المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



أدلّة القائلين بحجّيّة تفسير القرآن بالقرآن  
  
205   08:25 صباحاً   التاريخ: 2024-09-15
المؤلف : مركز نون للترجمة والتأليف
الكتاب أو المصدر : اساسيات علم التفسير
الجزء والصفحة : ص174-176
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج تفسير القرآن بالقرآن /

أدلّة القائلين بحجّيّة تفسير القرآن بالقرآن

 

اعتمد أصحاب هذا المنهج على عدّة أدلّة للاستدلال على جواز بل لزوم هذا التفسير، هي الآتية:

أ- الدليل القرآنيّ:

- قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89] ، بتقريب: أنّه حاشا أن يكون القرآن تبياناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه(1).

- قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء: 174] ، بتقريب: أنّه كيف يكون القرآن هدى وبيّنة وفرقاناً ونوراً مبيناً للناس في جميع ما يحتاجون إليه ولا يكفيهم في احتياجهم إليه وهو أشدّ الاحتياج؟!(2).

- قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7] ، بتقريب: أنّ هذه الآية قسّمت آيات القرآن إلى مجموعتين: محكمات ومتشابهات. وكلمة "المحكم" من "الإحكام" بمعنى "المنع"، ولهذا يقال للمواضيع الثابتة القويّة محكمة، لأنّها تمنع عن نفسها عوامل الزوال. كما أنّ كلّ قول واضح وصريح لا يعتريه أيّ خلاف يقال له "قولٌ محكم"، وعليه، فإنّ الآيات المحكمة هي الآيات ذات المفاهيم الواضحة والّتي لا مجال للخلاف والجدل حولها. وأمّا الآيات المتشابهة فهي الآيات ذات المعنى المعقّد، أو الّتي تحتمل معاني متعدّدة، والّتي لا يتّضح معناها المقصود إلّا في ضوء الآيات المحكمة. وقد أطلق على الآيات المحكمة "أُمُّ الكتاب"، أي هي الأصل والمرجع للآيات الأخرى، وبعبارة أخرى: لا بُدّ من إرجاع الآيات المتشابهات إلى المحكمات لكي يتّضح معناها. وهذه الطريقة هي أحد أنواع تفسير القرآن بالقرآن(3).

 

- لكي نفهم بعض الآيات الواردة في القرآن، لا بدّ من مراجعة الآيات المشابهة، فقد جاء ذكر قصّة النبيّ موسى عليه السلام وفرعون في أكثر من سورة(4)، ولا يمكن تفسير هذه الآيات ورفع الإبهام عنها ما لم يتمّ مراجعة هذه السور بآياتها المتعلّقة بموضوع النبيّ موسى عليه السلام وفرعون.

 

ب- الدليل الروائيّ:

- السنّة العمليّة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، حيث استخدموا هذه الطريقة عمليّاً.

 

- الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام بصدد الإشارة إلى هذه الطريقة في التفسير، ومنها: ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ القرآن ليصدّق بعضه بعضاً فلا تكذبوا بعضه ببعض"(5). وعن الإمام عليّ عليه السلام: "وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تُهدم أركانه، وعزّ لا تهزم أعوانه...  كتاب الله تبصرون به، وتنطقون به، وتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولا يختلف في الله، ولا يخالف بصاحبه عن الله"(6).

 

ج- السيرة العقلائيّة:

ويمكن تقريب الاستدلال بالسيرة العقلائيّة على حجّيّة تفسير القرآن بالقرآن من خلال المقدّمات الآتية:

- قامت سيرة العقلاء في مقام التفهيم والتفاهم على مراعاة القرائن الموجودة في الكلام عند فهم أيّ كلام، فإذا جاء ذكر أحد المطالب بصورة مطلقة وعامّة، وفي مكان آخر بصورة مقيّدة وخاصّة، فلا بدّ من النظر إلى الكلام بصورة كلِّيّة باعتباره مجموعة كاملة، وهذه هي طريقة العقلاء في فهم أيّ كلام.

 

- نزل القرآن الكريم بلغة العرب: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [يوسف: 2] ، بهدف إيصال مقاصده للناس جرياناً على أسلوب العرب في مقام التفهيم والتفاهم. لذا، فالقرآن الكريم غير مستثنى من القاعدة العقلائية المتقدّمة، لجهة الاستفادة من بعض الآيات بوصفها قرائن لفهم آيات أخرى وتفسيرها. وهذا هو نفسه المراد بتفسير القرآن بالقرآن.

 

- لم يخترع الشارع طريقة معيّنة غير الطريقة المذكورة ويوجبها في مقام فهم كلامه من قِبَل الناس.

 

- لم يمنع الشارع المقدّس الناس في مقام فهمهم للقرآن من الجريان وفق هذه الطريقة العقلائية، بل قام بتأييدها وبالجري وفقها، فعندما نراجع سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام نجد أنّهم استخدموا هذه الطريقة، أي الاستفادة من بعض الآيات في فهم آيات أخرى. وكذلك جرى المتشرّعة من بعدهم على هذه الطريقة، من الصحابة والتابعين ومفسِّري القرآن على طول التاريخ إلى عصرنا الراهن. ومن خلال ذلك نستدلّ على جواز هذا المنهج، بالإضافة إلى عدم وجود منع من الشارع.

____________________
1
.انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص11.

2.انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج1، ص11.

3.انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص20-23.

4.انظر: سورة الأعراف، الآيات 105-136، سورة طه، الآيات 9-98، سورة الشعراء، الآيات 10-67، سورة النمل، الآيات 7-14.

5.المتّقي الهندي، كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، م.س، ج1، ح2861، ص619.

6.الشريف الرضي، نهج البلاغة، م.س، ج2، الخطبة 133، ص16-17.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .