المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

مسائل في احكام المياه
2023-04-25
الشيخ إسحاق بن الميرزا حبيب الله الرشتي.
23-9-2020
مكافحة أمراض الكافور
2024-07-21
مناسك النساء
2024-07-07
شعر المعتمد بعدما خلع وسجن
2024-05-06
مجالات علم التصنيف
7-7-2021


منهج تفسير القرآن بالسنّة  
  
239   09:08 صباحاً   التاريخ: 2024-09-15
المؤلف : مركز نون للترجمة والتأليف
الكتاب أو المصدر : اساسيات علم التفسير
الجزء والصفحة : ص187-194
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

منهج تفسير القرآن بالسنّة

 

تُعدّ طريقة تفسير القرآن بالسنّة الشريفة من أقدم الطرق والمناهج التفسيريّة وأكثرها شيوعاً في تفسير القرآن(1). وهي أحد أقسام "التفسير بالمأثور" أو "التفسير النقليّ"(2). ولهذا المنهج مكانة خاصّة بين المناهج التفسيريّة، وكان دائماً محطّ اهتمام المفسِّرين.

 

تعريف منهج تفسير القرآن بالسنّة

هو الطريق الذي يسلكه المفسّر في عمليّة التفسير، من خلال الاستفادة ممّا ورد في سُنَّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام من فعل أو قول أو تقرير بصدد تفسيرهم للقرآن الكريم، بغية الكشف عن معاني القرآن الكريم ومقاصده(3).

 

نشأة منهج تفسير القرآن بالسنّة وتاريخه

يمكن تقسيم المراحل التاريخية التي مرّ بها تفسير القرآن بالسنّة إلى ثلاث مراحل، هي الآتية:

أ- عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

يمكن عدّ هذا المنهج من أوائل المناهج التفسيريّة التي نشأت مقارنة لنزول الوحي القرآنيّ، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو أوّل مُفسِّر ومُبيِّن للقرآن، وقد جاء الأمر الإلهيّ بهذا الخصوص في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]. وكان دأب الناس في عصر الرسالة أن يرجعوا إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير القرآن ويأخذوا منه معانيه.

 

ب- عصر أهل البيت عليهم السلام:

استمرّت طريقة تفسير القرآن بالسنّة إلى عصر الأئمّة عليهم السلام، حيث تصدّى أهل البيت عليهم السلام لتفسير القرآن لاطّلاعهم على العلوم الإلهيّة، وكونهم استمراراً للبيان الرساليّ الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا عدّت سنّتهم (قولهم وفعلهم وتقريرهم) من مصادر التفسير صلى الله عليه وآله وسلم. وقد وصل عدد الروايات المرويّة عنهم عليهم السلام إلى بضعة آلاف رواية.

 

سأل رجل الإمام الرضا عليه السلام، فقال: إنّك لتفسِّر من كتاب الله ما لم يُسمع. فقال: "علينا نزل قبل الناس، ولنا فُسِّر قبل أن يُفسَّر في الناس، فنحن نعرف حلاله وناسخه ومنسوخه و.."(4). وعنه - أيضاً - عليه السلام: "فإنّما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما أُنزل، فإذا احتاجوا إلى تفسيره فالاهتداء بنا وإلينا"(5).

 

وقد حظيت الروايات التفسيريَّة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام باهتمام الصحابة والتابعين، فكانوا يفسّرون القرآن للناس بالاستناد إلى هذه الروايات التي جُمعت فيما بعد بصورة تدريجيَّة ضمن كتب ومصنّفات تفسيريّة منسوبة إلى الصحابة والتابعين، كتفسير ابن عباس، وتفسير القمّيّ، وتفسير العياشيّ...

 

ج- عصر التدوين:

أوّل مدوّنة تفسيريّة بالسنّة هو الكتاب المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام، والّذي ورد على شكل رواية مفصّلة في بداية تفسير النعماني.

 

وهناك كتاب آخر، هو مصحف الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الّذي جاء فيه تأويل القرآن والتفسير وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وهو مرتّب على حسب النزول، وإن

كان هذا الكتاب ليس في متناول أيدينا الآن.

 

ثمّ التفسير المنسوب إلى الإمام الباقر عليه السلام (57-114هـ) المعروف بتفسير عليّ بن إبراهيم القمّي المنقول عن طريق أبي حمزة الثمالي وأبي الجارود، والتفسير المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام (83-148هـ)، وتفسير فرات الكوفي (كان حيّاً في سنة 307هـ)، والتفسير المنسوب للإمام العسكريّ عليه السلام (232-260هـ).

 

وقد جمعت الروايات الفقهيّة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام في مجاميع روائية، مثل: الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار، كما دُوِّن في هذا الوقت تفسير جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري (ت 320هـ)، وكذلك الصحاح الستّة لأهل السنّة.

 

ثمّ واجهت حركة تدوين التفاسير ركوداً نسبيّاً من القرن الخامس إلى التاسع الهجريّ، فيما برزت التفاسير العقليّة والاجتهاديّة.

 

وفي عصر كتابة التفاسير الجديدة، برز الاهتمام بالروايات التفسيريّة والّتي عادة ما تُبحث خلال التفسير أو بصورة منفصلة، كما فعل العلّامة الطباطبائي، حيث يذكر البحث الروائيّ بعد كلّ مجموعة من الآيات.

 

ملاحظة: لم تسلم الروايات التفسيريّة في عصر التدوين والجمع من ظاهرة الوضع، ووجود الإسرائيليات وتسلّل بعض الروايات الضعيفة، وهذا ما يستوجب الحذر والدقَّة عند الاستفادة من بعض الكتب الروائيّة.

 

مكانة السنّة في التفسير

يمكن تقسيم آراء العلماء حول مكانة السنّة في التفسير، وحدود الاستفادة منها، إلى ثلاثة آراء، هي الآتية:

أ- استقلال القرآن وعدم احتياجه إلى السنّة في التفسير مطلقاً:

ومنشأ هذا الرأي هو أنّ القرآن نزل بلسانٍ عربيّ مبين، وأنّ العقل يكفي لفهم القرآن ولا يحتاج إلى الأحاديث لتفسيره.

 

وهذا الرأي يتعارض مع ما جاء في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ} [النحل: 44] ، وكذا حديث الثقلين، ويمكن أن يقال إنّ الجذور التأريخية لهذا الرأي ترجع إلى شعار "حسبنا كتاب الله"، الّذي رُفع في عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والّذي أصرّ على فصل القرآن عن أهل البيت عليهم السلام.

 

ب- عدم جواز تفسير القرآن مطلقاً إلّا بالسنّة:

وهو الرأي المتطرِّف المنسوب إلى الأخباريين الذين ادّعوا عدم جواز فهم القرآن إلّا بالرجوع إلى السنّة(6).

 

ج- اتّخاذ السنّة وسيلة وقرينة لتفسير آيات القرآن:

وهو الرأي المعتدل الذي يرى في السنّة قرائن لتفسير القرآن، وأدوات لتوضيح معاني الآيات ومقاصدها، كما هو الحال بالنسبة إلى القرائن العقليّة وآيات القرآن.

 

والقول الأخير هو الصحيح والأوفق بالجمع بين ما ورد في القرآن من أنّه نور ومبين، وبين ما ورد في القرآن والسنّة من ضرورة الاستعانة بالسنّة في فهم القرآن الكريم.

 

أضف إلى ذلك أنّه لا يمكن فهم المعاني العالية للقرآن إلّا بالرجوع إلى السنّة الشريفة، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليه السلام هم الأعرف بمقاصد القرآن العالية، بما لا يمكن لبقية الناس فهمها وإدراكها من دونهم عليه السلام، وليس ذلك في كل معاني القرآن ومعارفه، فمن المعارف والمعاني القرآنية ما يمكن الحصول عليه من خلال القرائن غير السنّة، مع كون السنّة مؤيّدة لها.

 

تطبيقات منهج تفسير القرآن بالسنّة

أ- تفسير آية وتوضيحها: مثال: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] ، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أنّ المراد بالاستطاعة: الزاد والراحلة(7).

 

ب- تطبيق الآية على مصداق خاصّ: مثال: قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 89] ي تحديد كفّارة اليمين، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، ومنها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "كفّارة اليمين يطعم عشرة مساكين لكلّ مسكين مدّ من حنطة، أو مدّ من دقيق وحفنة (ملء الكف)، أو كسوتهم لكلّ إنسان ثوبان، أو عتق رقبة، وهو في ذلك بالخيار أيّ الثلاثة صنع، فإن لم يقدر على واحدة من الثلاثة، فالصيام عليه ثلاثة أيام"(8).

 

ج- بيان جزئيات الأحكام: كتخصيص عموم آية بالرواية، مثال: قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] ، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أنّ الكافر والقاتل لا يرثان(9)، منها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "المسلم يحجب الكافر ويرثه، والكافر لا يحجب المؤمن ولا يرثه"(10)، وعنه عليه السلام - أيضاً -: "أيّما رجل ذو رحم قتل قريبه لم يرثه"(11).

 

د- تقييد آية برواية: مثال: قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 11] ، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام عدم نفاذ الوصية في أكثر من الثلث، منها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "الميت أحق بماله ما دام فيه الروح يبين به، نعم، فإن أوصى به، فإن تعدّى، فليس له إلّا الثلث"(12).

هـ- توضيح العناوين التكليفية الخاصّة التي ذكرها القرآن: مثال: الحقيقة الشرعيّة لمصطلح الصلاة الوارد في القرآن، كما في قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام بيان كيفيّة الصلاة بلحاظ الأفعال والأقوال الخاصّة بها، منها: ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "صلّوا كما رأيتموني أصلّي"(13).

 

و- بيان موضوعات الأحكام: مثال: قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 92، 93] ، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام تحديد موضوع قتل العمد وقتل الخطأ، منها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "العمد كلّ ما اعتمد شيئاً فأصابه بحديدة أو بحجر أو بعصا أو بوكزة فهذا كلّه عمد. والخطأ من اعتمد شيئاً فأصاب غيره"(14).

 

ز- بيان الآيات الناسخة والمنسوخة: مثال: قوله تعالى: {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12] ، حيث ورد في الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أنّ حكمها منسوخ بقوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2]، منها: ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: سألته عن هذه الآية ﴿وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ﴾ (قال): "هذه منسوخة"، قال: قلت: كيف كانت؟ قال: "كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود أدخلت بيتاً ولم تحدّث ولم تكلّم ولم تجالس وأوتيت فيه بطعامها وشرابها حتّى تموت"، قلت: فقوله: ﴿أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً﴾، قال: "جعل السبيل الجلد والرجم والإمساك في البيوت"(15).

 

ح- بيان سبب النزول وشأن النزول(16).

 

ط- تأويل الآيات: مثال: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9] ، حيث روى الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عليه السلام في صدد تفسيره للآية: قلت: ﴿وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾، قال عليه السلام: "السماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمرفعه الله إليه، والميزان أمير المؤمنين عليه السلام صبه لخلقه"، قلت: ﴿أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴾ قال عليه السلام: "لا تعصوا الإمام"، قلت ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ﴾ قال عليه السلام: "أقيموا الإمام بالعدل"، قلت: ﴿وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ قال عليه السلام: "لا تبخسوا الإمام حقّه ولا تظلموه"(17).

 

أبرز التفاسير التي تعتمد منهج تفسير القرآن بالسنّة

- تفسير القمي: علي بن إبراهيم القمي (ت:307هـ.ق).

 

- تفسير فرات الكوفي: فرات بن إبراهيم الكوفي (كان حيّاً سنة 307هـ.ق).

 

- تفسير العيّاشي: محمد بن مسعود العياشي (ت: حوالي 320هـ.ق).

 

- تفسير النعماني: محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني (ت: 342هـ.ق).

 

- تفسير الصافي: محمد بن مرتضى (الفيض الكاشاني) (1007-1091هـ.ق).

 

- تفسير البرهان: هاشم الحسيني البحراني (ت: 1107هـ.ق).

 

- تفسير نور الثقلين: علي بن جمعة الحويزي (ت: 1112هـ.ق).

 

- جامع البيان: محمد بن جرير الطبري (224-310هـ.ق).

 

- الدّر المنثور في التفسير بالمأثور: جلال الدِّين السيوطي (ت: 911هـ.ق).

 

- تفسير ابن كثير: إسماعيل بن عمرو بن كثير الدمشقي (ت: 774هـ.ق).

 

- تفسير ابن عطيّة: عبد الحقّ بن غالب بن عطيّة الأندلسي (ت: 481 هـ.ق).

____________
1.لمزيد من التفصيل في هذا المنهج وتطبيقاته، انظر: الرضائي، مناهج التفسير واتّجاهاته، م.س، ص93-144، معرفة، التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب، م.س، ج2، ص543-798، السبحاني، المناهج التفسيريّة، م.س، ص158-162.

2.قسّم العلماء التفسير بالمأثور (التفسير النقلي) إلى أربعة أقسام: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسُنّة، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين. انظر: معرفة، التفسير والمفسّرون، م.س، ج2، ص539-544.

3.انظر: الرضائي، مناهج التفسير واتّجاهاته، م.س، ص95.

4.الصفّار، بصائر الدرجات، م.س، ج3 (القسم الثالث)، باب8، ح8، ص218.

5.الكوفي، فرات بن إبراهيم: تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد الكاظم، ط1، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1410هـ.ق/ 1990م، تفسير سورة طه، ح351، ص258.

6.تقدّم الكلام في هذا الرأي ومناقشته في الدرس السابق.

7.انظر: الكليني، الكافي، م.س، ج7، باب استطاعة الحجّ، ح1-5، ص266-268.

8.الكليني، الكافي، م.س، ج7، كتاب الأيمان والنذور والكفارات، باب كفارة اليمين، ح1، ص451-452، وانظر: ح2-14، ص452-454.

9.انظر: الكليني، الكافي، م.س، ج7، كتاب المواريث، باب ميراث القاتل، ح1-10، ص140-142، باب ميراث أهل الملل، ح1-6، ص142-143.

10.م.ن، باب ميراث أهل الملل، ح5، ص143.

11.م.ن، باب ميراث القاتل، ح2، ص140.

12.الكليني، الكافي، م.س، ج7، كتاب الوصايا، باب أنّ صاحب المال أحقّ بماله...، ح7، ص8، وانظر، ح4، 6، 10، ص7-9، باب ما للإنسان أن يوصي به...، ح1-7، ص10-11.

13.المجلسي، بحار الأنوار، م.س، ج82، ص279.

14.الكليني، الكافي، م.س، ج7، كتاب الديات، باب قتل العمد وشبه العمد والخطأ، ح2، ص278، وانظر: ح1، 3-10، ص278-280.

15.العياشي، تفسير العياشي، م.س، ج1، تفسير سورة آل عمران، ح61، ص227-228.

16.مرّ بيان بعد التطبيقات عند تناول القواعد التفسيريّة "قواعد من علوم القرآن" في درس سابق.

17.القمي، علي بن إبراهيم: تفسير القمي، تصحيح وتعليق وتقديم: طيب الموسوي الجزائري، لا.ط، النجف الأشرف، مطبعة النجف الأشرف، منشورات مكتبة الهدى، 1387هـ.ق، ج2، ص343.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .