أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-11
338
التاريخ: 2023-04-08
1330
التاريخ: 2024-10-01
189
التاريخ: 2024-05-28
638
|
أما حياة مصر الاقتصادية فهي على النقيض منها في البلاد المجاورة مثل «بابل وآسيا الصغرى»، فقد كانت ثروة البلاد ثروة زراعية من قديم الزمان، واستمرت كذلك في عصور التاريخ المصري كلها في أساسها. حقًّا قد لعبت المعادن الثمينة في اقتصاد البلاد دورًا هامًا؛ إذ كانت تستعمل في صور حلقات من النحاس وغيره بمثابة عُمْلة، ومع ذلك فإنها لم تكن تستعمل في التجارة الحكومية ولا في المعاملات الخاصة، بل في الواقع بقيت تستعمل مثل سلعة أخرى، كالحبوب والماشية. وكانت الموارد الطبعية تستعمل منذ أقدم العهود في التعامل لتسيير الأداة الحكومية، وكذلك في المبادلات التجارية بسهولة، كما تستعمل العملة الذهبية الآن، فكانت المرتبات تُدفَع عينًا من المحصولات على حسب مراتب الموظفين، وعلى حسب عدد المُستخدَمين والخَدَم الذين تحت إدارة كل موظف كبير من هؤلاء الموظفين، بما في ذلك الملكة ووصيفات القصر وأولاد الفرعون العديدين ورجال الحاشية الذين كان يجب إطعامهم، وكانت تُصرف هذه المرتبات من الذخائر التي كنزت في مخازن الحكومة. وكان الضباط العظام وكبار الموظفين وعدد عظيم من المحظوظين يبذل لهم الفرعون العطايا من الأراضي والعبيد كما كان يُقيم المعابد للآلهة، ويجزل لها العطاء، ويحبس عليها الأوقاف العظيمة. والواقع أن كل أراضي الدولة في الأصل، إذا استثنينا ممتلكات الآلهة، كانت ملكًا للفرعون، وهو الذي كان يَهَب مَن يشاء ويَحرِم مَن يشاء، ولا أدل على ذلك من أن يوسف — عليه السلام — لما دخل مصر، واتصل بالفرعون كان أول ما طلب منه أن يجعله على خزائن الأرض، مما يدل على أنها كانت كلها في قبضة الفرعون، على أنه قد جاء في إحدى لوحات «تل العمارنة» ما يُشير إلى وجود أملاك خاصة، وذلك عندما أراد أن يُقيم الفرعون «إخناتون» مدينته الجديدة على مكان لا يَملِكه أحد فقال: تأملوا! إن الفرعون له الحياة والسعادة والصحة، قد وجد أنها ليست ملكًا لإله ولا لإلهة ولا لأمير ولا لأميرة، وأنه ليس لمخلوق أن يدَّعِي ملكيَّتَها (Davies, “El-Amarna”, Vol. V,p. 29). على أن كل ذلك إذا حدث كان بطبيعة الحال من هبة الملك. والواقع أن نظام الحكومة المصرية كان يقتضي أن كل فرد في البلاد موظفًا أو غير موظف، كان يعيش من فيض الفرعون، وعلى ذلك كان كل فرد يسعى وراء كسب حظوته فينال الهبات التي كان هو وحده القادر على بذلها، وقد كانت الطريق لذلك سهلة أمام خُدَّامه الذين يخلصون في خدمته، كما كانت مفتوحة أمام جيش الموظفين الذين بهم تسير الأداة الحكومية التي يرتكز عليها كيان الدولة وبقاؤها، وقد كانت الطريق لشغل هذه الوظائف لا يفتح أبوابها إلا لأولئك الذين يتعلمون الكتابة والقراءة في المدارس. وقد كان التلميذ ينفق عمرًا طويلًا في التعلُّم كما كانت العصا أكبر وسيلة تستعمل لإتقان أسرار الكتابة ويستعملها المعلم بسخاء.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|