أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-11
1080
التاريخ: 2023-11-19
915
التاريخ: 2023-11-02
1021
التاريخ: 2023-11-05
1124
|
تمثلت النهضة الاقتصادية في غرب اوروبا، اواخر القرن الخامس عشر بحركة الكشوف الجغرافية التي تعتبر نتيجة حتمية للنهضة العلمية، وحيوية عصر النهضة، وأزمة التجارة التي حال الاتراك العثمانيون، بعد سقوط القسطنطينية، دون توسعها وازدهارها وهي لا تعود بأي حال الى روح المغامرة والمبادرة الفردية، التي وصفها بها بعضهم، بقدر ما هي تفتيش وبحث عن وسائل جديدة للرزق وتكديس الثروات. ولا شك ان عصر النهضة قد وفر للمكتشفين كتابات الجغرافيين اليونان التي ترجمت الى اللاتينية وأهمها كتابات سترابون الذي حاول الطواف حول الأرض ثم كتابات سينسكا عن العوالم التي ستكشف وغيرها مما وضعه اليونان والعرب في ايدي علماء اوروبا خلال هذا العصر. بالإضافة الى ما شهده عصر النهضة من تقدم هائل في علم الفلك والرياضيات ورسم المصورات الجغرافية، وصناعة السفن. فقد اصبحت السفن الكبيرة ذات الدفة المتحركة والشراع المثلث والمزود بالبوصلة والاسطرلاب اشد مقاومة لعبور المحيطات، وأكثر توغلاً في الاتجاهات المخالفة للرياح من السفن القديمة التي كانت تعتمد في سيرها على المجداف. ومن المؤكد ان العوامل الاقتصادية لعبت دوراً مهماً في دفع حركة الكشوف الجغرافية الى الأمام. اذ حظي البحارة الذين اتصفوا بالحيوية، بتشجيع الحكومات التي لم تكن تُحل مشاكلها الاقتصادية كإسبانيا والبرتغال الا بالعثور على طريق تجاري جديد للحصول على بضائع آسيا من التوابل كالقرفة والبهار وجوز الطيب لإعداد مختلف اصناف الطعام. وعلى العقاقير الهندية كالافيون والكافور والصمغ للأعمال الطبية. والعطور العربية كالمسك والعنبر وماء الورد لكثرة استخدام نساء الامراء لها. وعلى البخور للكنائس ثم الحرير والبن والسجاد والاحجار الكريمة والعاج لتكملة مظاهر الابهة والعظمة في بلاطات الملوك وقصور النبلاء. كما ساهمت فيما بعد حاجة اوروبا الشديدة الى المعادن الثمينة كالذهب والفضة في اندفاع حركة الكشوف للخلاص من الازمة الاقتصادية التي انتابت اوروبا خلال القرن الخامس عشر وأدت بالتالي الى تضاءل الانتاج وانكماش المبادلات التجارية وهبوط الاسعار. بالإضافة الى ان طمع الحكومات الاوروبية في السيطرة وزيادة النفوذ وامتلاك المستعمرات في الامكنة المكتشفة ادى بدوره الى تنافس مستمر طيلة القرن السادس عشر لاكتشاف بقية القارات. لقد كانت اسعار هذه البضائع مرتفعة جداً إلى حد بلغت معه في وصف الرجل الثري بانه (كيس بهار). مما يعود الى صعوبة الطرق التي كانت تمر بها هذه البضائع وللرسوم الجمركية الباهظة التي كانت تفرض على عبورها من قبل سلاطين المماليك في موانئ مصر كالإسكندرية والسويس او من اسواق سورية في دمشق وحلب وغيرها او لسيطرة العثمانيين فيما بعد على الطرق البرية والبحرية التي كان على التجار الاوروبيين المرور بها. كما ان احتكار تجار البندقية لهذه البضائع قد أدى في نفس الوقت الى ارتفاع اثمانها، اذ ان الصراع الحربي الذي قام بين البندقية ومنافستها جنوى في هذا الميدان قد ادى الى القضاء على قوة الجنويين في المتوسط. وللتخلص من سيطرة واحتكار تجار البندقية والعرب لهذه البضائع، ومن خطورة طرق المواصلات عبر آسيا وصعوبة النقليات وازدياد كلفتها اخذ الاوروبيون يفتشون عن منفذ يصلون بواسطته مباشرة الى البلاد المنتجة عبر المحيط الاطلسي دون عبور المتوسط. اما الدوافع الدينية فقد لعبت دوراً بارزاً في حركة الكشوف الجغرافية. حيث جعلت البرتغال شعارها في هذه المرحلة ضرب قوة المسلمين في غرب افريقيا منعاً لمحاولات القرصنة التي كان يقوم بها هؤلاء على شواطئ الاطلسي والمتوسط كما ان فرديناند حاكم ارغونة وايزابيلا حاكمة قشتالة سيطرت على تصرفاتها بعد ان نجحا في طرد المسلمين من اسبانيا روح صليبية جديدة بدت أكثر تعصباً وتأججاً من صليبية القرن الحادي عشر للميلاد. وهكذا حازت حركة الكشوف على اهتمام بالغ من قبل البابوية. فكان رجال الدين يرافقون الرحالة الى الامكنة المكتشفة لنشر الكاثوليكية فيها. كما ان البابوات وعدوا البحارة الذين يشاركون في هذه الرحلات بالفوز بالجنة. وأصدر بعضهم مراسيم عديدة يخولون بها ملوك اسبانيا والبرتغال الحق في امتلاك الاقاليم التي تم اكتشافها او التي ستكشف فيها بعد (1). واخيراً فقد كانت رحلات المغامرين الى آسيا منذ القرن الثالث عشر دافعاً لاجتذاب الرحالة اليها. وكان كتاب ماركو بولو (Marco Polo) كتائب العجائب الذي وضعه بنفسه يحوي الكثير من القصص عما شاهده من الكنوز والخيرات الزراعية والصناعية في البلاد التي زارها اثناء تجواله طيلة أربع وعشرين عاماً (1271 1295) قد شجع العديد من المغامرين للمجيء الى الشرق حيث اثبتوا صدق ما رواه ماركو بولو عن رحلته.
......................................
1- هذه المراسيم اصدرها على التوالي كل من البابا نيقولا الخامس وكاليست واسكندر السادس في السنوات 1455، 1456، 1493.
انظر: h. A. Jullen: Les Voyages découverte et les premiers:
établissements. Gérard Monfort Parls 1979: P 30
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|