أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-03
584
التاريخ: 2024-08-11
499
التاريخ: 2024-06-06
740
التاريخ: 2024-11-24
142
|
وفي السنة الثامنة من حكم «إخناتون» وجدنا أن نقل البلاط قد نفذ تمامًا وأصبحت «إختاتون» العاصمة للملك. وهذه الحقيقة قد قُرِّرت بعبارة خاصة ظهرت في كثير من لوحات «تل العمارنة»، وهي كما يأتي: «وهذا اليمين (الخاص بالحدود) قد كُرر في السنة الثامنة من الشهر الأول من الفصل اليوم الثامن؛ فقد كان عرش الملك في «إختاتون» والفرعون (له الحياة والصحة والعافية) قد وقف ممتطيًا عربته العظيمة المصنوعة من السام يفحص لوحات الإله «آتون» التي أُقيمت على الجبل بمثابة الحد الجنوبي الشرقي للمدينة «إختاتون».» ويُعد تجديد هذا اليمين بمثابة الخطوة الرسمية النهائية لنقل مقر الملك. وعلى ذلك يكون العمل في تأسيس العاصمة قد بُدئ في العام السادس، وانتهى في العام الثامن. ويرجع الفضل في كشف النقاب عن تخطيط البلد القديم إلى البعثات الألمانية والإنجليزية التي حفرت هذه البقعة حفرًا علميًّا منظمًا. تكلمنا فيما سبق عن مميزات مدينة «إختاتون»؛ من حيث الطول والعرض، وعن السبب الذي دعا إلى تخطيطها على هذا النحو. فهذه البلدة العظيمة الطول الضيقة العرض قد وُضع تصميمها بشكل منسجم لا بأس به، وكانت تخترقها من الشمال إلى الجنوب ثلاثة شوارع رئيسية تقاطعها في زوايا قائمة شوارع أخرى تخترقها من الشرق إلى الغرب، وخلافًا لهذا النظام المستطيل الشكل لم يحاول المهندس واضع التصميم إيجاد انسجام في وضع المنازل التي كانت تختلف اختلافًا عظيمًا من حيث التخطيط، والظاهر أن فكرة تخطيط مدينة على طراز ممتاز لم يَدُرْ بخلد مهندسي «مدينة الأفق»، وذلك على الرغم من أنه كانت أمامهم قطعة أرض أخرى بكر يمكن تخطيطها على طريقة هندسية دقيقة. وربما يرجع السبب في ذلك إلى السرعة التي كان يتطلبها إنجاز المدينة وإعدادها، وكذلك حالَ هذا بين تقسيم رقعة المدينة إلى حي مساكن عمال، وآخر لمساكن عِلْية القوم والموظفين؛ فالتصميم الذي لدينا يدل على أن المساكن قد خُططت دون مراعاة توزيعها إلى مجاميع منسجمة؛ فبينا نرى منزلَ شريفٍ بفخامته وسِعَة أرجائه نجد منزلًا حقيرًا لعامل أو صانع قد لَاصَقَه، حتى ليخيل للإنسان في أيامنا أنها خُططت لتكون بلدة ديمقراطية، فالكاهن الأعظم يقيم في محاذاة صانع الجلود، والوزير بجوار صانع الزجاج، ويرجع السبب في ذلك إلى أن عظماء القوم عندما حلوا بالمدينة استولى كل منهم على قطعة عظيمة من الأرض ليقيم فيها قصره، ولكنه بعد أن أخذ ما يكفيه لبناء بيته تخلف بعد ذلك فضاء اتخذه العمال والصناع الذين وفدوا إلى المدينة لبناء منازلهم الصغيرة، ولم يكن لهم الخيار في أن يتخذوا أماكن أخرى لإقامة منازلهم؛ لئلا يبتعدوا عن المياه فيصبح نقلها عسيرًا عليهم.
شكل 1: تصميم منزل بمدينة إختاتون (تل العمارنة).
ومن المحتمل أن مدينة «إختاتون «(1) المقدسة لم تكن رائعة في منظرها لعدم انسجام مجاميع البيوت التي تتألف منها إذا قِيست بالمدن الحديثة، غير أن عدم التكافؤ هذا في المباني كان يعطيها بهجة خاصة وهي بهجة التناقض، وبضدها تتميز الأشياء، فإذا تصور الإنسان قصر الرجل العظيم بما فيه من أبهة وفخامة، وما يحيط به من عظمة وبهاء، ثم يرى في الوقت نفسه كوخًا حقيرًا لعامل وراء جدران هذه الحديقة، بدا الكوخ كأنه عش طائر صغير في أصل شجرة باسقة وارفة. والواقع أن قصور العظماء كانت منازل فسيحة الأرجاء بما فيها من ردهات زُينت جدرانها وأرجاؤها بما ينم عن ذوق سليم، هذا إلى حجرات عدة للسكن والنوم جُهزت بحمامات عظيمة ودورات مياه، وقد كان حجم البيت المتوسط من الطراز الأنيق في تلك المدينة المقدسة يتراوح بين 65 إلى 70 قدمًا مربعًا. وقد عُثر أخيرًا على بعض منازل أمكن لأحد المهندسين أن يكوِّن منها فكرة صحيحة عن البيت في عهد إخناتون، وسنفصل القول هنا بعض الشيء في وصف هذا البيت ومحتوياته ليأخذ القارئ فكرة عن البيت في عهد الأسرة الثامنة عشرة على وجه عام.
......................................
1- راجع هذا الفصل Peet and Woolley, “The City of Akhetaton”, p. 1ff.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|