المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أسبـاب الاهتـمام بـسلـوك المـستهـلك
2024-11-08
أهميـة وفـوائـد دراسـة سـلوك المـستـهلكـيـن
2024-11-08
المـفاتـيـح الرئـيسـة لـفهـم سـلوك المـستهـلك
2024-11-08
2024-11-08
الماشية الكندية
2024-11-08
الماشية الأسترالية
2024-11-08



الإمام علي (عليه السلام) والسائل النصراني  
  
34   08:53 صباحاً   التاريخ: 2024-11-08
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص114ــ116
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

من الملاحظات المهمة التي نجدها في حياة أمير المؤمنين ومولى المتقين الإمام علي (عليه السلام) هي العناية التي أولاها لكل أفراد المجتمع من دون أن يأخذ بعين الاعتبار مسألة عقيدتهم.

ففي نظر الإمام (عليه السلام) أن المجتمع يجب أن يرتقي إلى مرحلة التكامل بجميع أفراده فالحاكم العادل هو الذي ينظر إلى فقراء المجتمع جميعاً من غير استثناء لأحد.

ويظهر ذلك من قضية أمير المؤمنين عندما مر بجانبه شيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما هذا؟ فقال أصحابه: يا أمير المؤمنين نصراني فكان جواب الإمام لهم بأن قال:

((استعملتموه حتى إذا كَبُر وعَجِزَ منعتموه. أنفقوا عليه من بيت المال))(1).

وهكذا نجد أن الإمام (عليه السلام) لم يمنع أهل الكتاب من الحقوق المفروضة للفقراء في بيت المال. حيث أمر بمساعدة النصراني من بيت مال المسلمين وهذا يعود إلى اهتمام الإمام بإنسانية الإنسان، وانفتاح الإسلام على سائر الأديان التي تؤمن بوجود الله.

وهذا ما يجسد بشكلٍ واضح العلاقة التي أرسـاهـا الإمام (عليه السلام) مع النصارى في ذلك الوقت، ليعلمهم بأن الإسلام دين الإنسانية ودين الفطرة ودين السعادة لكل البشر على الإطلاق.

وأخيراً ... فإن ما استعرضناه بين يدي القارئ الكريم ما هو إلا شذرات وقبسات من الرؤية الاجتماعية والنظريات التي صاغها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مجال النظم الإجتماعي لبناء العلاقات الاجتماعية السليمة والصحيحة بين أبناء البشر.

ولو أمعنا النظر وأنصفنا في حديثنا عن هذه الرؤية والنظرية التي طرحها الامام قبل أربعة عشر قرن لوجدناها سابقة لزمانها متقدمة على عصرها لا بل إنَّ ما جاء به الامام (عليه السلام) في تلك الفترة من الزمن يعجز عن الإتيان به كل علماء الإجتماع في تاريخنا المعاصر... ذلك أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) سبق زمانه، ليس في النظريات الاجتماعية فحسب، وإنما في جميع مجالات الحياة ليبقى منارة يهتدي بها من ضلَّ الطريق وأراد أن ينتقل من ظلمات الجهل إلى نور الحقيقة.

فها هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) يفتح الأبواب ويشرّعها لكل طالب وباحث عن الحقيقة.

_____________________________

(1) راجع وسائل الشيعة : الحر العاملي ج 11 ص 49. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.