المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اختيار المحكمة للخبير
21-6-2016
نظرية القفز Theory Hopping
2024-05-11
قاعدة النهي عن الفساد ودورها في حفظ البيئة
21-1-2016
الشروط الشكلية لممارسة العمل
2023-05-08
أهـداف نـظـام تـكاليـف المـراحـل الإنـتاجـيـة
2024-02-04
صياغة الأسئلة في المقابلة
10-5-2022


خطر الحرية المطلقة  
  
439   12:52 صباحاً   التاريخ: 2024-08-13
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 299 ــ 301
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 2990
التاريخ: 2-9-2016 2017
التاريخ: 28-5-2020 2028
التاريخ: 25-1-2017 2836

إن عالم اليوم يواجه مصائب كبيرة نتيجة اتباع الهوى والميول النفسية. إن الحريات المطلقة المخالفة لمصالح الناس تولدُ بلايا مختلفة، فقد أخذت الجرائم في الدول المتقدمة تزداد يوماً بعد يوم، وكما يقول الإمام علي (عليه السلام): فإن هوى النفس يورد المجتمعات البشرية موارد الهلكة.

ارتفاع نسبة الجرائم: 

(لقد جاء في التقرير الذي نشره (إدغارهوفر) رئيس منظمة التحقيقات الأمريكية (FBI) أن عدد الجرائم في أمريكا قد ازداد في عام 1967 بنسبة 15,3 وقال هوفر في تقريره ربما لم تصل نسبة الجرائم إلى هذه الدرجة في تاريخ بلادنا. إن أرقام وإحصائيات هذه الجرائم التي أخذت من ملفات الشرطة المحلية والشرطة الفدرالية تشير إلى أنه في عام 1967 قد وقعت أكثر من 38 مليون جريمة عنيفة في أمريكا.

تنقسم هذه الجرائم إلى قسمين:

1- القتل والسلب والاغتصاب والهجوم بالأسلحة.

2ـ سرقة الأموال بقوة السلاح.

وجاء في التقرير تأكيد بأن أكثر هذه الجرائم تمت بواسطة الأسلحة النارية فقد حدثت 7600 جريمة قتل بالمسدس، و52 ألف حالة هجوم واغتصاب، و73 ألف حادثة سرقة عام 1967.

ومنذ عام 1964 وحتى الآن ازداد استخدام المسدس في ارتكاب الجرائم بنسبة 47%، 58% للسرقة، 76% للهجوم على الآخرين.

وبناء على إحصائيات التقرير المذكور فإن احتمال قتل أمريكي متوسط (شخص عادي في المجتمع) عام 1966 كان واحدا من بين خمسين، فازداد بنسبة 15% وذكر في مكان آخر في التقرير أن الجرائم في المدن التي يبلغ عدد سكانها أكثر من (250) ألف شخص ازدادت بنسبة 17%، وفي الضواحي الريفية 12% وتم احتساب معدل الجرائم زمنياً كما يلي: كل 43 دقيقة تقع جريمة قتل، وكل 19 دقيقة عملية اغتصاب وكل دقيقتين هجوم وتهديد بالسلاح، وكل دقيقتين ونصف سرقة عادية، وكل عشرين ثانية سرقة بيت، وكل 48 ثانية سرقة سيارة، وكل ثلاثين ثانية عملية نشل) (1).

ـ أسئلة الشبان:

يتساءل الشبان المسلمون: لماذا يمتلك غير المسلمين حرية أكثر، ويحصلون على لذائذ أكثر، بينما الشبان المسلمون يجب أن يحرموا من تلك الحريات واللذائذ؟! ولماذا يسمح، في الدول الغربية، للشبان والفتيات بإقامة علاقات صداقة وتناول المشروبات الكحولية، ومعانقة أحدهم للآخر وتقبيله، وبممارسة العلاقات الغير شرعية دون زواج قانوني إذا شاءوا، بينما لا تسمح التعاليم الإسلامية باختلاط الشبان والفتيات بدون مجوز قانوني وتمنع مخالطة النساء الأجانب أو التقبيل والاحتضان؟!

ويسألون أسئلة اخرى مشابهة كثيرة.

الجواب على الأسئلة:

للإجابة على هذه التساؤلات نقول: إن عالم الغرب يحدد الخير والشر، والأخلاق الحسنة والسيئة بمقياس قبول ورفض المجتمع، بينما يحدد الإسلام ذلك بمقياس مصلحة وسعادة الناس.

عالم الغرب معياره موافقة ومعارضة الناس. بينما معيار الإسلام هو صلاح وفساد الناس بالنسبة للحلال والحرام، إن الذين يضعون القانون في عالم الغرب هم منتخبو الناس، ويجب عليهم عملياً أن ينفذوا طلباتهم وأهوائهم النفسية كالخدم ويجعلوا رغباتهم في إطار قانوني. ولكن الأنبياء هم رسل الله وأطباء المجتمع وواجب الأطباء المحافظة على مصالح الناس وعدم الإهتمام بمطالبهم التي تخالف مصالحهم.

إن نتيجة برنامج الأنبياء هي: سعادة وراحة وأمن ورفاه وهدوء جسم وروح الإنسان. أما نتيجة الأهواء والشهوات في عالم الغرب فهي: القلق، عدم الأمن، القتل، السلب، الفساد والسقوط، ودليل ذلك الإحصائيات المخيفة التي نشرها رئيس دائرة (FBI) الأمريكية في تقريره.

يقول راسل: لقد فقدت المبادىء والتعاليم الأخلاقية المتوارثة عن القدماء والمبنية على السنن القديمة نفوذها وسيطرتها السابقة. والنساء والرجال هم الآن في شك بالنسبة لما هو خطأ وما هو صواب، بل إنهم يشكون حتى في الخطأ والصواب وأنهما جزء من الخرافات والأساطير، وعندما يسعون إلى حل مثل هذه المسائل يرونها صعبة جداً، ولا يستطيعون كشف الهدف والمبدأ الواضح الذي يسعون إليه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ صحيفة كيهان، العدد 7533. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.