أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-15
790
التاريخ: 2024-01-26
1089
التاريخ: 2024-02-21
1065
التاريخ: 2024-02-13
1106
|
كان «رعمسيس الثالث» كما أسلفنا قد اتخذ العدَّة لحماية مصب النيل من هؤلاء المغيرين الذين أرادوا أن يغزوا مصر برًّا وبحرًا، وقد شاهدنا أنهم أخفقوا كل الإخفاق في الوصول إلى حدود مصر؛ ولذلك يقول «رعمسيس«:
هؤلاء الذين وصلوا إلى حدودي قد فنيت بذرتهم، وقُضي على قلبهم وروحهم إلى أبد الآبدين. أما الذين أتوا قدما بحرًا إلى الشاطئ فإن اللهيب الملهب كان ينتظرهم عند مصبات النيل، في حين أن سياجًا من الحراب قد أحاط بهم على الشاطئ، وانتهى بهم الأمر إلى أن جُروا إلى الشاطئ محاصرين ومطروحين أرضًا على الجسور قتلى مكدسين أكوامًا عن بكرة أبيهم، وأمتعتهم سقطت في الماء. وحقًّا فإنا نشاهد أسطول العدو المؤلف من خمس سفن تطاردها أربع سفن من الأسطول المصري بكل قوة وعنف حتى انحل الأسطول المعادي انحلالًا تامًّا. وقد كان «رعمسيس الثالث» خلال نشوب المعركة يقف على الشاطئ ومعه رماته يرسلون وابلًا من السهام على العدو المنهزم. وقد انتهت المعركة بالنصر المبين للمصريين، وهي أول موقعة حربية بحرية (1) مصورة عُرفت في التاريخ العالمي. وقد ظهرت فيها كل الحركات الحربية التي جرت خلال المعركة بشكل رائع. وبعد الواقعة نشاهد صفين من الأسرى سِيقوا لاستعراضهم أمام الفرعون الذين قدمهم بدوره إلى «ثالوث طيبة» الذين كتبوا له الفوز، وأمدوه بنصر من عندهم. وقد ترك معظم الفارِّين البلاد، ولم يتخلف عنهم إلا الفلسطينيون الذين استوطنوا الإقليم الساحلي الذي يمتد بين «غزة» و«جبل الكرمل». وهؤلاء هم الذين سُمِّيَ باسمهم الإقليم الذي سكنوه، وقد بقي كذلك حتى أيامنا. أما قوم «الثكر» — وهم قوم بحارة — فقد كانوا يحترفون القرصنة في البحر الأبيض المتوسط.
......................................
1- راجع ما كتبه «كابار» (Chronique D’Egypte (1936) p. 416) حيث يقول: إن في المناظر والمتون الخاصة بالموقعة البحرية العظيمة يعترضنا بعض الصعاب في فهمها. فأين كانت مقابلة الجيش الفاصلة؟ فالمتون تحدثنا بأن العدو كان متجهًا نحو مصر، وتحدثنا عن تجمع جيوش في بلاد «آمور». فالجيش المصري يذهب نحو «زاهي»، ولكن من جهة أخرى نجد ذكر مصبات النيل مرات عدة.
ومن السهل نسبيًّا أن نفسر ذلك التضارب الظاهري، وذلك أن الفرعون (Historical Records, pls p. 54) نظم حدوده حتى بلاد «زاهي» في حين أنه حصن مَصابَّ النيل، والعدو الذي كان معظم أسطوله يرافق على الساحل جيش الغزو قد فُصلت عنه بعض قطعه التي كانت تدبر هجومًا مفاجئًا على مَصابِّ النيل لتحدث الذعر خلف الجيش المصري الذي كان يتقدم في «آسيا»، ولكن الفرعون كان قد فطن لكل ذلك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|