المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9103 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تعريف البيع سيف
17-3-2016
مشكلة الاسقاط المتعمد ( الاجهاض)
7-12-2016
القياسات والارتيابات
2024-01-04
القطيفة (Marigold)
4-3-2018
كيف تبدا الإعداد للحوار الصحفي
5-5-2022
اسباب التوجه نحو انتاج البيض واللحم البايولوجي
10-9-2021


الحكمة والصلابة في عاشوراء  
  
338   10:37 صباحاً   التاريخ: 2024-08-14
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : دروس عاشوراء
الجزء والصفحة : ص245-250
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

حكمة زينب عليها السلام وصلابتها في ثورة عاشوراء

انظروا إلى زينب الكبرى عليها السلام, في الواقع لا يمكننا ترسيم أبعاد شخصيّة زينب الكبرى عليها السلام في بضع جمل، كما إنّ الحديث عنها في مطوّلات الكلام والشعر ليس ممكناً.

على الإنسان أن يتعرّف إلى تلك الأوضاع والظروف وأن يلمسها وأن يدرك العمل الذي قامت به زينب عليها السلام ليفهم أيّ عظمة كانت لها عليها السلام! لا يمكننا أن نؤدّي حقّ زينب الكبرى من بعيد, باللسان وبالإشارة وبمثل هذه الكلمات. لننظر إلى أعماق شخصيّة امرأة تعلم أنّ هذا الجمع في طريقه إلى جهاد غير متكافئ, ولا انتصار ظاهريّاً ولا دنيويّاً فيه, ومع أنّها تعرف ذلك, فقد تحرّكت مع هذا الجمع, أي أنّها تحمّلت الأخطار.

ففي هذا السفر كان الخطر والشدائد. إضافة إلى الشدائد والأخطار, كان هناك شيء أهمّ وأكثر بكثير من المصاعب والمتاعب الشخصيّة, وهو المسؤوليّة.

كانت زينب الكبرى عليها السلام تدرك أنّه لو افتقدت أخاها الحسين عليه السلام فليس هناك شخص تليق به قيادة هذا الجمع ورعايته وإدارته. فقد كان في انتظار هذا الجمع مصيرٌ فيه المرارة والتعقيد, ومع ذلك واجهت عباب أمواج البحر وأضحت كرجل بقابليّات علويّة, كأمير المؤمنين عليه السلام, كالنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, ومثل أخيها الإمام الحسين نفسه عليه السلام, ودخلت هذا الميدان الصعب والشديد التعقيد. ثمّ في المراحل كلّها, أدّت دور حكيمِ شجاع قدير يمتاز بجاذبيّة باهرة. وكأنّها قد خطّطت لبرنامجها من قبل, وتحرّكت بناءً عليه خطوة خطوة، فلم تفاجئها الحوادث, وكأنّها قد تنبّأت بجميع هذه الحوادث وتوقّعتها ورأتها. وكان لديها لكلّ حادثة جوابها وعلاجها المناسب وعملت طبقاً لذلك. على سبيل المثال: ليلة عاشوراء، صباح العاشر، ظُهر العاشر، عصر العاشر, ليلة الحادي عشر، عندما التهمت النيران الخيام, أثناء الخروج من كربلاء مع جمع من النساء والأطفال بدون راع أو كفيل، ومع ابن أخ عليل لا يقوى على الوقوف أو الجلوس, كانت هكذا في مثل هذه الظروف وفي كلّ تلك الأوضاع. تكفي واحدة من التجارب التي كانت تواجه زينب ليل نهار, لو أنّها واجهت شخصاً في حياته واستطاع اتّخاذ القرار المناسب بوقته وأن يؤدّي ما عليه بشكل صحيح، فهو جدير بأن يُرفع ويمجَّد ويُمنح لوح فخار وافتخار، وأن يسجّل اسمه في التاريخ. فقد وقعت حوادث مهمّة عدّة في حياة هذه المرأة العظيمة وخلال مدّة قصيرة وقد تعاملت معها كلّها بحكمة وشجاعة وقوّة، وكان تعاملها مع هذه الأحداث باعثاً على التعجّب.

الصبر والحكمة في سلوك السيّدة زينب عليها السلام

عندما يُبتلى الإنسان بمصيبة ما فإنّه لا يستطيع القيام حتّى بأعماله اليوميّة. عندما يكون مضطرباً, يواجه مشكلة ما تجلس على صدره كجبل, فهو يفتقد القوّة والنشاط حتّى لهذه الصلاة التي يريد القيام بها. ليس لديه قدرة على الحديث حتّى مع رفيق أو صديق, وإذا كان مشاركاً في جلسة مسامرة، فليس لديه الحَيْل والقوّة, وليس باستطاعته القيام بعمل. في ذلك الوقت, كانت هناك امرأة مع كلّ ذلك الحزن, مع جبال الغمّ الثقيلة, مع معاينتها لمقتل أولئك الرجال, وتلك الشدائد, استشهاد أبنائها, إخوتها, تشرذم عائلتها[1], وقد أحاطت بها تلك الحادثة المرّة, ولم يكن هناك في العالم كلّه آنذاك عين تدمع لها أو تغتمّ لحالها, مثل ذلك الغمّ الكبير وتلك الحادثة القاسية والقاصمة للظهر يمكن أن يُحطِّما الكبار والعظماء, في ذلك الوقت تدافعت عشرات الحوادث القاسية والمرّة على امرأة, لكنّها إضافة إلى أنّها لم تضعف ولم تفقد صوابها, فهي لم تعجز أيضاً عن التصميم واتّخاذ القرار, بل أدارت الأمور وتدبّرت الأحوال على أفضل وجه, وبقيت بكامل قدرتها ومهارتها توجّه دفّة تلك السفينة التي تقطّعت وتحطّمت بفعل تلاطم أمواج عاتية, وتحافظ عليها وترعاها للوصول إلى المقصد المطلوب, هذه هي عظمة زينب.

في ذلك العالم الصعب، بقدر ما كانت شهادة الحسين عليه السلام شامخة متألّقة وتختلف عن أيّة شهادة أخرى بدءاً من صدر الإسلام وإلى ذلك اليوم، ولا يمكن مقارنة أيّ يوم - لا في عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولا عصر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ولا في زماننا - بيوم عاشوراء, كان لزينب عليها السلام ولحركتها ذلك القدر من العظمة أيضاً. ليست عظمة زينب عليها السلام في صبرها وحسب, إنّما في اجتماع كلّ الخصوصيّات المتألّقة لإنسان عظيم وشخصيّات التاريخ العظيمة في هذه المرأة, إذ أوصلت هذا الحمل خلال تلك الأيّام الأخيرة من شهر محرّم حتّى رجوعها إلى المدينة وأودعت الأمانة وأتمّت مسؤوليّتها, حيث أدارت - خلال شهر أو شهرين[2] - أعظم الحوادث على أفضل وجه وبحكمة متعالية, هي إنسانة ذات امتياز عظيم.

 

 

[1] الإرشاد, ج2, ص125-126, الاستيعاب, ج1, ص396, بحار الأنوار, ج45, ص62-63.

[2] إقبال الأعمال, ج3, ص100, بحار الأنوار, ج98, ص334-335.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.