وتختلف هذه الأنهار والجداول كبيئة مائية للعضويات، من حيث سرعة التيار المائي ودرجة الحرارة والمواد العالقة وغيرها من السمات الكيميائية. وينعكس هذا الاختلاف على أجزاء النهر الواحد من منبعه إلى مصيه. وتعيش بهذه البيئة أنواع مختلفة من الطحالب والحشائش والنباتات البذرية والحيوانات وفي مقدمتها الأسماك.

ونتيجة لهذه الاختلافات، فقد ظهرت بيئات متنوعة، تعيش فيها نباتات وحيوانات قد تكيفت الخصائص هذه البيئات، وبناء عليه، نلاحظ ما يلي: الأجزاء العليا من الأنهار والتي تتميز بسرعة التيار المائي، حيث تعيش فيها عضويات كالعوالق المائية والنباتية وقد تكيفت مع هذا التيار السريع. - الأجزاء الدنيا من الأنهار :Potomal وتتميز هذه الأجزاء من الأنهار ببطء حركة التيار المائي فيها، وبتباين درجات الحرارة.

ونتيجة للدراسات التي أجريت بهذا الصدد من قبل علماء النبات والحيوان في أقطار العالم المختلفة بوجه عام، وفي أنهار وجداول أوروبا على وجه الخصوص، فقد صنفت الأنهار إلى أربعة أصناف، بناء على عدة أسس منها:

- 1أنواع السمك.

- 2تغير درجات الحرارة فصلياً.

- 3طبيعة المجرى للنهر.

ولكل من هذه الأصناف النباتية والحيوانية التي تكيفت في تلك الأنهار الأصناف التالية:

- أنهار سمك السلمون Trout وتتصف بأن قيعانها حصوية أو صخرية، مع وجود كميات كبيرة من الأكسجين الذائب ودرجة حرارة منخفضة طيلة العام.

- أنهار سمك الشفتين Rayling: وتتميز بأنها ذات مياه دافئة وقيعان رملية في بعض جهاتها.

- أنهار سمك البربيس Barbel : وهو من فصيلة سمك الشبوط، وتتميز بسرعة التيار المائي وبقيعان رملية طينية.

ـ أنهار البراميس Bream : وهو من فصيلة سمك الشبوط أيضاً، وتتميز ببطء التيار وبالقيعان الطينية.

وخلاصة القول: إن تباين الأنواع العضوية يعزى في جوهره بالدرجة الأساسية، إلى تفاوت السمات البيئية التي تختلف نتيجة لتباين درجة حرارة المياه، حسب درجات العرض المناخية وقلة الأكسجين ودرجة صفاء مياه النهر. كما تطرقت الدراسات بهذا الصدد إلى عوامل التلوث المائي، من مياه الصرف الصحي، ومخلفات المياه الصناعية، والتي أدت إلى تدهور فاعلية البيئات المائية النهرية بشكل قطعي ونهائي كمياه نهر النيل ونهر الراين ونهر الدانوب مثلاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (167 Muller, P.: OP.Cit