انطلاقاً من حقيقة أن الماء يسخن ببطء ويفقد الحرارة ببطء، وان اليابس يسخن بسرعة ويفقد الحرارة بسرعة، فأن المناخ على سطح الأرض يمكن تقسيمه مبدئياً إلى قسمين: مناخ قاري Continental Climate ومناخ بحري Oceanic Climate  فالمناخ فوق المسطحات المائية الواسعة هو مناخ بحري بينما مناخ اليابس هو مناخ قاري، ويشذ عن هذه الحقيقة المناطق الساحلية. فما معنى المناخ القاري والمناخ البحري .

المناخ القاري هو المناخ الذي يكون فيه المدى الحراري كبيراً. ولا يمكن تحديد رقما للمدى الحراري يبدأ منة المناخ القاري. أما المناخ البحري فهو المناخ الذي يكون فيه المدى الحراري صغيراً. ولا يمكن تحديد رقماً للمدى الحراري ينتهي عنده المناخ البحري. يمكن القول إن أخفض مدى حراري سنوي مسجل هو أقل من أم لعدد كبير من المحطات الاستوائية والجزر البحرية المدارية وحتى قمم الجبال الاستوائية. بينما أعلى مدى حراري مسجل هو الأم في سيبيريا . إذاً كلما اقتربنا من الواحد كان المناخ بحرياً، وكلما اقتربنا من 71 أم كان المناخ قارياً.

أن تحديد درجة القارية يعتمد على المدى الحراري السنوي الذي بدورة يعتمد على دائرة عرض المكان. فكلما كانت المنطقة قريبة من خط الاستواء قل التباين الحراري السنوي فتكون المنطقة ذات مناخ بحري. بينما إذا ابتعدنا عن خط الاستواء زاد التباين الحراري وأصبح المناخ قارياً. كذلك يعتمد المدى الحراري على القرب والبعد عن المسطحات المائية، فكلما اقتربنا من المسطحات المائية الكبيرة قل المدى الحراري، والعكس صحيح. وقد أغفلت المعادلة تأثير اتجاه الرياح، فللرياح السائدة دور مهم فالرياح الهابة من المسطحات المائية الواسعة باتجاه اليابسة يمكنها أن تجعل مناطق بعيدة نسبياً عن السواحل ذات مناخ بحري كما في أوربا. بينما الرياح السائدة إذا كانت من اليابس إلى الماء فإنها تعطي المناخ الطابع القاري حتى وان كان قريباً من الساحل كما في البصرة وسواحل الخليج العربي. فإذا أهملنا تأثير دائرة العرض، فان القرب والبعد عن المسطحات المائية واتجاه الرياح يعملان على أن يكون المناخ بحرياً أو قارياً. فحتى في العروض العليا تكون السواحل ذات الرياح التي تهب من فوق المحيطات ذات مناخ بحري، وهذا ما نشاهده في السواحل الغربية للقارات. بينما في العروض الوسطى والعليا عندما تكون المحطات بعيدة عن تأثير البحار يكون مناخها قارياً، وهذا ما يفسر أن أكبر مدى حراري في العالم مسجل في سيبيريا. أما على مستوى الكرة الأرضية فأن المناخ القاري أكثر وضوحاً في النصف الشمالي وفي القارات الكبيرة مثل أسيا . بينما المناخ البحري يكون واضحاً في النصف الجنوبي وذلك لسيادة المسطحات المائية على حساب اليابس.

أن التفسير العلمي لهذه الظاهرة هو إن المنطقة الاستوائية تتراوح عليها الشمس خلال العام ولا تبتعد كثيرا عنها لذلك يكون مداها الحراري السنوي واطئ، كما أن ظهور الغيوم في سمائها يعدل من حرارة النهار ويزيد من حرارة الليل مما يبقي المدى الحراري اليومي والسنوي في اقل مستوياته. أما المناطق القريبة من الماء فأن اكتساب الحرارة وفقدانها البطيئان من قبل الماء يؤدي إلى أن يكون الماء ابرد من اليابس نهاراً وأدفئ من اليابس ليلاً مما يؤدي إلى تلطيف درجة الحرارة اليومية. كما يؤدى إلى تأخير ارتفاع وانخفاض الحرارة إلى أكثر من 45 يوماً عن وصول الإشعاع الشمسي إلى قمته أو حضيضه. لذلك يكون اسخن شهر في النصف الشمالي أب أو أيلول، بينما يكون أبرد شهر في شباط أو أذار متأخرين عن قمة الإشعاع الشمسي حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر. أن هذا التأخير في رفع أو خفض الحرارة يؤدي إلى اعتدال الحرارة في النهاية وذلك لان الشمس مائلة في أيلول، وبذلك لا ترتفع الحرارة كثيراً. بينما في الشتاء لا تنخفض الحرارة كثيراً وذلك لارتفاع الشمس في آذار. وهذا مؤشر جيد على المناخ البحري. في حين أن المحطات ذات المناخ القاري في النصف الشمالي يكون أحر شهر فيها هو تموز وأبرد شهر هو كانون الثاني.

أن اقل القارات قارية في مناخها هي قارة أوربا، حيث لا تزيد درجة القارية فيها عن 40 . وأكبر القارات قارية في مناخها هي أسيا، حيث تصل درجة القارية فيها إلى 71. أن سعة قارة أسيا وبعد كثير من مناطقها عن التأثير البحري بالإضافة إلى وقوع أجزاء منها في العروض العليا جعل هذه القارة من أكبر القارات تسجيلاً للمناخ القاري.

أن هذا التصنيف بالرغم من أنه يجمع مناطق متناقضة تحت تسمية واحدة لكنة يؤشر شيئاً مهماً وهو بعد المنطقة أو قربها من خط الاستواء أو المسطحات المائية. ولذلك يمكن استخدام هذا المعيار في التصانيف المناخية، كما يمكن استخدام معايير أخرى.