أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-6-2018
2140
التاريخ: 21-12-2015
2496
التاريخ: 2024-09-17
184
التاريخ: 19-3-2022
1134
|
تعتبر المياه والحرارة والضوء أهم عناصر المناخ التي تؤثر بطريق مباشر أو غير مباشر في حياة النباتات ، وفيما يلى عرض مختصر للدور الذي يقوم به كل منها .
ــ الأمطار وقيمتها الفعلية Precipitation Effectiveness
أن أهمية المياه وضرورتها لقيام أى نوع من أنواع الحياة فوق سطح الأرض معروفة ومسلم بها ، والمصدر الأصلى للمياه العذبة هو الأمطار وغيرها من مظاهر التساقط وكلما توافرت هذه المياه فى منطقة من المناطق ، كان هذا أدعى إلى ظهور حياة نباتية غنية ، ويكفى للدلالة على ذلك أن نقارن بين خريطتين للعالم إحداهما تبين توزيع المعدلات السنوية للمطر ، والأخرى تبين توزيع الحياة النباتية الطبيعية ، حيث نرى بوضوح أن الأقاليم ذات الأمطارالغزيرة هي غالبا نفس الأقاليم التي تتميز بحياة نباتية غنية ، كما هي الحال في مناطق الغابات الاستوائية والغابات الموسمية والغابات النفضية ، أما الأقاليم التي لا تكفى أمطارها تنمو الغابات فإن نباتاتها الطبيعية تكون عادة مكونة من حشائش تختلف في كثافتها وارتفاعها على حسب كمية الأمطار وتظهر الصحاري بطبيعة الحال في الأقاليم التي لا تكفى أمطارها لنمو الغابات أو الحشائش ،ومن الحقائق المعروفة أن الحياة النباتية والحيوانية بما في ذلك الإنسان لا يمكنها بأي حال . من الأحوال أن تستفيد بكل مايسقط من الأمطار فوق سطح الأرض ، لأن نسبة كبيرة جدا من الأمطار تضيع بوسائل مختلفة كأن تنصرف عن طريق الأنهار والمجاري المائية إلى البحار والمحيطات ، أو تتسرب في شقوق القشرة الأرضية وتصل إلى أعماق بعيدة يصعب الوصول إليها ، وهذه المياه المتسربة في شقوق القشرة ينتهى معظمها إلى البحار والمحيطات أيضا ، وتضيع كذلك نسبة عظيمة جدا من مياه الأمطار بالتبخر عند انحدارها فوق سطح الأرض أو عند تجمعها في الحفر والمنخفضات والبحيرات والأنهار ، أو بالتبخر من سطح التربة التي تتسرب فيها ، ويعتبر النتح من النباتات كذلك من أهم الوسائل التي تضيع بواسطتها مقادير كبيرة جدا من المياه .
ومن الواضح أن القيمة الفعلية للأمطار تتوقف بصفة عامة على مقدار ما يضيع من هذه الأمطار بالوسائل سابقة الذكر ، وهذه الحقيقة مهمة جدا بالنسبة للتقدم العمراني ، ففي بعض الأقاليم قد تكون كمية المطر التي تسقط في فصل معين أو طول السنة كافية لقيام حياة عمرانية وزراعية مناسبة ، لا تكفى نفس الكمية فى أقاليم أخرى لقيام أى نوع ذي قيمة من أنواع الحياة ويعتبر التبخر والنتح في الواقع أخطر الوسائل التي تضيع بها مياه الأمطار ذلك إلى عظم الكميات التي تضيع بواستطهما من جهة ، واستحالة الاستفادة بهذه الكميات بأى صورة من الصور الا إذا تكثفت من جديد من جهة أخرى ، أما المياه التي تتحدر في مجارى الأنهار أو تتسرب في باطن الأرض فمن الممكن التحكم فيها واستغلال معظمها لأغراض الرى والشرب وغيرها ، وإن كان ذلك يتطلب في كثير من الأحيان مجهودات شاقة وتكاليف باهظة ، ولهذا فان دراسة التبخر والنتح تعتبر متممة لدراسة الأمطار ، بمعنى أن كمية الأمطار التي تسقط في منطقة من المناطق لا تكفى وحدها لتحديد الأثر الواقعي لهذه الكمية بالنسبة لحياة النبات والإنسان والحيوان ، أو بالنسبة لجريان المياه وتصريف الأنهار ، لأن هذا الأثر يتوقف من ناحية أخرى على مقدار الأمطار إلى الجو بواسطة التبخر والنتح ،إلا أن قياس أو تقدير المياه التي تضيع بالتبخر والنتح معا، وهو ما سميناه بالتبخر الكلى لازال في حد ذاته من أعقد المشاكل التي ليست لها في الوقت الحاضر أسس ثابتة واضحة ، ولهذا فإن كثيرا من الباحثين في علوم المناخ والنبات والهيدرولوجيا حاولوا أن يقدروا القيمة الفعلية للأمطار بطرق رياضية معينة ، ولما كانت درجة الحرارة هى العنصر الرئيسي الذي يتخذ في الوقت الحاضر أساسا لتقدير التبخر الكلى ، رأى كثير من الباحثين أنها يمكن أن تتخذ كذلك أساسا لتقدير القيمة الفعلية للأمطار . ومن الواضح أن هذه القيمة تتناسب تناسبا عكسيا مع درجة الحرارة، وذلك لأنه كلما ارتفعت درجة الحرارة زادت كمية المياه المفقودة ومن هنا تظهر لنا أهمية معرفة نظام سقوط الأمطار وتوزيعها على أشهر وفصول السنة ، فقد يحدث مثلا أن تتساوى كمية المطر السنوية في منطقتين ، ولكنها تسقط في أحداهما أثناء الفصل الحار ، بينما تسقط في الأخرى أثناء الفصل البارد ، ولذلك فإن تأثيرها لا يكون واحدا في المنطقتين ، فإذا فرضنا أن اشتداد البرودة أثناء الفصل البارد لا يترتب عليه وقف نمو النباتات ، فان القيمة الفعلية للأمطار تكون في الفصل البارد أعلى منها بكثير في الفصل الخارومعنى ذلك أن مجرد معرفة كمية الأمطار التي تسقط في منطقة من المناطق .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|