أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2019
1615
التاريخ: 4-4-2016
4649
التاريخ: 18-2-2016
1797
التاريخ: 1-6-2016
8430
|
أدى التوسع الكبير في استخدام المواد اللدائنية (Polymers) في حياتنا المعاصرة كبدائل رخيصة للمواد التقليدية المستخدمة إلى زيادة كمية اللدائن المتخلفة عن هذا الاستخدام والتي أصبحت مشكلة بيئية قائمة بذاتها، وقد تجمعت بقايا هذه المخلفات الصلبة في أكوام ضخمة تشبه التلال الصغيرة على مشارف المدن وعلى رمال الشواطئ وداخل الأحياء السكنية مما سبب تلوثاً خطيراً للبيئة وبما يسيء إلى المظهر العام للمدن والقرى ويلوث الشواطئ والمناطق السياحية(1).
لقد حلت المواد البوليميرية تدريجيا محل المعادن والخشب والزجاج وغيرها وذلك لما تتمتع به من مميزات جعلتها أكثر استخداماً من حيث سهولة تشكيلها وخفة وزنها وتحملها ورخص ثمنها، كما أنها تتميز بعدم قابليتها للصدأ ومقاومتها للقلويات والأحماض وعدم تفاعلها مع المواد الغذائية، وقدرتها على تحمل التغيرات الفيزيائية والكيميائية، وقد ساعد كل ذلك على طرح وتراكم كميات من هذه المواد بوصفها فضلات بلاستيكية ملوثة للبيئة(2)، ونظراً لكون هذه الفضلات البلاستيكية مركبات مصنعة يصعب تحللها بيئياً باستثناء أنواع قليلة منها، لذلك فعند دخولها إلى البيئة تبقى لأوقات طويلة(2). وتشكل نفايات اللدائن في المجتمعات الصناعية جزءاً مهماً من النفايات الصلبة وتصل نسبتها في بعض الدول إلى (20%) (3). إن هذه المواد وعلى الرغم من كونها خاملة كيميائياً وبايولوجياً، إلا أن وجودها مؤذٍ للبيئة فقد سجلت حالات موت أبقار وغزلان نتيجة ابتلاعها مواد بلاستيكية. فضلا عما تتركه هذه النفايات من تأثير على جمآلية المواقع والمناطق التي تتواجد فيها(4). وهنا أصبحت مشكلة التخلص من هذه المخلفات من المشاكل الهامة التي يجب مواجهتها والتي أصبحت مطلباً ضرورياً وملحاً، وذلك بإتباع الطرق العلمية السليمة لحماية البيئة من التلوث والمحافظة على صحة الإنسان، فضلاً عن إمكانية استغلال هذه المخلفات وذلك بإعادة تصنيعها مما يعد دعماً للاقتصاد الوطني، فضلا عن ايجاد فرص عمل إضافية(3).
أجريت دراسات عديدة خلال العقد الأخير من القرن الماضي حول إمكانية إعادة استخدام الفضلات البلاستيكية ومطاط الإطارات بصورة اقتصادية ومحاولة الحد من التلوث البيئي الذي تسببه، إذ طورت بعض طرائق الحل الحراري (Pyrolysis) بوصفها طرائق استعادة جيدة للفضلات التي تحتوي في تكوينها على نسبة عالية من الكاربون والهيدروجين. ويتم التفاعل في هذه الظروف في مفاعلات مغلقة وتكون درجة الحرارة حوالي (200)°م. وعند تطبيق هذه الطريقة على طن واحد من الفضلات المنزلية تحوي مخلفات بلاستيكية بنسب ملحوظة، تم الحصول على المكونات الآتية وبالمقادير المبينة في الجدول (1-5)(5).
كما يمكن الحصول على مواد كيميائية وسطية في الحالات التي يمكن عزل بعض المواد البلاستيكية عن بعضها، فعلى سبيل المثال يمكن الحصول على كميات متباينة من الستايرين الأحادي والبنزين والنفثالين والأكزايلين والاندين فضلاً عن غاز الميثان والايثان عند تكسير فضلات البولي ستايرين حرارياً، في حين طورت بعض طرائق التقطير الإتلافي وطبقت على إطارات السيارات المستعملة وتم إنتاج قطران وزيوت وغازات ومواد متفحمة من هذه الفضلات(6). كما تم استرجاع كميات محدودة من مطاط الإطارات المستعملة واستخدم مادة حاشية للإطارات الجديدة أو للاسفلت أو لإنتاج قطع مطاطية تستخدم أرضيات في الملاعب أو ميادين الركض والإسطبلات(7).كما يمكن الاستفادة من الإطارات المستهلكة بتحللها حرارياً إلى نواتج أصغر بدرجات حرارية تتراوح بين (500-800)°م، إذ ينتج من هذه العملية حوالي (10-30%) وزناً من الغازات و(40-50%) وزناً من الزيت الحاوي على نسبة طفيفة من الكبريت و(30-40%) وزناً من الكاربون المنشط(143) ، كما أصبح بالإمكان التخلص من فضلات اللدائن المستعملة بحرقها ولكن ذلك يؤدي إلى تلوث الهواء، فمثلاً تحترق إطارات السيارات بدخان كثيف وروائح نتنة ولدائن بولي كلوريد الفاينيل (Poly Vinyl Chloride PVC) تحرر عند حرقها غازات سامة وحامض الهيدروكلوريك الذي يعجل من تآكل المحارق فضلاً عن ما تسببه اللدائن المنصهرة من مشاكل وانسدادات في وحدات الحرق(4,3). وفي بحثنا هذا حاولنا الاستفادة من الفضلات البوليمرية في تحضير مادة ذات أهمية كبرى في المجال الصناعي وهي الكاربون المنشط، إذ تم استخدام الفضلات البوليمرية بعد تكسيرها حرارياً كمضافات للمادة الأولية المستخدمة في تحضير الكاربون المنشط وهي زيوت التزييت المستهلكة. وأخيراً لكي نتجنب مشاكل تلوث البيئة ونحافظ عليها يجب أن ندرك أن التطور في جانب معين من العلوم والتقنية يجب أن يصاحبه تطور في الجانب الإنساني والاقتصادي.
--------------------------------------------------------------------
1. ابو عبدون، ع. أ. ،(1998)، "المواد البلاستيكية والبيئة"، مجلة جامعة عجمان للعلوم والتكنولجيا، المجلد الرابع، العدد الاول ، ص. 85-94.
2. مزاهرة، أ. س. والشوبكة، ع. ف.،(2003)،"البيئة والمجتمع"، جامعة البلقاء التطبيقية، ص .108 .
3. رمضان، ع. م.و الغنام، خ. أ. و ذنون أ. ع. ، (1991)، " الكيمياء الصناعية والتلوث الصناعي"، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، ص 523 ، 524.
4. ابو عبدون، ع. أ. ، (2001)، "الكيمياء في خدمة البيئة"، مجلة جامعة عجمان للعلوم والتكلنولوجيا، المجلد السادس، العدد الاول، ص 70.
5. Putman, B. J. and Amirkhanian, S. N., (2004), “Utilization of waste fiber in stone matrix asphalt mixtures’’, Resources , Conservation and Recycling, pp. 265- 274. (Internet).
6. علي، ل. ح.، (1987)،"التلوث الصناعي المصادر-كيمياء التلوث-طرق السيطرة"، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، ص 313-314.
7. Bridgwater, A. V. and Mumfard, C. J., (1979), “Waste Recycling and Pollution Control Hand Book”, Van Nostrand Reinhold Co., New York, pp. 453-454.
8. محمد، أ. ع.، (1993)، "كيمياء اللدائن"، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، ص. 38 ، 118 ،386.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|