التاريخ: 2024-06-10
594
التاريخ: 2023-06-12
871
التاريخ: 2024-09-02
332
|
وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
قال تعالى : {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 284 - 286].
( الاحتجاج ) : عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن آبائه ، عن الحسين ابن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام - في حديث طويل مع يهوديّ يسأله عن فضائل الأنبياء ، ويأتيه أمير المؤمنين عليه السّلام بما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بما هو أفضل ممّا أوتي الأنبياء عليهم السّلام ، فكان فيما سأله اليهودي ، أنّه قال له :
فإنّ هذا سليمان قد سخّرت له الرياح ، فسارت به في بلاده غدوّها شهر ورواحها شهر ؟
فقال له عليّ عليه السّلام : « لقد كان كذلك ، ومحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعطي ما هو أفضل من هذا ، إنّه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر ، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقلّ من ثلث ليلة ، حتى انتهى إلى ساق العرش ، فدنا بالعلم فتدلّى من الجنّة رفرف - بساط - أخضر ، وغشي النور بصره ، فرأى عظمة ربّه عزّ وجلّ بفؤاده ، ولم يرها بعينه ، فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم : 10] فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة ، قوله تعالى : {لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [ البقرة : 284 ].
وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السّلام إلى أن بعث اللّه تبارك اسمه محمّدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها ، وقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعرضها على أمّته فقبلوها ، فلما رأى اللّه تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها ، فلمّا أن سار إلى ساق العرش كرّر عليه الكلام ليفهمه ، فقال : {آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ }، فأجاب صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مجيبا عنه وعن أمّته ، فقال : {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } فقال جلّ ذكره : لهم الجنة والمغفرة عليّ إن فعلوا ذلك ، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أما إذا فعلت بنا ذلك غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ يعني المرجع في الآخرة .
قال : فأجابه اللّه جلّ ثناؤه : وقد فعلت ذلك بك وبأمّتك . ثمّ قال عزّ وجلّ : أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها ، وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها ، وقبلتها أمّتك ، فحقّ عليّ أن أرفعها عن أمّتك ، وقال : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ من خير وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ من شرّ }.
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لمّا سمع ذلك : أما إذا فعلت ذلك بي وبأمّتي فزدني .
قال : سل . قال : {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا }، قال اللّه عزّ وجلّ :
لست أؤاخذ أمتك بالنسيان والخطأ لكرامتك عليّ ، وكانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا أخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك لكرامتك عليّ .
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اللهم إذا أعطيتني ذلك فزدني . فقال اللّه تعالى له : سل ، قال : رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ، يعني بالإصر : الشدائد التي كانت على من كان من قبلنا . فأجابه اللّه عزّ وجلّ إلى ذلك ، فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن أمّتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة : كنت لا أقبل صلاتهم إلّا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت ، وقد جعلت الأرض كلّها لأمّتك مسجدا وترابها طهورا ، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك ، فرفعتها عن أمّتك كرامة لك .
وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم ، وقد جعلت الماء لأمّتك طهورا ، فهذه من الآصار التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك .
وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس ، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا ، وقد جعلت قربان أمّتك في بطون فقرائها ومساكينها ، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك ، وهي من الآصار التي كانت على الأمم من قبلك .
وكانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة ( عليها ) في ظلم الليل وأنصاف النهار ، وهي من الشّدائد التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات ، وهي إحدى وخمسون ركعة ، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة .
وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة ، وسيئتهم بسيئة ، وهي من الآصار التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك ، وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة .
وكانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له ، وإن عملها كتبت له حسنة ، وإن أمّتك إذا نوى أحدهم حسنة ثمّ لم يعملها كتبت له حسنة وإن لم يعملها ، وإن عملها كتبت له عشرة ، وهي من الآصار التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك . وكانت الأمم السالفة إذا همّ أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه ، وإن عملها كتبت عليه سيئة ، وإنّ أمتك إذا همّ أحدهم بسيئة ثمّ لم يعملها كتبت له حسنة ، وهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمّتك .
وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم ، وجعلت توبتهم من الذنوب : أن حرّمت عليهم بعد التّوبة أحبّ الطعام إليهم ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك ، وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم ، وجعلت عليهم ستورا كثيفة ، وقبلت توبتهم فلا عقوبة ، ولا أعاقبهم بأن أحرّم عليهم أحبّ الطعام إليهم .
وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة ، أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ، ثمّ لا أقبل توبته دون أن أعاقبه في الدنيا بعقوبة ، وهي من الآصار التي كانت عليهم ، فرفعتها عن أمّتك ، وإن الرجل من أمّتك ليذنب عشرين سنة ، أو ثلاثين سنة ، أو أربعين سنة ، أو مائة سنة ، ثمّ يتوب ويندم طرفة عين ، فأغفر له ذلك كلّه .
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : اللهمّ إذا أعطيتني ذلك كلّه فزدني . قال : سل . قال :
رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ . فقال تبارك اسمه : قد فعلت ذلك بأمّتك ، وقد رفعت عنهم جميع بلايا الأمم ، وذلك حكمي في جميع الأمم ، أن لا أكلّف خلقا فوق طاقتهم .
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا ، قال اللّه عزّ وجلّ : قد فعلت ذلك بتائبي أمّتك .
ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ قال اللّه عزّ اسمه : إنّ أمّتك في الأرض كالشّامة البيضاء في الثور الأسود ، هم القادرون ، وهم القاهرون ، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك عليّ ، وحقّ عليّ أن أظهر دينك على الأديان حتّى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلّا دينك ، ويؤدّون إلى أهل دينك الجزية » « 1 » .
___________
( 1 ) الاحتجاج : ج 1 ، ص 220 ، الطبرسي .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|