أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28
751
التاريخ: 2024-05-09
713
التاريخ: 11-1-2017
2070
التاريخ: 2024-08-22
353
|
كانت أهم المصادر التي في متناول المؤرخ عن حروب «سيتي الأول» حتى عهد قريب تنحصر في سلسلة المناظر التي خلفها لنا على الجدار الشمالي الخارجي لقاعة العمد بمعبد الكرنك (1)، وتمتد رقعة هذه النقوش شرقًا على واجهة الجدار الشرقي من نفس هذه القاعة، وهذه المناظر تُعد من أقدم مناظر المواقع الحربية التقليدية التي مثلت أمامنا تمثيلًا صادقًا، وهي في الواقع من الذخائر الفنية التي خلفتها لنا مصر القديمة، ويبدو أن الغرض من هذه المناظر كان دينيًّا قبل كل شيء؛ ولذلك ينقصها الشيء الكثير من الوجهة التاريخية، وهي تصور لنا باختصار وإبهام على أقل تقدير ثلاث حملات عظيمة قام بها «سيتي الأول»؛ الأولى: حربه التي شنها على «شاسو» (البدو). والثانية: على اللوبيين. والأخيرة: على بلاد «خيتا». ولم نجد من هذه الحروب مؤرخًا إلا الحملة التي قام بها على «الشاسو» (البدو) في العام الأول من حكمه. وإذا ألقينا نظرة فاحصة على هذه المناظر التي نحن بصددها وجدناها — كما قلنا — لا توضح لنا حروب «سيتي الأول» من الناحية الفنية، بل من الناحية الدينية على وجه عام، وهذا ما نشاهده في توزيع المناظر على جدران المعبد؛ فنجد — مثلًا — الحوادث المختلفة التي وقعت في أثناء القتال قد صورت في مناظر متلاحقة متتابعة — لا وحدة مجتمعة كما سنشاهد في موقعة «قادش» في حروب «رعمسيس الثاني» — ينتهي كل منها عند باب المعبد؛ حيث تشاهد آخر صورة مثل فيها الفرعون يضحي بالأمراء الأسرى في حضرة «آمون» الذي ينسب إليه الفرعون انتصاراته؛ ولذلك يقدم له الغنائم التي عاد بها من حروبه المظفرة، وهذا هو نفس ما شاهدناه في حروب «تحتمس الثالث» منذ ثلاثين ومائة سنة مضت تقريبًا؛ إذ كان على الإله أن يمنح الفرعون القوة ليتغلب بها على الأعداء، وفي مقابل ذلك كان على الفرعون أن يقدم له الأسرى والغنائم التي غنمهما. ولا نشك في أن «سيتي الأول» كان يقلد «تحتمس الثالث» في كل شيء عن قصد لا عفو الخاطر؛ إذ سنرى بعد أن «سيتي الأول» كان يسير في وضع خططه الحربية عند القيام بحملاته على النهج الذي سار عليه «تحتمس الثالث؛ ولذلك نلحظ في الحال أن غرض «سيتي الأول» من حروبه في آسيا هو السيطرة التامة على موانئ الساحل الفينيقي، وتوثيق الصلة البحرية بين موانئ هذه البلاد ومصر، وبهذه الوسيلة كان في مقدوره أن يضمن وصول المؤن والنجدات في الحملات المقبلة التي تكون مرساها ساحل «فينيقيا» وموانيها، وهي التي تكون بمثابة قواعد حربية يمكنه أن يتحرَّك منها وإليها في داخل سوريا، وبخاصة إلى نهر «الأرنت». والواقع أننا نجد «سيتي» قد ترسم خطى «تحتمس الثالث» وتفاصيلها خطوة فخطوة، فكانت أول حملة قام بها في شمالي فلسطين مثل الحملة التي قام بها «تحتمس الثالث»، وكذلك نجده قد اخترق شمالي فلسطين على غرار الفاتح العظيم، وأخضع لبنان، وأخيرًا أخضع شاطئ «فينقيا» تمهيدًا لمهاجمة «قادش» مقلدًا كذلك «تحتمس «.
............................................
1- راجع: Br. A. R., III, § 80–156.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|