المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحيود من مستوى من ذرات شبيكة بلورية
2023-09-21
النحل السارق
29-3-2017
معنى إعاذة مريم من الشيطان
3-06-2015
تصنيف النفط الخام Classification of Crude Oils
2024-07-23
عوامل العرض في تقدم السياحة
3-1-2018
الصفات العامة للمجرات
18-3-2022


حُسن الخلق  
  
244   08:59 صباحاً   التاريخ: 2024-10-13
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص38ــ41
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-7-2018 2336
التاريخ: 19-8-2017 2883
التاريخ: 23-4-2018 1914
التاريخ: 24-1-2023 1902

الزوج السعيد هو الذي يكون حسن الأخلاق مع زوجته سيما الشدائد فهذا من عوامل إنجاح الحياة الزوجية .

ولقد حثت الشريعة الإسلامية على تزويج كل من يحمل صفتين أساسيتين هما: ((الدين والأخلاق))، والروايات الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) تؤكد لزوم اتصاف الزوج بهاتين الخصلتين، وتؤكد أيضاً بأن عدم إتصافه بهاتين الخصلتين وبالتالي عدم تزويج من يحمل هاتين؛ مما يوجب الفساد الكبير، ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شأن ذلك: إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))(1).

وكتب أحدهم إلى الإمام (عليه السلام) في أمر بناته، وأنه لا يجد أحداً مثله، فكتب إليه الإمام (عليه السلام): ((فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحداً مثلك فلا تنظر في ذلك رحمك الله، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))(2).

والسر في اختيار خصلة حسن الخلق مع الدين هو أن جميع الخصال الأخرى كالثراء، والسلطة والجمال هي خصال معرضة للأفول بخلاف الدين الذي يتمكن في صاحبه شديد الاستمكان، والأخلاق التي تصبح مفرداتها ملكات وعادات في صاحبها يصعب الإنفلات منها، ومثال ذلك: أن الفقير قد يصبح غنياً بأسهل الأسباب، ومعدوم السلطان قد يصبح كذلك أيضاً وكم وكم من أشخاص أمسوا فقراء وأصبحوا أثرياء، وكم من أشخاص أمسوا عبيداً وأصبحوا ملوكاً وسلاطين، ولكن البخيل، وغير الحليم، والجبان، والحريص، والكاذب وبالعموم من شبّ على العادات والأخلاق السيئة ليس بالسهل عليه أن يغدو كريماً وحليماً، وشجاعاً، وزاهداً قانعاً، وصادقاً بل ربما يعيش العمر كله ولا يستطيع التخلص من هذه العادات والملكات، وبالعكس من ذلك فإن الذي يشب ويتربى على هذه الخصال الأخلاقية الحسنة فمن الصعب أن ينقلب على هذه الخصال والعادات، حتى لو تغيرت أحواله من الغنى إلى الفقر، ومن السلطة إلى غيرها أو العكس ومن هنا قال إمامنا الرضا (عليه السلام): ((إذا خطب إليك رجل رضیت دينه وخلقه فزوجه ولا يمنعك فقره وفاقته قال الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130] وقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32](3)، فإن الفقر والفاقة يتبدلان إلى غنى وثراء بخلاف الدين والأخلاق، فمن العسير تبدلهما بسرعة، ومن هنا أرشد النبي والأئمة (عليهم السلام) أتباعهم إلى ضرورة عدم تزويج كل من يكون بخلاف خصلتي الدين والأخلاق، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه))(4)، وقال إمامنا الصادق (عليه السلام): ((لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنى إلا أن تعرفوا منهما التوبة))(5).

وقال إمامنا الرضا (عليه السلام): ((إياك أن تزوج شارب الخمر فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا))(6)، وقال الإمام (عليه السلام) لأحدهم لما سأله عن قريبه الذي خطب إليه ابنته وهو سيء الخلق : ((لا تزوجه إن كان سيء الخلق))(7).

فحسن الخلق إذن أمر مهم في الزوج حتى تستقيم حياته، ومن مظاهر حسن خُلق الزوج :

1ـ أن يكون حليماً مع زوجته، فقد قال (عليه السلام): ((من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة، وكتب له مائتي ألف حسنة ومحا عنه مائتي ألف سيئة ورفع له مائتي ألف درجة وكتب الله عز وجل له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة))(8)، ولما سأل أحدهم الإمام (عليه السلام) عن حق المرأة على زوجها، قال (عليه السلام): ((... وإن جهلت غفر لها))(9) .

2ـ عدم أذيتها: فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ألا وإن الله ورسوله بريئان ممن أضر بإمرأة حتى تختلع منه))(10)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((إني لأتعجب ممن يضرب امرأته. وهو بالضرب أولى منها))(11)، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((لا يكن أهلك أشقى الخلق بك))(12).

3ـ عدم التكبر والترفع على زوجته: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((خير الرجال من أمتي الذي لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم))(13).

4ـ الإحسان إلى الزوجة فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته))(14).

5- الصبر على أذاها: وقد مرّ أن الزوج الذي يصبر على أذى زوجته يأخذ أجر نبي الله أيوب (عليه السلام) من جهة صبره على البلاء الذي نزل به(15).

ومهما يكن من شيء فإن الزوج الذي يحسن خلقه يعيش بهناءة كما لا يخفى، وفي الحديث: ((لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته: ... وحسن خلقه معها))(16).

__________________________

(1) جامع السعادات ج1، ص 280.

(2) الوسائل، كتاب النكاح، باب 28، ح1.

(3) ميزان الحكمة، ج4، ص 280.

(4) مكارم الأخلاق، 265.

(5) م. ن.

(6) ميزان الحكمة، ج 4 ، ص 281.

(7) م. ن .

(8) مكارم الأخلاق، ص 280.

(9) م. ن.

(10) ميزان الحكمة، ج4، ص 287.

(11) ميزان الحكمة، ج4، ص 287.

(12) ميزان الحكمة، ص 284.

(13) مكارم الأخلاق، ص280.

(14) م. ن.

(15) ميزان الحكمة، ج 4، ص 288.

(16) م. ن، ص 285. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.