أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2207
التاريخ: 6-7-2022
1251
التاريخ: 2023-04-20
1296
التاريخ: 21-4-2016
1772
|
من الوظائف الأخلاقية والتربوية الملقاة على عاتق كل أب تعريف ولده على علماء العلوم الدينية واصطحابه إلى بيوتاتهم والمشاركة في مجالسهم، فإنّ لذلك مضافاً إلى تعرّفه عليهم آثاراً تربويّة أُخرى كثيرة، فإنّه لاريب في أن معاشرة ومجالسة كلّ أحد والأنس والألفة به ذات أثر في انتقال صفات ذلك الشخص إلى نفس من يجالسه، خصوصاً لو كان ذلك الإنسان عالماً ملتزماً وإنساناً مستقيماً، إذن من وظائف الأب تعريف ولده على العلماء الواقعيين، فإن ذلك يلعب دوراً في تعيين مستقبل الولد.
ما هي صفات العالم؟
قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((قال لقمان لولده: يا بني... وللعالم ثلاث علامات: العلم بالله وبما يحب ويكره))(1).
توضيح ذلك:
أن العالم الصالح حري بالمجالسة والمعاشرة، فإنّه يعدّ أسوة في الأخلاق ومن الهداة حقاً، فهو عالم بالله خائف منه، وأن معرفته بـه تعالى تجعله عاملاً ممتثلاً لأحكامه، ملتزماً بالواجبات والقيم الإلهية منتهياً عن المحرمات، ومثل هذا الشخص حري للتأسي به، إذن فلنعرف أبناءنا على هؤلاء العلماء لكن لا على كلّ عالم يحفظ جملة مصطلحات:
أ. الترغيب في إقامة العلاقات بالعلماء
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسين (عليه السلام): ((ومن خالط العلماء وُقّر))(2).
وقال لقمان لولده: أي بني صاحبِ العلماء وَجالِسهم وزرهم في بيوتهم لعلك
تشبههم فتكونَ منهم(3).
وأوصى ولده أيضاً وقال جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإنّ الله يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء(4).
ب. أخذ المعارف من العلماء
من الواضح أن الغرض من كلّ هذا الترغيب في مجالسة العلماء والمشاركة في مجالسهم هو كسب العلوم والمعارف الإسلامية، وحلّ الأمور المجهولة، ووضع خطة الحياة، وأن الهدف من ذلك هو التأسي بهم، وجعلهم قنطرة للوصول إلى المعارف الإلهية الحقة.
قال لقمان لولده يا بني، تعلَّم من العلماء ما جهلت، وعلم الناس ما علمت(5).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده محمد بن الحنفية: ((يا بني، اقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبّر أحكامهم))(6).
وقال لقمان لولده أيضاً: يا بني، تَعلَّم الحكمة تشرف بها، فإنّ الحكمة تدلُّ عـلـى الدين وتُشرِّفُ العبد على الحرّ، وترفعُ المسكين على الغني، وتُقدِّمُ الصغير على الكبير، وتجلس المسكين مجالس الملوك، وتزيد الشريف شرفاً، والسيد سؤدداً، والغني مجداً، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ أمر دينه ومعيشته بغير حكمة، ولن يهيئ الله عزّ وجلّ أمر الدنيا والآخرة إلّا بالحكمة، ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بغير نفس، ومثل الصعيد بغير ماء، ولا صلاح للجسد بغير نفس، ولا للصعيد بغير ماء، ولا للحكمة بغير طاعة(7).
ج. ترك مجادلة العلماء
قال لقمان لولده لا تجادل العلماء فيمقتوك(8).
____________________________________
(1) نفس المصدر، ص 415.
(2) تحف العقول، ص 84.
(3) بحار الأنوار، ج 13، ص 432.
(4) مجموعة ورّام، ص 59.
(5) نفس المصدر، ص 422.
(6) نور الثقلين، ج 4، ص 2.
(7) بحار الأنوار، ج 75، ص 458.
(8) مجموعة ورام، ص 77.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|