أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24
914
التاريخ: 2024-08-23
290
التاريخ: 2024-01-29
981
التاريخ: 2024-06-26
661
|
يقع معبد «القرنة» الجنازي الذي أقامه «سيتي الأول» عند مدخل «وادي الملوك»، وما بقي منه إلى الآن لا يمثل إلا جزءًا صغيرًا مما كان عليه البناء الأصلي من بهاء وروعة، فقد اختفت منه «البوابة» الأولى والثانية، وكذلك ردهتاه الأولى والثانية، ولم يبقَ منها إلا آثار دارسة تدل على وجودها، وهذا المعبد كان قد أقامه «سيتي الأول» تكريمًا للإله «آمون» كما كان يقصد استخدامه معبدًا جنازيًّا لوالده «رعمسيس الأول» الذي لم تمكنه مدة حكمه القصيرة من إعداد معبد جنازي لنفسه، وهذا المعبد مثله كمثل معظم مباني «سيتي» العظيمة لم يكن قد تمَّ حتى حضره الموت، وقد كان على «رعمسيس الثاني» إنجاز بناء ما بقي من هذا المعبد، ويلاحظ في أيامنا أن واجهة المعبد الحالية تقابل ما كان في الأصل طريق العمد التي كانت في الطرف النهائي من الردهة الثانية. وهذه الطريق لها خاصية غريبة بعض الشيء؛ إذ كانت تحتوي على عشرة عمد بردية الشكل لكل منها تاج في صورة برعوم زهرة، وقد تبقى منها حتى الآن سبعة أعمدة، ونشاهد بدلًا من (الكرنيش) الذي كان على هيئة سعف النخل، وهو الذي كان يحوط طريق العمد تشييد واجهة مستطيلة، وخلف هذه العمد جدار ذو ثلاثة أبواب، وعلى الجدار الأوسط الذي على اليسار رُسمت صور مقاطعات مصر ممثلة في هيئة رجال ونساء على التوالي، وكل منها يحمل قربانًا مما تنتجه المقاطعة ليقدمه للفرعون، وعلى يمين الباب نقوش مماثلة للأولى تصوِّر مقاطعات الوجه البحري، وبعد اختراق الإنسان الباب الأوسط يدخل قاعة العمد التي تحتوي على ستة أعمدة في هيئة برعوم زهرة البردي يكتنفها من كلا الجانبين ثلاث حجرات جانبية، وزخرف هذه القاعة بعضه من عمل «سيتي الأول»، والبعض الآخر من عمل «رعمسيس الثاني». ويمكن تمييز فن «سيتي» بسهولة لسموه، ودقة نقوشه البارزة، أما صناعة عهد «رعمسيس» فقد استعمل فيها النقوش الغائرة التي كانت على الرغم من أنها محببة إليه تزوَر عنها العين لسماجتها. وفي نهاية قاعة العمد المحرابُ الذي لا يزال محتفظًا بالحجر الذي كان مستعملًا قاعدة ليوضع عليها قارب الإله «آمون» المقدس، وعلى يسار قاعة العمد مقصورة «رعمسيس الأول»، وعلى اليمين حجرة عظيمة زخرفها «رعمسيس الثاني» بالنقوش الغائرة، وقد صُور فيها، وهو يقدم القربان للآلهة المختلفة. ولا نزاع في أن صناعة الزخرف فيها كانت أقل جودة بالنسبة لأجزاء المعبد الأخرى، وهذه القاعة قد استعملها المسيحيون كنيسة فيما بعد، ويعتقد الأستاذ «بتري» أن معبد «القرنة» كان قد وضع تخطيطه «سيتي» في الأصل ليكون معبدًا جنازيًّا لوالده «رعمسيس الأول «(1)، وأنه بدأ البناء المعروف باسم «الرمسيوم» ليكون معبده الجنازي، وعند وفاة «سيتي» كان معبد «القرنة» لم يزل ينقصه بعض الزخرف، وكان بناء «الرمسيوم» في بدايته فقط. ويلاحظ أن «رعمسيس الثاني» غيَّر الغرض الذي من أجله أقيم معبد «القرنة»، وأتم النقوش بطريقة جعلته يقوم مقام معبد جنازي لجده «رعمسيس الأول»، ولوالده «سيتي الأول»، وكذلك لنفسه، ولكن ما يقوله «بتري» من أن «رعمسيس» قد استولى على «معبد الرمسيوم» الذي وضع «سيتي الأول» تخطيطه لاستعماله لنفسه قول لا يدعَم ببراهين صحيحة كما سنفصل القول بعد. وفي محاجر «جبلين» عثر على نقش يحدثنا عن البحث عن حجر مناسب لاستعماله في بناء معبد «سيتي» الجنازي «بالقرنة»، وقد قام بالإشراف على إنجاز هذه المهمة مدير أعمال «سيتي»، وهاك النص على الرغم مما به من تهشيم:
… البحث عن … «حتحور» لأجل قطع أحجار كثيرة من هناك؛ لأجل «بيت من ماعت رع» لملايين السنين غربي طيبة»، ثم جاء لجلالته — له الحياة والصحة والفلاح — قائلًا: «… فرصة لجعل اسمه ينتشر في الأرض كلها، وفي هذا اليوم جاء رئيس الخزانة تحتمس: … الذي … أعطى فضة وذهبًا مرة لإنجاز العمل … لقطع أحجار كثيرة لبيت «من ماعت رع» (سيتي الأول) عندما كان يعمل … قال: … تصميم … لملك يحمي … تنظيم الضرائب، وليعين المشرف عليهم الذي كان مكلفًا «بسيد الحياة» — اسم للتابوت، وكذلك لجبل غربي طيبة — الناس … العمل، وأنه والده «آمون» … مخبرك رغبات القلب منذ زمن الإله لأجل روح الكاتب، ومدير أعمال رب الأرضين، ورئيس الأعمال «حوي» (2).
ويدل اسم معبد القرنة: معبد روح «سيتي مرنبتاح» في بيت «آمون» في غربي «طيبة» على أنه كان معبدًا جنازيًّا «لسيتي الأول»، ولا أدل على ذلك من وجود ستة متون باسمه، أو باسم «آمون «:
(1) «سيتي الأول» قد أقامه بمثابة أثر لوالده «آمون رع» رب «طيبة» … الكرنك، فعمل له قصرًا عظيمًا، وقدس أقداس فاخرًا للتاسوع المقدس، ومكان راحة لرب الآلهة في عيد واديه الجميل، وهو الذي أقامه له ابن «رع» «سيتي الأول» مثل «رع» أبديًّا.
(2) «سيتي الأول» عمله بمثابة أثر لوالده «آمون رع» ملك الآلهة، فأقام له بيت ملايين السنين في غربي «طيبة» قبالة «الكرنك» من الحجر الرملي الأبيض الجميل، وقد أقيم عاليًّا جدًّا وعظيمًا، وهو الذي عمله ابن «رع» إلخ.
(3) «سيتي الأول» أقامه بمثابة أثره لوالده «آمون رع» رب «طيبة» الساكن في معبد روح «سيتي مرنبتاح» في بيت «آمون» في «طيبة الغربية»، فصنع له بيت ملايين السنين من الحجر الرملي الأبيض الجميل، وهو مكان لظهور رب الآلهة ليشاهد جمال «طيبة»، وأبوابه من خشب الأرز الحقيقي المشغول بنحاس «آسيا»، وقد أقيم عاليًا شاسعًا.
(4) عمله «سيتي» إلخ. فأقام له قاعة شاسعة، ويضيء في وسط بيته، مكان لظهور تمثاله الفاخر في عيده الجميل «عيد الوادي»، والتاسوع العظيم المقدس للآلهة الذين في «جبانته المقدسة» قلوبهم راضية.
(5) لقد عمله بمثابة أثر لآبائه الآلهة والإلهات الذين يسكنون في المعبد المسمى «روح «سيتي مرنبتاح» في «بيت آمون» في غربي طيبة»، فأقام لهم قصرًا فاخرًا بمثابة بيت لقدس الأقداس للآلهة، وعندما يسكنون في قصره يكون «آمون رع» في المقدمة …
(6) عمله بمثابة أثر … إلخ … فأقام له بيتًا لملايين السنين على الشاطئ الغربي لطيبة قبالة «الكرنك»، من الحجر الرملي، وقد بني عاليًا وشاسعًا (3).
..............................................
1- راجع: Petrie History of Egypt III, p. 43.
2- راجع: Br. A. R., III, § 210.
3- راجع: Br. A. R., III, §§ 211–221.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|