أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2021
4229
التاريخ: 27-7-2022
1186
التاريخ: 31-5-2021
2870
التاريخ: 18-7-2022
1216
|
تؤثر العوامل الاجتماعية بجوانبها المختلفة في الزراعة بشكل مباشر وغير مباشر، حيث ينتج عنها مجموعة قيم واتجاهات تؤثر في الإنتاج والاستهلاك الزراعي. فعدد السكان وكثافتهم قد تؤثر في إنتاج محصول معين إذا كانت الشروط الطبيعية تسمح بذلك كما هو الحال في زراعة الأرز في جنوب شرق آسيا، حيث تسمح زراعته بتوفير العمل والغذاء لهذه الأعداد الكبيرة من السكان. وتؤثر الكثافة في نمط الزراعة السائد فالمناطق الكثيفة السكان تسود فيها الزراعة الكثيفة كما هو الحال في أوروبا والدول الأسيوية الكثيرة السكان ومصر وحول المدن الكبرى. بينما تسود في الدول القليلة الكثافة بالسكان الزراعة الواسعة مثل كندا واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية في سهولها الوسطى.
ويؤثر التركيب العمري للسكان في الزراع فهناك اختلاف كبير بين الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية في هذا المجال. ففي الدول المتقدمة تصل نسبة ممن هم في سن العمل إلى أكثر من %60 بينما تنخفض هذه النسبة إلى أقل من %50 ففي الدول التي ترتفع فيها نسبة صغار السن يذهب الجزء الأكبر من ميزانياتها إلى تأمين الخدمات الضرورية مثل المدارس والمستشفيات والمنازل فلا يبقى إلا جزءاً صغيراً لاستثماره في المجالات الإنتاجية المختلفة. وبذلك تظل هذه الدول تعيش في حالة مزمنة من الفقر.
ولقلة الأيدي العاملة الزراعية وارتفاع أجرتها دوراً سلبياً في الإنتاج الزراعي، فاستراليا مثلاً يمكنها زيادة الإنتاج الزراعي فيها إذا سمحت للعناصر غير البيضاءبالسفر إليها.
ويعاني الفلاح في الدول الفقيرة من مشكلات خطيرة تقف مانعاً في وجه تطوير الزراعة مثل الفقر والحالة الصحية السيئة وكثرة الأمراض وسوء التغذية وانتشار الأمية وتخلف التعليم والطرق التقليدية السائدة في الزراعة منذ وقت طويل وضعف الطموح والقدرة على المخاطرة واتخاذ القرارات والعادات والقيود الاجتماعية البالية والبطالة، بينما الفلاح في الدول المتقدمة لا يعاني من مثل هذه المشكلات. أي الدول النامية والفقيرة.
وأهم العوامل الاجتماعية المؤثرة في الزراعة هي الآتي:
1ـ الحالة الثقافية والصحية
لم يقف الإنسان مكتوف الأيدي تجاه العوامل المعرقلة لتطوير الإنتاج الزراعي، فأقام المدرجات لحماية التربة من الانجراف على السفوح والمنحدرات الجبلية، وإنشاء السدود الضخمة على الأنهار وشق قنوات الري وقنوات الصرف الزراعي، وأضخم قناة للري في العالم هي القناة العظيمة في الصين التي تمتد من مدينة بكين إلى خان تشاجو بطول 1782كم. والحالة الثقافية المتقدمة للفلاح تسمح له بمتابعة ما هو جديد في مجال الزراعة والاطلاع على الأبحاث والنشرات الزراعية والإرشادات ووسائل الإعلام المختلفة.
وتهتم الدول برفع مستوى الخبرات الزراعية عن طريق إرسال البعثات العلمية والاهتمام بالأبحاث الزراعية، ونتيجة التقدم العلمي والتقني في مجال الهندسة الوراثية تمكن الإنسان من استنباط أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية المختلفة ذات إنتاجية كبيرة ومبكرة النضج ومقاومة لبعض الأمراض والجفاف وتمكن من خلال التهجين استنباط سلالات حيوانية ذات إنتاجية مرتفعة وتلاءم البيئات المتنوعة.
وللحالة الصحية للفلاحين تأثيرا كبيرا في الإنتاجية الزراعية، وانتشار الأمراض المختلفة والمستوطنة مثل الملاريا والبلهارسيا في مناطق واسعة من الدول الثامية أثر في تقليل الإنتاج الزراعي، فهناك مئات الملايين من البشر مصابين بهذه الأمراض ومنها الإيدز، والتي تقلل من العمر المتوقع للإنسان وتقلل كفاءة العامل الزراعي. ومثال ذلك عند حساب العمالة الزراعية في مصر ترى هيئة الصحة العالمية استبعاد 25 منهم مقابل سوء الحالة الصحية بسبب مرضى البلهارسيا" والأنكلوستوما .
2ـ العقيدة الدينية
للعقائد الدينية تأثيرات عديدة في الإنتاج الزراعي والحيواني، والأبحاث التي أجريت حول علاقة الأديان وأثرها في الزراعة ما تزال قليلة. في العالم مئات المعتقدات الدينية، ولكن أشهرها وأكثرها انتشاراً هي الديانات السماوية المسيحية والإسلامية واليهودية والديانات غير السماوية مثل الهندوسية والبوذية والكونفوشية.
لقد حرم الإسلام لحم الخنزير وشرب الخمور، ولذلك لا تربى الخنازير في البلدان الإسلامية وإن وجدت فتقوم بتربية جماعات غير إسلامية. وللحم الخنزير أضرار كبيرة حيث ينقل الطفيليات والأمراض للإنسان لذلك ينصح بطهي لحم الخنزير جيداً قبل تناوله، كما أن لحم الخنزير ترتفع فيه نسبة الدهون حيث تغطي جسمه تحت الجلد طبقة دهنية سميكة.
وكان المذهب الكاثوليكي يحرم أكل اللحوم أيام الجمعة، وفي مناسبات دينية معينة، لذلك حل تناول لحم السمك بدلاً منها، وينتشر المذهب الكاثوليكي في بلدان حوض البحر المتوسط وهذا شجع استيراد لحم السمك من أوروبا الغربية وشجع على صيد الأسماك من البحر المتوسط. وتحرم العقيدة الدينية الهندوسية أكل لحوم البقر، حيث لا يجوز ذبح الأبقار وأكل لحومها أو حتى تسميد الأراضي بروثها. وبعض المتعصبين من الهندوس يمنعون بيع الأبقار خوفاً من وقوعها في أيدي من يذبحها. فالهند التي تمتلك مئات الملايين من الأبقار نحو أكثر من 10 من ماشية العالم نجد أن قسماً كبيراً من سكانها يعانون من قلة الغذاء ونقص البروتين. كما يستخدم أهالي راجستان الهندوس لبن الأبقار في الطقوس الدينية وهناك مقولة هندوسية تؤكد أن من يبيع لبن بقرته كمن يبيع ابنه ولكن بسبب الفقر الشديد لجأ أهالي راجستان منذ أكثر من أربعين سنة على بيع ألبان أبقارهم حيث تجمع الألبان من نح و 300 قرية وتنتقل إلى نيودلهي على بعد 500كم ونتيجة لذلك ارتفع مستوى دخل المزارع من 70 دولارا إلى 400 دولار سنويا عام .1983
ولقد شجع الإسلام على الزراعة وعدم ترك الأرض بدون زراعة كما منع قطع الأشجار إلا لمنفعة ظاهرة وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدع وللمحافظة على الثروة النباتية والحث على الزراعة قال رسول الله (ص): (ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.وأمر رسول الله (ص) بالمحافظة على الأشجار وعدم قطعها (من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبسا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار وقال رسول الله (ص) : ( إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها) وقد شجع الإسلام على إحياء الأرض الميتة حيث قال رسول الله (ص): (من أحيا أرضا ميتاً فهي له).
3ـ العادات والتقاليد
ما تزال المجتمعات التي تمارس الرعي تحتقر العمل الزراعي خاصة البد وقبل الإسلام كان عرب الجاهلية ينفرون من الزراعة، ويرى بعض الباحثين أن هذه الكراهية سببها قلة توافر المياه والمناخ القاسي الجاف وشبه الجاف. وفي الصومال حرم بعض سكان البادية والقرى الصغيرة على الساحل تزويج بناتهم للصيادين بسبب نظرتهم إلى صيد الأسماك على أنه حرفة من لا عمل له وأن حرفة الرعي أسمى أنواع الحرف وفي بعض الدول الإفريقية تربى الحيوانات من أجل دفع المهور والعظمة الاجتماعية فمكانة الفرد تقاس بما يملكه من عدد رؤوس الحيوانات وبذلك لم يعد لها أهمية اقتصادية تذكر. وتعود الفلاح في الدول الفقيرة على زراعة محاصيل معينة متبعا الطرق التقليدية القديمة. ويخاف من المخاطرة بزراعة محاصيل وسلالات جديدة بسبب الضعف المادي وعدم توافر احتياطي كافي له في حال فشل المحصول.ومن غير السهل تغيير العادات الغذائية عند الشعوب حتى عند حدوث المجاعة ومن الأمثلة على ذلك عندما تعرضت ايرلندا إلى مجاعة عام 1945 1946م حيث رفض سكانها شحنات الذرة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لأنهم تعودوا على تناول البطاطا وخبز القمح، وعندما حصل نقص في إنتاج الأرز في بنغلادش رفض السكان معونات القمح والذرة وأصروا على طلب الأرز، ويمكن للعادات والتقاليد أن تتغير بمرور الزمن وتغير الأوضاع الثقافية والاقتصادية، فالزراعة لم تعد تلك المهنة المعيبة كما وصفها ابن خلدون بالمذلة، فالشعوب التي كانت تحتقر العمل الزراعي أصبحت تقبل عليه
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|