اعراب الفعل المضارع:

 الفعل المضارع لفظ معرب، فيرفع وينصب ويجزم ولكنه يبنى في حالين : حين يتصل بنون التوكيد يبنى على الفتح وحين يتصل بنون النسوة يبنى  على السكون وسيأتي الحديث عنهما في البناء.

 1- رفع الفعل المضارع يرفع الفعل المضارع اذا لم تسبقه أداة من أدواة النصب أو الجزم. وعلامات رفعه: أ- الضمة الظاهرة على آخره وذلك اذا كان صحيح الاخر نحو قوله  تعالى : ( أفلا يعلم اذا بعثر ما في القبور )(العاديات 9) . يعلم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .

ب- الضمة المقدرة على آخره  للتعذر اذا كان ناقصا بالألف  - وقد مر ذلك في الاعراب المقدر نحو قوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (فاطر 28) يخشى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .

جـ - الضمة المقدرة على آخره للثقل اذا كان ناقصا بالواو أو الياء وقد مر ذلك أيضا في الاعراب المقدر نحو قولك: الكريم من يعفو عند المقدرة: يعفو: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل.

                                     52

سأحمي بلادي من الغاصبين: أحمي: فعل مضارع مرفوع  بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

 د – ثبوت النون: وذلك اذا كان من الافعال الخمسة – وقد مر ذلك في الحديث  عن النيابة  والحذف  نحو قوله تعالى : (فيهما عينان تجريان)(الرحمن 50)

تجريان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه  من الأفعال الخمسة، والألف فاعل .

                                           53

2-نصب الفعل المضارع  ينصب الفعل المضارع اذا سبقه  احد أحرف النصب وعلامات نصبه .

 أ- الفتحة الظاهرة على آخره سواء أكان صحيح الاخر أم معتل الاخر بالياء أو الواو نحو قوله تعالى: ( لن ندعو  من دونه إلها )(الكهف 14) ندعو: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

 ب- الفتحة المقدرة على آخره للتعذر اذا كان معتل الاخر بالألف وقد مر في الاعراب المقدر نحو قولك: عليك أن تسعى الى المعالي: تسعى : فعل مضارع منصوب بلن  وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها  التعذر . جـ - حذف النون من آخره اذا كان من الافعال الخمسة نحو قوله تعالى : (أحسب  الناس أن يتركوا ) (العنكبوت 2) يتركوا : فعل مضارع منصوب بأن  وعلامة نصبه حذف النون لأنه  من الافعال الخمسة والواو نائب فاعل .

وأدوات نصب الفعل المضارع الأصلية أربع : لن ، كي ، إذن أ، لن نحو قوله تعالى :(فلن أكون ظهيرا للمجرمين )(القصص17) .

                                       54

لن : حرف نصب مبني عل السكون لا محل له من الاعراب .

أكون : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه  الفتحة الظاهرة على آخره واسم  أكون ضمير مستتر تقديره أنا . ونحو قوله تعالى :(فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا )(التوبة 83) . لن : حرف نصب . تخرجوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الافعال الخمسة والواو فاعل . وكذلك : لن تقاتلوا . كي

نحو قوله تعالى : ( لكيلا تأسوا )(الحديد 23) كي: حرف نصب مبني على السكون لامحل له من الاعراب . لا: حرف نفي . تأسوا : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه  من الافعال الخمسة والواو فاعل. والمصدر المؤول من كي لا تأسوا في محل جر بحرف الجر اللام . وكذلك قوله تعالى : (لكيلا يكون على المؤمنين حرج )(الاحزاب 37) اذن وتنصب اذا توفرت فيها أربعة شروط : 1-أن تفيد المجازاة

2-أن تقع في صدر الجلمة.

                                               55

3-أن يكون الفعل مستقبلا .

 4- أن لا يفصل بينها وبين فعلها فاصل الا في القسم كقول الشاعر: إذن – والله – نرميهم بحرب                تشيب الطفل من قبل المشيب

نرميهم : فعل مضارع منصوب بإذن مع وجود فاصل وهو القسم : وهذه الشروط تتوفر في قول صديق لآخر : سأزورك . فيقول :إذن أكرمك . وفي قول من قال : لقد  درست للاختبار كثيرا  فيقال له : إذا تنجح . أما إذا قيل   : أحبك  فقلت  للقائل إذن أظنك  صادقا فالفعل مرفوع لأنه لا مجازاة . وإذا قيل لك  : سأزورك فقلت : أنا إذا اكرمك فالفعل مرفوع لعدم صدارة اذن . واذا قلت : إذن أنا أكرمك فالفعل مرفوع أيضا  للفاصل بين اذن والفعل المضارع . أن وتعمل ظاهرة ومضمرة .

 1- ظاهرة: نحو قوله تعالى ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي ) ( الشعراء 82) يغفر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره . وهناك لبس بينها وبين أن المخففة من أن والغالب في أن المخففة أنها

تأتي بعد علم أو ظن وأخواتهما نحو قوله تعالى : (علم أن سيكون منكم مرضى) [المزمل 20]. (أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا) [طه 89]. فأن هنا المخففة من أن، والفعل المضارع بعدها في الموضعين مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

2 – مضمرة ويكون اضمارها جوازا ووجوبا .

                                      56

أ_ جوازا: وذلك في مواضع : بعد لام التعليل : وهي لا جر وذلك في نحو قوله تعالى :

(وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس)(النحل 44) . تبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا لام التعليل والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل المضارع في محل جر بلام التعليل. أما إذا جاءت بعدها لا النافية فتظهر وجوبا نحو قوله تعالى : (لئلا يعلم أهل الكتاب )(الحديد 29) . لئلا مكونة من حرف الجر اللام وأن الناصبة ولا النافية. بعد أو وذلك إذا كان قبلها اسم صريح نحو قوله تعالى : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا ) (الشورى 51) يرسل  : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد أو التي قبلها (وحيا ) وهو اسم صريح . بعد الواو: وذلك اذا كان قبلها اسم صريح نحو قول الشاعرة: ولبس عباءة وتقر عيني        أحب الي من لبس الشفوف

تقر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الواو التي قبلها : لبس وهو اسم صريح  . بعد ثم : وذلك اذا كان قبلها اسم صريح ايضا نحو قول الشاعر : اني وقتلي سليكا ثم أعقله       كالثور يضرب لما عافت البقر 

أعقل : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد الواو التي قبلها : قتلي وهو اسم صريح .

                                            57

ب- وجوبا ، وذلك في مواضع بعد حروف وهي : لام الجحود : وهي جارة  وتأتي بعد تفي وذلك في نحو قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) (الانفال 33)  يعذب: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد لام الجحود والمصدر المؤول من : أن والفعل المضارع في محل جر بلام الجحود . حتى وهي جارة وذلك حين تكون بمعنى: الى أن نحو قوله تعالى: (وزلزلوا حتى يقول الرسول )(البقرة 214) يقول : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى . والمصدر المؤول من: أن والفعل المضارع في محل جر بحرف الجر أو : وهي عاطفة  وذلك حين تكون بمعنى حتى وقبلها فعل ينقضي شيئا فشيئا نحو قول الشاعر: لأستهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر

 أدرك : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد أو العاطفة . فاء السبيبة : وتفيد السبب وتأتي بعد نفي  أو طلب أو نهي أو تحضيض أو تمن أو ترج أو دعاء أو استفهام  أو عرض . فالنفي نحو قوله تعالى (لا يقضى عليهم فيموتوا )(فاطر 36)

يموتوا : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السبيبة وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الافعال الخمسة والواو فاعل والنهي نحو قوله تعالى

                                     58

 (ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي) [طه 81] . والدعاء نحو: رب انصرني فلا أخذل.

والاستفهام نحو قوله تعالى فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) [الأعراف والعرض نحو: ألا تنزل عندنا فتصيب خيراً. والتحضيض نحو قوله تعالى (لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق) [ المنافقون 10]. والتمني : نحو قوله تعالى يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً) [النساء (73) والترجي نحو قوله تعالى : العلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع) [غافر 36 ، 37]. أطلع : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً بعد فاء السببية. واو المعية : وتكون في الغالب بعد فعل مضارع نحو قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتـأتـي مثـله عار عليك إذا فعلت عظيم تأتي: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً بعد واو المعية، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت . شواهد نصب الفعل المضارع  أ ـ شواهد نصب الفعل المضارع بـ لن :1 - لن ندعو من دونه الها) [الكهف 14]. 2 - (لن نبرح عليه عاكفين) [طه 91]. 3- لن أكون ظهيراً للمجرمين) [القصص 17].

                            59

4- (إننا لن نحول عن عهد مصر      أو ترونا في الترب. أو ترونا في الترب عظماً رميما

                                                                              حافظ ابراهیم

ب - شواهد نصب الفعل المضار بـ كي :

 1 – (لكيلا تأسوا) [الحديد 23].

2- لكيلا يكون على المؤمنين (حرج) [الأحزاب 37].

ج - شواهد نصب الفعل المضارع بـ إذن :

1 - إذن والله نرميهم بحرب تشيب الطفل من قبل المشيب

د - شواهد نصب الفعل المضارع بأن الظاهرة :

1 - (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) [الشعراء 82].

2 – (لئلا يعلم أهل الكتاب) [الحديد 29].

3. (لئلا يكون للناس على الله حجة) [النساء 165].

4 - (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً) [الشورى 51].

5- هل تعرفون لباناتي فأرجو أن تُقضى فيرتد بعض الروح والجسد

 6 - كانت صماماً للنفوس إذا غلت فيها الهموم وأوشكت أن تزهقا حافظ ابراهیم

7- أيها المنتحي بأسوان داراً كالثريا تريد أن تنقضا اخلع النعل واخفض الطرف واخشع لا تحاول من آية الدهر غضا أحمد شوقي

8- ألا أبهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي                                            

                                                                      طرفة

هـ ـ شواهد نصب الفعل المضارع بأن المقدرة:

بعد لام التعليل:

 1- (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل 44] .

                                            60

2 - ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا) [القصص 18].

 3- (وأمرنا التسلم لرب العالمين) [الأنعام 71].

4 - (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ) [الفتح 1، 2].

بعد اللام الزائدة:

  5- (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) [الأحزاب 23] .

بعد لام الجحود:

 6- (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) [الأنفال 23].

 7- (لم يكن الله ليغفر لهم) [النساء 168].

 بعد حتى:

   8- (وزلزلوا حتى يقول الرسول) [البقرة 214].

9 - ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) [الحجرات 9].

 10 فإذا دعوت الدمع واستعصى بكت عنـا اسـى حتى تخص وتــشــرقــا

                                                               حافظ ابراهیم

11 - إذا رسا النجم لم ترقاً محاجرنا حتى يزول ولم تهدأ تراقـينـا

                                                         أحمد شوقي

بعد أو

12- لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر

 13 - وكنت إذا غمزت فتاة قوم كسرت كعوبها أو تستقيمـا

 14 - إننا لن نحول عن عهد مصر أو ترونا في التراب عظماً رميما

                                                          حافظ ابراهيم

بعد واو المعية :

15 ـ (ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) [آل عمران 142].

 16 - يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) [الأنعام 27].

17 - ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء

                                        61

18 – لا تنه عن خلق وتأتي مثله        عار عليك إذا فعلت عظيم

 19 - ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الـشـفـوف

بعد فاء السببية:

20 - (لا) يقضى عليهم فيموتوا) [فاطر 36].

21 - (لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي) [طه 81] .

22 - (لولا أخرتنني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) [المنافقون10)

23 - يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظمياً) [النساء 73].

24 - العلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) [غافر 36 ْ37 }

25 – یا ناقُ سيري عنقا فسيحــا يا . إلى سليمان فنستريحا

 26 - رب وفقني فلا أعدل عن          سنن الساعين في خير سنن

 27 - هل تعرفون لباناتي فأرجو أن    تُقضى فيرتد بعض الروح للجسد

 28 - يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما     قد حدثوك فما راء كمن سمعا

و - شواهد أن المخففة من أنّ:

1 - (علم أن سيكون منكم مرضى) [المزمل 20].

 2 - (أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا) [طه 89] .

 ز - شواهد أن التي يجوز فيها أن تكون المخففة من أن ويجوز أن تكون أن

الناصية للمضارع:

1 - (وحسبوا ألا تكون فتنة)[المائدة 71].

2- (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) [البلد 5].

3- (أيحسب أن لم يره أحد) [البلد 7].