أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28
700
التاريخ: 2024-04-21
641
التاريخ: 2024-05-05
757
التاريخ: 2024-02-05
887
|
وقد وُجدت مومية «رعمسيس الثالث» في خبيئة الدير البحري، وكانت لا تزال سليمة، غير أنها كانت قد وُضعت في تابوت «نفرتاري» المصنوع من الخشب، وقد جُددت لفافاته في عهد الملك «بينزم الأوَّل»، وقد كُتب عليها تاريخ نقلها إلى هذا المخبأ، وهو السنة الثالثة عشرة من حكم هذا الفرعون.
وتدل مومية «رعمسيس الثالث» على أنه لم يكن قد تخطى الستين من عمره بكثير عندما لاقى حتفه، وتدل موميته على أنه كان لا يزال قويًّا مفتول العضلات، غير أنه كان قد أصبح بدينًا ثقيل الجسم، وقد حلل النطرون عند التحنيط شحمه، وقد ترهل جلده مدة حياته حتى تحول إلى تجاعيد رخوة ضخمة وبخاصة عند القفا وتحت الذقن، وعلى الفخذين وعند المفاصل، ويدل رأسه الحليق وخدَّاه على عدم وجود شعر أو لحية. كما تدل جبهته التي ليست بالعريضة ولا بالعالية على أنها أكثر تناسبًا عن جبهة «رعمسيس الثاني»، وكذلك كانت تجاعيد قبة العين أقل ظهورًا، وعظمتا الخدين أقل بروزًا، والأنف أقل احديدابًا، والذقن والفك أقل ضخامة، ويُحتمل أن العينين كانتا أوسع، غير أنه لا يمكن إعطاء حكم على ذلك؛ لأن الجفنين قد أُزيلا وحُشي محجر العينين بخرق، أما الأذنان فلم يكونا منتصبتين ومنفصلتين بعيدًا عن الرأس كأذني «رعمسيس الثاني» غير أنهما كانتا مثقوبتين للأقراط، وكان فمه واسعًا بالطبيعة، وقد زادت عملية التحنيط من اتساعه لعدم مهارة المحنط الذي قطعه حتى الخدين من الجانب. وشفتاه الرقيقتان ساعدتا على رؤية أسنانه البيض الحسنة التنظيم، ويظهر أن «رعمسيس الثالث» على وجه عام صورة مصغرة من «رعمسيس الثاني» مع الفارق بينهما؛ وهي أنها أكثر دقة ورشاقة، ويدل وجهه على أنه كان ألطف قسمات، وأحد ذكاء، ولكن أقل منه نبلًا، على حين نجد أن قوامه لم يكن معتدلًا، وأن منكبيه ليستا عريضتين «كرعمسيس الثاني» كما كانت قوته العضلية أقل.
وكان فيه شبه عابس يشبه صورة الأسد الهزيلة التي مُثل بها الفرعون في ورقة الهجاء.
وما قيل عن شخصيته يمكن أن يقال عن حكمه؛ إذ الواقع أنه كما هو ظاهر للعيان كان مقلدًا لحكم «رعمسيس الثاني» غير أنه كان تقليدًا لم يصل إلى حد الإتقان لعدم كفاية الموارد في الرجال والمال. وإذا لم يكن «رعمسيس الثالث» قد أفلح كل الفلاح في وضع نفسه بين أعاظم الملوك الطيبيين، فإن ذلك لم يكن لنقص في نشاطه أو ضعف في قدرته، بل إن أحوال مصر المحزنة الفاسدة في ذلك الوقت قد حدَّت من نجاح مساعيه، وجعلته يخفق في الوصول إلى مقاصده ومراميه، على أن العمل الذي أنجزه لم يكن لهذا السبب أقل عظمة من غيره من الملوك البارزين، فقد كانت مصر عند توليته عرش البلاد كما ذكرنا من قبل في حالة تعسة؛ فقد عزاها اللوبيون من الغرب، وهددتها أقوام البحار بجيوشها المتوحشة من الشرق، وليس له جيش، ولا أسطول، ولا موارد في خزانته، ولكن لم تمضِ خمس عشرة سنة حتى نجده قد قضى على جيرانه المغيرين، ونظم جيشًا وبنى أسطولًا، وأعاد سلطانه في الخارج، وأقر النظام الإداري في داخل البلاد على أسس متينة، مما جعل البلاد مدينة له بالسلام الذي تمتعت به زمنًا طويلًا في ظل اسمه وقوة نفوذه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|