أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2017
1715
التاريخ: 2024-06-27
736
التاريخ: 2024-02-18
927
التاريخ: 12-1-2017
2042
|
كان أول ظهور طائفة عمال «مكان الصدق» في هذه الجبانة على الأرجح في عهد «أمنحتب الأول» كما ذكرنا في الجزء الرابع، وقد استمر هؤلاء العمال في عبادتهم الخاصة لهذا الفرعون عدة قرون، وقد عثرنا على بعض أسماء منهم من عاشوا في عهد «رعمسيس الثاني»، وخلفوا لنا آثارًا في هذه الجبانة.
«كاسا» و«بنبوي»: خادما مكان الصدق على الضفة اليمنى ﻟ «طيبة»، وقبرهما المشترك في دير المدينة (1)، وكان «بنبوي» يلقب حاجب كبير البلاط في مكان الصدق، ويشاهد في الكوة الداخلية من هذا القبر (المحراب) على اليمين في الصف الأعلى «رعمسيس الثاني» يقرب للإله «بتاح» وإلهة، وقد لونا باللون الأحمر، وخلف الملك يأتي المتوفى ورجل آخر. وفي الصف الثاني تحت هذا المنظر يحضر المتوفى وأخوه إلى سلسلة من الملوك القرابين، وهؤلاء الملوك هم: الملك «أمنحتب الأول»، والملكة «أحمس نفرتاري»، و«رعمسيس الأول»، و«حور محب» (2)، وفي آخر صف نشاهد المتوفى واقفًا لابسًا جلد فهد، ويأتي بعد ذلك «كاسا» وأخوه «باي» أمام «حور». وأسفل هذا في الصف الثاني يشاهد «كاسا» وابنه أمام الملوك «سيتي الأول»، و«رعمسيس الثاني»، و«حور محب»، وفي آخر صف من أسفل يظهر «كاسا»، وابنه أمام الإله «تحوت»، ونشاهد هنا ثانية «رعمسيس الأول»، و«حور محب» مرتبط بعضهما ببعض كارتباط الابن بالأب. وقد تكلمنا عن علاقة الملكين معًا فيما سبق. وفي «متحف تورين» محراب صغير من أعجب الآثار التي وجدت في هذا العهد باسم «كاسا»، وهو مصنوع من الخشب الملون، الغرض منه العبادة المنزلية. وقد كان المفروض أن يشمل ثعبانًا (3). والنقوش التي على مصراعي باب المحراب تعرِّفنا أنه كان للإلهة «عنقت» ربة السماء وسيدة الآلهة كلهم، وأمام باب المحراب بوابة مقامة على عمودين نقش عليها صيغة قربان للإله «خنوم» رب منطقة الشلال، وعلى مصراعي الباب ثلاثة صفوف من النقوش، ففي الصف الأعلى ترى سفينة الشمس، وقد وجدت فيها الإلهة «عنقت»، وفي الصف الثاني نشاهد قاربًا فيه أربعة يجدفون ومعهم بحار، ويرى على اليابسة رجلان كل منهما متجه نحو القارب مقدمًا القربان على مائدة، وواحد منهما هو «كاسا». وفي الصف الثالث نشاهد أسرة «كاسا» وأخاه راكعين، وقد ذكرت أسماؤهم، وعلى عارضة المحراب اليمنى صفان أسفلهما ثالوث «أسوان»، وهم «خنوم» الإله الأكبر في «إلفنتين» محبوب «ساتت»، و«عنقت». وعلى جدران المحراب الخارجية دعاء يقدمه «كاسا» للإلهة «عنقت» ربة الآلهة؛ لتمنحه الحياة والعافية والصحة، وأن يدفن دفنًا جميلًا بعد حياة طويلة، ثم يقول: «أنتم يأيها الآلهة، يا أرباب «إلفنتين»، وأنتم يأيها التاسوع العظيم، يا آلهة مسقط رأسي، امنحوني الحظوة حتى يكون فمي صادقًا، وحتى ترى عيناي «آمون» في كل أعياده، فهو الإله المحبوب الذي يسمع البائس، ويقدم يد المساعدة للتعس، وينهض العاجز، والذي يعطي أجلًا ممتازًا من الحياة، ويقضي على هذه الأرض «. والواقع أن النقش الذي على هذا المحراب يقدم لنا صفحة من حياة الطبقة الوسطى، فأصحابه قد صنعوه لعبادة الإلهة «عنقت» التي كانت تمثل في صورة ثعبان، ولا نزاع في أن هذه الأسرة كانت من أهالي أسوان، وقد نزح أفرادها إلى هذه الجهة للعمل في مقابر الملوك كما ينزح أهل الصعيد الآن إلى مختلف جهات القطر للعمل فيه، ولكنهم لم ينسوا «شيوخهم»(4) الذين يعتقدون في بركاتهم، ولهذا نراهم يتعبدون لثالوث «أسوان»، وهم: الإله «خنوم» بارئ الخلق على عجلته، وزوجتاه «عنقت»، و«ساتت»، وقد يعزى تعبد هؤلاء الرؤساء إلى آلهة الجنوب، وبخاصة «خنوم»؛ لأن مصانع «رعمسيس الثاني» كان الكثير منها هناك لعمل التماثيل الضخمة ﻟ «رعمسيس»، وقد نقلوا عنهم عبادة هؤلاء الآلهة، ويمكن أن يعزى ذلك لسبب آخر، وهو: لما كان الإله «بتاح» سيد الحرف في الدلتا فقد كان الإله «خنوم» يعادله في هذا العمل في الجنوب؛ ولذلك كان يمثل أحدهما في المقبرة في ذلك العهد الذي كانت فيه المناظر الدينية صاحبة الشأن، والمطمع الوحيد في كل زينة القبور (5)، غير أن أصحاب هذه اللوحة كانوا يعلمون تمام العلم أن صلاتهم لهذه الإلهة لا تجدي نفعًا إلا إذا شفعوا لهم عند الإله الأعظم رب الكون وقتئذ، وهو الإله «آمون رع» الذي كان يأخذ بناصر الضعيف، ويعين من أقعده العوز، وهكذا تمثل أمامنا صورة قديمة من عبادة الشعب لآلهتهم المحلية نراها الآن عند عوام الشعب المصري ماثلة أمامنا (6).
....................................................
1- راجع: Bruyere, Fouilles de Dier el Medineh (1923-4) p. 61–4, G. W. Cat. No. 10 L. D. Texte III, p. 290.
2- راجع: L. D. III, p. 173 c.
3- لم يزَل الثعبان يعد عند العامة حارس البيت، ويعتقد البعض أن لكل بيت ثعبانًا حارسًا.
4- الواقع أن فكرة التوحيد كانت في مصر منذ القدم، أما الآلهة الأخرى التي نشاهدها فتعادل في معتقدنا «المشايخ «.
5- راجع: Bruyere, Fouilles de Dier el Medineh 1923-4 p. 21.
6- راجع: Rec. Trav. II, p. 197-8.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|