عنصر الحديد وتأثير زيادة ونقصانه على أشجار الفاكهة

عنصر قليل الحركة داخل النبات يمتص على صورة ثنائي ++ Fe يدخل وسيط في تكوين الكلوروفيل، كما أنه يدخل في تركيب السيتوكروم وله علاقة بتكوين أنزيم البروكسيدايز. يلاحظ أن أعراض نقص هذا العنصر لا يعني بالضرورة عدم توفره بالتربة بل بالعكس تبين أن بعض الأشجار التي تعاني من نقصه تنتشر في أراض غنية بالحديد، إلا أنه يكون على صورة غير قابلة للامتصاص.

أهميته للنبات:

1- له دور أساسي في تكوين الكلوروفيل ولا يدخل في تركيبه.

2- له دور أساسي في عملية التنفس؛ إذ يدخل في تركيب السيتوكروم وإنزيمات التنفس في النبات.

3- يلعب دوراً أساسياً في تحويل النيتروجين الذائب في الأوراق إلى بروتين.

4- يلعب دوراً كبيراً في حماية اليخضور من أشعة الشمس الشديدة.

أعراض نقصه:

1- اصفرار الأوراق حديثة النمو، وتبقى العروق خضراء أو تميل إلى الاحمرار في حالات النقص الشديد تأخذ الأوراق لون أبيض محروق الحواف، وقد تحترق الورقة بالكامل وتصبح بنية اللون.

2- تظهر أعراض النقص في التربة القلوية الكلسية، وعموماً يعتبر الحديد من أقل العناصر قدرة على التحرك والانتقال داخل النبات؛ لذلك تظهر أعراض نقصه على الأوراق الحديثة بينما تبقى الأوراق المسنة خضراء ذات محتوي عالٍ من الحديد ، وتتميز أعراض نقصه بظهور لون أصفر بين العروق في الأوراق الحديثة ، ومع استمرار نقص العنصر يتحول لون النسيج بين العروق إلى اللون الأبيض العاجي وتظل العروق خضراء اللون ، وفي حالات النقص الشديد قد تصبح الأوراق الصغيرة جداً كلها صفراء.

تيسره في التربة:

يمتص النبات الحديد غالباً في صورة أيون حديديك ، ولكن الصورة النشطة في النبات هي صورة أيون الحديدوز ، وعلى ذلك يتحول امتصاصه إلى حديدوز قبل أن يستفيد من النبات ، ويتوفر الحديد في الأراضي التي يقل فيها الـ pH عن 6 ويبقى نسبياً في الـ pH 7-6 ، ولكن يصبح النقص شديد عند زيادة الـ pH عن 7 ، ويزداد الحديد في الأراضي الحامضية إلى درجة تركيزه ويصبح ساماً لبعض النباتات وأفضل تركيز للحديد يكون في الـ pH بين 6.2-5.5 ومما هو جدير بالذكر أن التسميد بكميات كبيرة من الفوسفات الذائبة يؤدي إلى تحول الحديد الذائب إلى حديد غير قابل للذوبان ، وذلك لاتحاد الحديد مع أيون الفوسفات مكونان فوسفات الحديد ؛ لذا تعتبر زيادة الفسفور من العوامل التي تظهر الحديد وتعمل أيضاً زيادة المنجنيز والزنك والنحاس والكوبالت والنيكل وتفاقم ظهور أعراض نقص الحديد والحديد من العناصر التي تتوفر في التربة وبكميات كبيرة ، إلا أن ذلك يكون في الصور غير القابلة للذوبان ، وتكون نسبة الحديد الذائب منخفضة في التربة خاصة القلوية المتعادلة ، وغالباً ما يكون التسميد به عن طريق رش الأوراق فتزول أعراض نقص العنصر ، ويعالج نقص الحديد بأحد السمادين الآتيين :

كبريتات الحيدوز Ferrus sulfate أو الحديد المخلبي ، حيث إن المركبات المخلبية تحفظ العنصر في صورة ميسرة لامتصاص النبات ، وتسهل امتصاصه وانتقاله في النبات كما أنها لا تتحلل في التربة.

أعراض نقصه على أوراق الحمضيات:

أوضحت الدراسة التي أجريت في عدة مواقع بالسودان أن مستوى عنصر الحديد على أوراق الحمضيات النامية كان (25.4 جزء في المليون) وبالمقارنة مع دراسة (1960) Chapman الذي وجد في كالفورنيا أن مستويات عنصر الحديد على أوراق الحمضيات كما يلي :

• 6 أجزاء في المليون يعتبر حداً حرجاً.

• 36-59 جزءاً في المليون يعتبر أقل من المتوسط المطلوب.

• 60-120 جزءاً في المليون يعتبر المتوسط الأمثل.

• 130- 200 جزءٍ في المليون يعتبر أعلى من المتوسط الأمثل.

• 250 جزءاً في المليون يعتبر زائداً أو أكثر من اللازم (Excess).

كما أوضحت دراسات في كل من كسلا على البرتقال الفالنشيا أن مستوى الحديد كان 18.2 جزء في المليون بينما كان في جبل مرة على نفس الصنف 19.5 جزء في المليون .

من أعراض نقص الحديد على أوراق الحمضيات، تتحول الأوراق إلى اللون الأصفر العاجي مع بقاء العروق الرئيسية خضراء، حيث إن الأوراق الحديثة هي أكثر تأثراً بنقص الحديد ؛ لأنه لا ينتقل بسهولة داخل النبات ويسمى lime-induced chlorosis ويرتبط بالأراضي القلوية وذات الـ pH المرتفع والغنية بالكالسيوم ، وكل هذه العوامل تؤدي لعدم إتاحة الحديد للنبات، وأيضاً مستوى الماء الأرضي المرتفع في منطقة عمق الجذور (الذي يؤدي لعدم توفر الأكسجين بالقرب من سطح التربة) يفاقم من مشاكل امتصاص الحديد في الحمضيات، ويصعب تشخيص الأشجار ذات أعراض النقص المتعددة الأعراض المرئية نتيجة نقص كل من الحديد والمنجنيز والزنك ، ويؤدي ذلك لإنتاج الأوراق الصغيرة ذات اللون الأبيض المائل للصفرة، وغالباً ما يظهر فقط نقص الحديد أو الزنك.

أعراض نقصه على أوراق المانجو:

أوضحت نفس الدراسة أن مستوى عنصر الحديد على أوراق المانجو النامية في نفس الأماكن السابقة ولنفس الأصناف كان (49.1 جزء في المليون) وتعتبر في المستوى الحرج وذلك بناءً على دراسات Bhargaua و  Chadha(1988) في الهند، حيث قررا أن مستوى عنصر الحديد على أوراق المانجو من أشجار عالية الإنتاجية كان 171 جزءاً في المليون، وأيضاً وجد طاهر وآخرون (2003) في باكستان أن الحديد على أوراق المانجو من أشجار عالية الإنتاجية ولا تعاني من أي نقص أو أعراض أمراض كان 107.1 جزء في المليون ، وهذا يتفق مع Uechida (2000) في هاواي ، حيث وجد أن الحد الحرج للحديد على أوراق المانجو يتراوح بين (70- 100 جزء في المليون) واتفق مع الباحثين فرانكو وآخرين (2007) في أسبابنا أن الحد الحرج للحديد على أوراق المانجو 72 جزءاً في المليون ، وهذا يتفق مع العالم غندور (2004) في مصر، حيث وجد أن الحد الحرح للحديد على أوراق المانجو كان 200-70 جزءاً في المليون ،والجدير بالذكر أن مستوى الحديد على أوراق المانجو صنف شندي في كسلا كان (78 جزءاً في المليون بينما كان في الصنف زبدة في جبل مرة 69 جزءاً في المليون.

أعراض نقص الحديد على أوراق المانجو تبدأ باللون الأصفر المخضر ثم اللون الأصفر العاجي ، وتقصر السلاميات وتنتفخ أو تتورم نسبياً ثم تموت نهايات الأفرع. وقديماً كان هناك فهم مغلوط أن نقص الحديد يسبب التشوه الخضري والزهري في المانجو حتى عرف السبب بواسطة الباحث صديق محمد الحسن والذي تمكن من عزل الفطريات التالية Fusarium oxysporum Schlecht sheld, Fusarium moniliforme من منطقة الإصابة وهي الفطريات المسببة لهذه الظاهرة. ويفاقم المشكلة سوءاً انتشار حشرة التربس Scirtothrips mangiferae التي تم تسجيلها لأول مرة بالسودان عام (2011) ، وهي التي تعمل على انتقال وانتشار هذه الفطريات.

أعراض نقصه على أوراق الموز:

يشاهد نقص الحديد على أوراق الموز في الأراضي القلوية والأراضي ذات مستوى الماء الأرضي المرتفع والأراضي ذات المنجنيز المرتفع وعادة ما تظهر أعراض النقص قبل الخريف أكثر مما يحدث في الصيف، وتكون أكثر وضوحاً تحت ظروف الجفاف ، وعموماً تتمثل أعراض النقص في اللون العاجي أو الأصفر المبيض لنصل الأوراق الحديثة ، وتدهور النمو الخضري وصغر حجم السبائط. ويمكن تصحيح نقص الحديد عن طريق الرش بتركيز 0.5% من كبريتات الحديدوز أو حديد مخلوب Fe-EDTA ، ويمكن إضافة الحديد في صورة مخلوبة مباشرة للتربة، أو عن طريق الرش على الأوراق أو الإضافة خلال ماء الري (1 جزء في المليون). في جزر الكناري لوحظ أن زيادة عنصر الحديد ينشأ عنها تكون بقع على حافة الورقة ويتكون لون أسود على حافتها وذلك في الأوراق الكبيرة .

أعراض نقصه على أوراق الجوافة:

الجدير بالذكر أنه لا يوجد حد قياسي للحديد على أوراق الجوافة للقياس عليه في كل الأدبيات العالمية ، غير أن من ظواهر النقص على الجوافة أنه عند مستويات الحديد المنخفض في الورقة يظهر ألأصفر المبرقش بالبني المحمر أو القرمزي بين العروق التي تظل خضراء ، ويمكن علاج النقص برش العنصر بتركيز 0.5% من كبريتات الحديدوز أو حديد مخلوب Fe - EDTA ويمكن إضافة الحديد في صورة مخلوبة مباشرة للتربة، أو عن طريق الرش على الأوراق أو الإضافة خلال ماء الري (1 جزء في المليون).

أعراض نقصه على أوراق العنب:

يتميز نقص الحديد على أورق العنب باصفرار عاجي لنصل الأوراق مع بقاء شبكة العروق خضراء. ولعلاج نقص الحديد يمكن إضافته إلى التربة على شكل أملاح مخلبية شيلات مثل سكويسترين sequestrene 138 Fe وأفضل رشه على الأوراق بتركيز 0.5% من كبريتات الحديدوز أو حديد مخلوب Fe - EDTA ، ويمكن إضافة الحديد في صورة مخلوبة مباشرة للتربة، أو عن طريق الرش على الأوراق أو الإضافة خلال ماء الري (1 جزء في المليون).

أعراض نقصه على سعف النخيل:

أوضحت الدراسة السابقة أن مستوى عنصر الحديد على أوراق النخيل صنف مشرق ود لقاي النامية في عدة مواقع بالسودان كان 152.3 جزء في المليون ، وذلك أقل من المستوى الحرج في المملكة السعودية في الأحساء والذي أكده الباحث قاسم وآخرون في (1986) والذين وجدوا أن مستوى الحد الحرج للحديد على أوراق أربعة أصناف من النخيل كان (172.8 جزء في المليون) وذلك على أشجار نخيل عالية الإنتاجية. وتتفق هذه النتائج مع ما وجد في الدامر أن مستوى الحد الحرج للحديد على أوراق نخيل صنف المشرق ودلقاي كان (131.3 جزء في المليون) وأيضاً في أن مستوى الحد الحرج للحديد على أوراق نفس الصنف في شمبات كان (141.8 جزء في المليون) وذلك على أشجار ممتازة وعالية الإنتاج .

تتلخص أعراض النقص على سعف النخيل باصفرار الأوراق الحديثة النمو وتحول اللون الأصفر إلى شبه أبيض ، ومن ثم احتراق أطراف السعف ويصبح لونه بنياً، وفي النهاية يؤدي إلى تردي جودة الثمار وضعف الإنتاجية. وعموماً تحتاج النخلة إلى حديد يتراوح بين 3-22 جراماً/ السنة ، ويمكن إضافته للتربة أو حديد مخلوب Fe- EDTA ، ويمكن إضافة الحديد في صورة مخلوبة مباشرة للتربة، أو عن طريق الرش على الأوراق أو الإضافة خلال ماء الري (1 جزء في المليون).