أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014
5349
التاريخ: 8-11-2014
7016
التاريخ: 25-09-2014
5195
التاريخ: 24-11-2014
4732
|
قال الرازي بالنص الحرفي : « قالت الشيعة : دلت هذه الآية {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95] على ان علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر ، وذلك لأن عليا أكثر جهادا ، فالقدر الذي فيه التفاوت كان أبو بكر من القاعدين فيه ، وعلي من القائمين ، وإذا كان كذلك وجب أن يكون علي أفضل منه لقوله تعالى :
{ وفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً } .
ثم ردّ الرازي على الشيعة بقوله - أيضا بالنص الحرفي - : « فيقال لهم :
ان مباشرة علي لقتل الكفار كانت من مباشرة الرسول لذلك ، فيلزمكم بحكم هذه الآية أن يكون علي أفضل من محمد (صلى الله عليه واله) ، وهذا لا يقوله عاقل ، فإن قلتم :
ان مجاهدة الرسول مع الكفار كانت أعظم من مجاهدة علي معهم ، لأن الرسول كان يجاهد الكفار بتقرير الدلائل والبينات وإزالة الشبهات والضلالات ، وهذا الجهاد أكمل من ذلك الجهاد ، فنقول : فاقبلوا منا مثله في حق أبي بكر » .
وهذه غفوة من فيلسوف المفسرين . . ولا أقول هفوة . أولا : ان كل من قاس محمدا (صلى الله عليه واله) بواحد من صحابته في تقرير الدلائل والبينات فقد خرج عن الإسلام من حيث يريد ، أو لا يريد . . اللهم إلا لشبهة علقت بذهنه . . ذلك ان محمدا يقرر الدلائل والبينات بوحي من اللَّه - كما سنشير - وصحابته يقررونها
بتعلم منه . . فالمقام الأول للَّه وحده ، ولا شريك معه ، والمقام الثاني لمحمد وحده ، ولا أحد معه ، والإيمان بهما معا في رتبة واحدة ، من حيث ان كلا من الإيمان باللَّه والإيمان برسوله ركن مقوّم للإسلام ، ولا يتحقق بأحدهما ، دون الآخر ، وعليه تكون الخلافة والصحبة والجهاد ، ونحوه فرعا عن الإيمان بالنبوة ، والنبوة أصل ، والفرع لا يقاس بالأصل .
ثانيا : ان المعنى الظاهر من لفظ المجاهدين في آية : ( وفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ ) هو الجهاد بالسيف ، لا بغيره باعتراف الرازي في تفسيره . . ولكنه ذهل عما قال ، وناقض نفسه بنفسه . . ولندع ظاهر الآية ، وجميع التفاسير ، ونرجع إلى من نزل القرآن على قلبه ، ونسأله : أي الناس أفضل ؟ ونستمع لما يجيب . .
وقد روى مسلم في صحيحه : ان رجلا سأل رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) : أي الناس أفضل ؟ فقال : « رجل جاهد في سبيل اللَّه بنفسه وماله » . . وكلنا يعلم ( ان عليا أكثر جهادا ) على حد تعبير الرازي فيكون أفضل الناس ، ما عدا النبي (صلى الله عليه واله) ، حيث لا شيء فوق مقام النبوة الا مقام الألوهية - كما بينا - وأيضا كلنا يعلم بالبداهة ان الجهاد بالنفس أفضل وأعظم من الجهاد بالمال ، لأن المال يبذل في سبيلها ، وهي لا تبذل في سبيله .
ثالثا : ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) - كما قدمنا - لم يقرر الدلائل والبينات ، ولم يزح الشبهات والضلالات من عنده ، بل اللَّه سبحانه كان يلقنها لمحمد (صلى الله عليه واله) ، ومحمد يبلغها بالحرف : {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } [يس: 79] . .
{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [يونس: 34]. . {قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [يونس: 38]. .
{قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا } [الرعد: 16]. .
إلى عشرات الآيات . . وغريب ان يذهل الرازي عنها بعد ان أطال في شرحها وتفسيرها .
والأعجب الأغرب قوله : « فاقبلوا منا مثله - أي مثل ما قبلتم من محمد - في حق أبي بكر » . كلا ، وألف كلا ، لا نحن ولا أي مسلم يقبل منك ومن غيرك أن يكون لأبي بكر مثل ما كان لمحمد (صلى الله عليه واله) ( في تقرير الدلائل والبينات وإزالة الشبهات والضلالات ) والا كان أبو بكر نبيا ينزل الوحي عليه من اللَّه . . استغفره وأعوذ به . . هذا ، إلى أن منزلة علي من العلم لا تدانيها منزلة واحد من الصحابة على الإطلاق ، وكفى شاهدا على ذلك ما تواتر عن الرسول الأعظم « أنا مدينة العلم وعلي بابها » . وقد حفظ التراث الاسلامي من علم علي ما لم يحفظه لأبي بكر ، ولا لغيره من الصحابة .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|