أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2017
1752
التاريخ: 2024-03-08
1034
التاريخ: 2024-09-08
319
التاريخ: 2024-09-05
275
|
... كان من الصفات البارزة في أخلاق الفرعون «سيتي الأول» تحيزه الظاهر لمدينة العرابة، والآلهة الذين كانوا يُعبدون فيها، وقد حدثنا «مسبرو» عن مقدار هذا التحيز، فاستمع لما يقول: «إنَّا لا نعلم السبب الذي كان من أجله يميل «سيتي» إلى هذه البلدة ميلًا خاصًّا، فمن المحتمل أنه كان يملك فيها فيما مضى بعض الضياع، أو ربما كان يرغب في أن يظهر إجلاله الخاص لإلهها المحلي، وكان غرضه من إغداق الحمد له أن يجعل القوم ينسون أنه كان يحمل اسم الإله «ست» المتهم بقتل أخيه «أوزير» صاحب «العرابة«(1)، ومن ثم كان يعرف بإله الشر«. وقد يوجد سبب آخر لذلك الحب الظاهر للعرابة، وﻟ «أوزير» أكبر آلهتها، فعلى الرغم من أن «سيتي» كان ثاني ملوك أسرته، فإنه — كما أثبتنا من قبل — لم يكن من دم ملكي، ولكن مع ذلك كان ملكًا وابن ملك، وإن كان هذا اللقب الأخير لم يطلق عليه إلا بعد أن صار رجلًا مكتمل الرجولة. ومن المعلوم أن كل فرعون كان يتقمص صورة «حور» على الأرض، ولكن لما لم يكن موقف «رعمسيس الأول» من عرش الملك وطيدًا، ولم يكن من حقه أن يحمل هذا اللقب المقدس؛ فإن «سيتي» من جهة أخرى كان يعد نفسه «حور» بحق، وحاكم مصر الذي اعتلى مكانته الرفيعة على عرش والده، وربما كان غرض «سيتي الأول» الذي كان يحمل فيما مضى لقب الكاهن الأول للإله «ست» أن يبرز بجلاء علاقته السامية مع الإله «أوزير»، فترك إله أسرته وإلهه المحلي حبًّا في «أوزير» والد «حور»، ومن ثم عقد العزم بوصفه ابنًا بارًّا ﻟ «أوزير» على أن يمجد والده المحبوب؛ ولذلك كان من الطبعي أن يوجه عناية خاصة للعرابة المدفونة التي كانت تعد أقدس مكان لعبادته. والواقع أن الإنسان يشعر بروح الإخلاص الذي كان يسود كل نواحي معبد العرابة، ويلحظ أن الدافع الأول لإقامته هو وغيره من المباني الدقيقة كان الحب الطاهر المقدس لثالوث «أوزير «. ويدل ما لدينا من نقوش على أن «سيتي الأول» قد أصلح معبد «أوزير» القديم في العرابة، وكان قد تهدم في الأيام السود التي مرت على الآثار في عهد «إخناتون»؛(2) وكذلك أقام معبده الفاخر المسمى «بيت ملايين السنين من ماعت رع» للإله «أوزير» أولًا، وهو الذي كان يشمل محاريب لأهم آلهة البلاد الآخرين، كما فصلنا القول في ذلك. وكذلك أقام «الأوزيريون» أو ضريح «سيتي» كما أسلفنا. وقد جاء ذكر معبد أقامه على لوحة «نوري» يسمى: «بيت ملايين السنين من ماعت رع راحة القلب في العرابة»، وهو على ما نعتقد المعبد الكبير الذي تكلمنا عنه، هذا بالإضافة إلى المعبد الصغير الجميل الذي أقامه لوالده «رعمسيس الأول» في العرابة. ولكن إقامة المعابد، وحبس الأوقاف عليها كان يتطلب أموالًا باهظة؛ حتى تبقى على مر الأيام، وكرِّ الدهور، وبخاصة عندما نعلم أن التماثيل الفردية التي كانت في المعابد أو المقابر كانت على حسب الشعائر الدينية، تحبس عليها الأوقاف ليقدم لها القربان من ريعها الخاص، ولا شك في أن معبد «أوزير» القديم في العرابة كان له أوقافه الخاصة، غير أنها قد ضاعت في عهد الانقلاب الديني، ولا بد أنها قد أعيدت إليه في حكم «توت عنخ آمون»، أو «حور محب»، ولكن البناء الجديد الذي أقامه «سيتي الأول» كان لا بد له من أوقاف خاصة لحفظ بقائه؛ ولذلك نرى الفرعون قد أعطى عناية خاصة لهذا الأمر بنفسه. وقد وصل إلينا مرسومان عن هذه الأوقاف؛ أولهما: مرسوم «نوري» المؤرخ بالسنة الرابعة من حكم هذا الفرعون، وقد كان المقصود منه المحافظة على حقوق مؤسسة ملكية تُعرف باسم: «بيت ملايين السنين للملك من ماعت رع راحة القلب في العرابة»، وكذلك المحافظة على كل عقار الأفراد الذين لهم علاقة بهذه المؤسسة. ونعلم من مضمون متن هذا المرسوم أن هذه الملكية أو الضيعة على الرغم من أنها تابعة للعرابة فإنها كانت في مكان ما بالقرب من «نوري»، أو على أية حال كانت في بلاد النوبة.
...............................................
1- راجع: Maspero. The Struggle of the Nations pp. 379-380.
2- راجع: Griffith the Abydos Decree of Seti I, at Nuri; J. E. A., Vol. XIII, p. 206 ff.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|