تناول وجبة طعام هو إجهاد شديد للجسم. في المملكة المتحدة، يمكن لعشاء نموذجي مشتمل على 800 سعرة حرارية أن يحتوي على نصف الطاقة تقريبا الموجودة في الكربوهيدرات. وهذا يعني أن 400 سعرة حرارية تؤكل ككربوهيدرات، أو ما يعادل 100 غ من الكربوهيدرات. بغض النظر عن مدى سمرة الأرز، ومدى خشونة الرغيف، يرى الجسم الطعام بطريقة واقعية جدا. تحول الكربوهيدرات القابلة للهضم إلى غلوكوز إذا قرأت المعلومات الغذائية على عبوات الطعام، تجد أن الكربوهيدرات يُدرج في القائمة منفصلا عن السكر، ولكن عملية الهضم تحوله كله إلى سكر). بالتأكيد، يحدث هذا بصورة أبطأ مع بعض أشكال الكربوهيدرات التي لا تمتص بسرعة، ولكن عشاءك المشتمل على 800 سعرة حرارية، المؤلّف نصفه من الكربوهيدرات، سيؤدي إلى سكب 100 غ من الغلوكوز في جسمك أثناء الهضم. سينتج عن هذا تأثيرات كارثية ما لم يحدث إجراء سريع. في الواقع، إذا لم تكن هناك استجابة للإنسولين، سيرتفع غلوكوز الدم سبعة أضعاف. سيرتفع المستوى الطبيعي إلى مستويات خطيرة، وستشعر أنك مريض جدا بالفعل.

لحسن الحظ يتم التزويد بالإجراء السريع من قبل خلايا بيتا في البنكرياس. عندما تبدأ في تناول وجبة طعامك، تبدأ مستويات غلوكوز الدم بالارتفاع، وفي اللحظة التي يحدث فيها ذلك، تكون هناك زيادة هائلة في معدل إنتاج الإنسولين. تزداد مستويات الإنسولين في الدم إلى 10 أضعاف وحتى 15 ضعفًا. أمر مذهل! هذا أكبر تغير في أي مادة في الدم يمكن أن يحدث في الحياة الطبيعية الراشدة. إذا تخيلت هذا في ما يتعلق بالسرعة، فهو مثل التسارع من 10 أميال في الساعة إلى أكثر من 100ميل في الساعة.

إذاً ما الذي يحدث لكل الإنسولين الإضافي؟ يذهب معظمه مباشرة إلى الكبد. وفي غضون 30 دقيقة، يكون إنتاج الغلوكوز من قبل الكبد قد توقف بشكل شبه كامل. لا يتباطأ، بل يتوقف تقريبا. لبضع ساعات، يؤمن دماغك حاجاته المستمرة من السكر من خلال الغلوكوز الموجود في الطعام.

النتيجة الإجمالية هي أنه في أي شخص بصحة طبيعية، يرتفع غلوكوز الدم بمقدار ضئيل جدا بعد تناول وجبة طعام ويعود المستوى قريبًا إلى طبيعته في غضون 90 دقيقة، إنها معجزة. في الخلفية، يتم تخزين الغلوكوز باستمرار على صورة غليكوجين في العضلات والكبد على حد سواء.

استجابة الإنسولين الطبيعية للأكل. بعد الأكل تماما، تكون الزيادة في إنسولين الدم سريعة على نحوٍ مذهل قبل أن تهبط مرة أخرى.