أضخم الصناعات على الإطلاق، وهي ترمز الى عظمة القاعدة الصناعية . لها روابط مع مجموعة واسعة من الصناعات، فمنتوجاتها تدخل بمجموعة أخرى كبيرة أهمها الصناعات الهندسية والإنشاءات ،  وسبيكة الصلب تتصف بما يأتي :-

أولاً : متينة وصلبة وهذه الصفة يستفاد منها في أعمال البناء وهندسة المكائن وفي السكك الحديدية، الأنابيب الضخمة، والمراجل البخارية وفي الصناعات الثقيلة.

ثانياً : قوة الاحتمال للضغط الشديد بدون التواء محسوس، لهذا تستخدم في إنتاج السلع التي تحتاج للبقاء طويلاً مثل المكائن، السيارات، البواخر المحركات الطائرات .

ثالثاً : قابلة للطرق والسحب نسبياً، فمن الممكن تحويلها إلى أنابيب أسلاك، أو ألواح بأسماك مختلفة، وهذه الألواح يمكن ان تحول لاحقاً الى منتجات نهائية مصنوعة من الصلب .

رابعاً : كلفها قليلة وسهلة الصنع، فالحديد معدن وفير يغطي 5% من سطح الأرض، ومن السهل تعدينه بالطريقة المفتوحة، وهو أرخص المعادن فمثلاً هو أرخص 20 مرة من القصدير Tin، وربع النحاس Cooper والألمنيوم Aluminum أو الزنك .Zinc

خامساً : الحديد يمكن مزجه مع معادن أخرى لإنتاج أنواع معينة من الصلب لاحتياجات خاصة، فعند مزجه مع النيكل Nickel تزداد صلابته، وتزداد قابليته للطرق، وأكثر مقاومة للتآكل، لهذا يستخدم في الصفائح المدرعة صفائح المولدات، تغليف الكيبلات، وبإضافة قليل من معدن الفانديوم vanadium يصبح أكثر قوة وارتداداً لهذا يستخدم في النوابض، وبإضافة الكروم Chromium ينتج الصلب المقاوم للصدأ المستخدم في صناعة أجزاء المكائن وألواح السقوف والسلع المنزلية، وبإضافة المنغنيز Manganese يصبح أكثر مقاومة للاحتكاك وبها يستخدم في خطوط السكك الحديدية، وبإضافة الكوبالت Cobalt تزداد السبيكة حدة وتستخدم في صناعة أدوات القطع عالية السرعة، ثم أن رقائق المعدن المسبوك يمكن الاستفادة منها في صناعات التغليف عند إضافة القصدير والزنك وهذه واسع الاستخدام في صناعات الحفظ. وبإضافة التانتالايت Tantalite تزداد مقاومته للحرارة وتستخدم سبيكته مع الحديد في صناعة الطائرات والقذائف الموجهة .

تتضمن هذه الصناعة مرحلتين أساسيتين :

المرحلة الأولى : إنتاج الحديد الخام من فلزه أوكسيد الحديد، وتبدأ هذه العملية بتركيز الفلز بالغسل والتنظيف قدر المستطاع لإزالة الشوائب بينما الفلز الفقير يكلّس لتطرد منه الرطوبة والكبريت Sulphur وثاني أوكسيد الكاربون ، ثم تجرى لاحقاً عمليات أخــرى لفصل المعادن الأخرى بطرق عدة منها العزل المغناطيسي، ومنها تسخينه في أحواض أو حفر أو أفران لمدة 24 ساعة يصبح الحديد معها متزهراً ويسمى بالحديد الزهر Bloom ، وفي هذه العملية يطفو الخبث أعلى الحديد المصهور فيسحب من مهرب جانبي أو بالقشط، بينما تهرب الغازات المتولدة من الأعلى . الحديد المتبقي في القعر يحتوي عادةً على 4% من الكاربون وكميات صغيرة من السيليكون Silicon والكبريت والفوسفور Phosphor والمنغنيز تستخرج بعمليات أخرى مثل العزل المغناطيسي .

أما أهم أنواع الحديد فهي Limonite, Haematite, Magnetite) ،Siderite   ( اقترب الإنتاج العالمي من الحديد من المليار طن سنوياً، يأتي ربعـه مـن الصين لوحدها، تليها البرازيل وبنسبة 18% ثم استراليا والمجموعة الروسية وبنسبة 14% لكل منها.

إن إنتاج الحديد الخام يدخل ضمن الصناعة الاستخراجية قبل تحويله الى سبائك حسب الطلب أو الى حديد مصبوب يدخل ضمن المرحلة الثانية .

المرحلة الثانية : وهي تحويل الحديد الزهر الى حديد مصبوب بقوالب لها قيمة استخدامية مباشرة أو حديد مطاوع أو حديد صلب . وهذه المرحلة جميعها تدخل ضمن الصناعة التحويلية  مرت هذه المرحلة بتطورات تقنية عديدة أسهمت كل منها بتطوير العمليات الصناعية بدرجة واضحة وأهمها ما يأتي :-

أولاً: عملية Bessemer والتي اخترعها عام 1856 وحوّل فيها حاوية الصهر من ثابتة الى متحركة، حيث تجري بها عملية الصهر بسرعة كبيرة ثم تقلب ليصب الحديد المصهور على حسب أشكالها المطلوبة .

ثانياً : عملية الموقد المفتوح التي طوّرها كل من Siemens, Martin التي سمحت باستخدام الحديد الحامضي والقاعدي .

ثالثاً : استخدام الأفران الكهربائية النظيفة التي مكنت إنتـاج صلب بنوعيات جديدة.

رابعاً : استخدام الأوكسجين بدلاً من الهواء البارد في عمليات الإنتاج ، ساعدت هذه التطورات التقنية على رفع طاقات الإنتاج وزيادة السرعة في العمليات الصناعية انعكس إيجاباً على كلفة الإنتاج وتحسين نوعيته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  John Cheng Leong & Gillian C.Morgan,    Human and Economic Geography. 2nd.Ed... Gopsons Papers Ltd., Noida, India, 1982, pp. 13-

(2). John Cheng Leong, Morgan, OP. Cit,P. 514.

 (2). John Cheng Leong, Morgan, Op.Cit,PP.514-518.