أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26
820
التاريخ: 2024-08-27
359
التاريخ: 2024-06-24
600
التاريخ: 2024-07-25
535
|
تدل النقوش التي ظهرتْ حتى الآن عن عهد الفرعون «أمنحتب الثالث» على أنه احتفل بعيد «سد» مدة حكمه ثلاث مرات؛ الاحتفال الأول منها في السنة الثلاثين، والثاني في السنة الرابعة والثلاثين، والثالث في السنة السادسة والثلاثين. وقد كَشف أخيرًا الدكتور «أحمد فخري» عن مقبرة أحد عظماء رجال عهد «أمنحتب الثالث» يُدعَى «خيروف» كشفًا تامًّا بعد أن ظلت لا يُعرف عنها إلا شيء يسير (راجع Gardiner and Weigall, “A Topographical Catalogue of the Private Tombs at Thébes”, 32; Porter and Moss “Bibliography”, I. p. 152; Brugsch, “Thesaurus”, PP. 1120-1121, 1190–94.& A. S. XLII. p. 29ff ). وتمدُّنا الرسوم والنقوش التي كُشف عنها حديثًا في هذه المقبرة بمعلومات جديدة عن هذا العيد الغامض، فلم يكن قد اتَّفق بعدُ علماءُ الآثار على معنى كلمة «سد»، غير أن الجمَّ الغفير منهم يُترجِمها «بالعيد الثلاثيني» على الرغم من أن هذه الترجمة لا تتفق مع الواقع. ويَظهَر أن عيد «سد» كان يُحتفل به لتتويج الفرعون من جديد غير تتويجه الأول عند تولِّيه مهامَّ المُلْك؛ إذ يُقال إنه في الأزمان العريقة في القِدَم كانت تُقام شعيرة خاصة قد وُجد ما يُماثلها في الأزمان الحديثة في بلاد غير مصر. فقد كان يُقتل فيها المَلِك اعتقادًا من القوم أنه لم يَعُدْ بَعْدُ يتَّصِف بالصفات اللازمة التي تؤهِّله للقيام بوظيفة المَلِك. وجرْيًا على هذه الفكرة كانت تُذبح الحيوانات المقدسة من وقت لآخَر، أو بعبارة أخرى بعد مُضِيِّ زمن محدد على عبادتها. على أن هذه العادة قد مُحِيت على كَرِّ الأيام، وتقدُّم أسباب العمران بالنسبة للملوك، ولكن التقاليد كانت تفرض تضحية الفرعون؛ ولذلك كان يُقام احتفال خاص يُتوهَّم أنه قد مات، ثم يُتوَّج هو نفسُه من جديد، وبهذه المناسبة كان يُقام سُرادِق لتتويجه، وكان يَبتدئ الاحتفال حسب الشعيرة المَرْعِيَّة، وكان لزامًا على الملك عندئذٍ أن يُغيِّر اسمَه ويتخذ لنفسه قصرًا جديدًا. ومن التقاليد التي تتصل بعيد «سد» كل المناظر التي يمثل فيها الفرعون ويجري أشواطًا في سباقات، وكذلك مناظر للرقصات الخاصة التي كان يرقصها أمام الإله، وكذلك مواكب أرواح الوجهين القبلي والبحري، وهم يحملون الفرعون على محفَّة كالتي نراها مثلًا في الأقصر على الجدار الجنوبي لحجرة الولادة. وفي هذا العيد يظهر الفرعون كذلك لابسًا تاج الوجه القبلي وتاج الوجه البحري، ومُزَمَّلًا في عباءة، وجالسًا فوق منضدة مرتفعة. ولقد حاول علماء الآثار واللغة المصرية القديمة كلُّهم تفسيرَ كُنْه هذه الأحفال الخاصة بهذا العيد فلم يجدوا لذلك سبيلًا. ولكن يَظهَر أن النقوش والصور التي كُشف عنها حديثًا في مقبرة «خيروف» تُلقِي بعضَ الضوء على أصل هذا العيد، وبخاصة في كونه عيدًا لإحياء فرعون كَرَّة أخرى. ولا أدلَّ على ذلك من الدور الذي تلعبه «سفينتا الشمس» في هذا العيد، ووظيفة «سفينتي الشمس» كما جاء في متون الأهرام هي أنها كانت تسير بالإله «رع» من الشرق عند ولادته في الصباح وتغرب به في الغرب في سفينة أخرى خاصة كان ينتقل فيها عند الأصيل. فتسير به في العالم السُّفْلِيِّ أو عالم الأموات مدة ساعات الليل، ثم يَظهَر في الشرق مرة أخرى، وينتقل إلى سفينة النهار عائدًا إلى الحياة كرَّة أخرى، وهكذا دَوَالَيْك. وقد كان للفرعون سفينتان مثل سفينتي الإله «رع» وُجِدتا منحوتتين في الصخر بجوار هرم «خوفو»، وكذلك بجوار هرم «خفرع» خلال الدولة القديمة ليعمل فيهما سياحته مثل «رع»، أو مع الإله «رع» (راجع كتاب The Solar Boats, “Excavations at Giza”, Vol. VI, Part I ). وتدل النقوش على أن هذا العيد كان ينتظم عدَّة احتفالات تُقام حسب تقاليد العصر ومعتقداته؛ ولذلك لا نجدها تجتمع كلها في منظر واحد على ما يظهر، أو في مكان واحد على الآثار التي بَقِيتْ لنا حتى الآن. والظاهر أنه كان يُنحت بعض هذه الاحتفالات وتُصور على جدران «المقبرة»، أو في المعبد حسب اعتقاد صاحب المقبرة التي ستُرسم فيها هذه الاحتفالات. ومن الجائز أن المساحة التي كانت تحت تصرُّف الرَّسَّام لها دخْل في رسوم مناظر هذا العيد. وقد تَرك لنا «خيروف» في مقبرته بطيبة الغربية منظرين خاصين بالاحتفالات التي كانت تُقام في هذا العيد، كلٌّ منهما يختلف عن الآخر، فالأول يُفسِّر لنا العقيدة الشمسية، والثاني يوضِّح لنا العقيدة الأوزيرية، وكلاهما يدل على الحياة ثم الموت ثم الحياة ثانية وهكذا. فالمنظر الأول خاص بالعيد الأول الذي احتفل به في العام الثلاثين من حكم «أمنحتب الثالث»، والثاني خاص بالعيد الثالث الذي أُقيم في العام السادس والثلاثين من حكمه أيضًا. وسنورد هنا وصفًا موجزًا لمناظر العيد الأول كما جاءت على جدران مقبرة «خيروف» السالف الذكر. (راجع A. S. XLII, p. 29ff ). فيُشاهَد على الجدار الشمالي من الجزء المكشوف حديثًا منظر في طرفه الأيمن يُرى فيه الملك مرتديًا لباس العيد «سد»، وبجانبه الملكة «تي» جالسَيْن، والإلهة «حتحور» واقفة خلفَهما، وهما يُشرِفان على توزيع الهدايا التي كانت تحتوي على أطواق من الذهب وطيور وسمك من الذهب أيضًا، هذا إلى أشرافٍ كان يمنَحُهم الفرعون عطفَه. والمشهد الثاني يَظهَر فيه الفرعون والملكة خارجَيْن من باب القصر المزدوج يتقدَّمهما عشرة كهنة، كلُّ واحد منهم يحمل رمزًا قديمًا مقدسًا مرفوعًا على عَلَم، وأمامهم طائفة من الأميرات يحمِلْنَ سلات ويلْعَبْنَ بالصاجات. وفي الطرف الأيسر من المنظر نرى صورة «سفينة الشمس» (مهشَّمة) يجرُّها عشرون من كبار موظفي القصر. وتدل النقوش الخاصة بهذه السفينة على أنها «سفينة الليل» (أي التي يغرب فيها الإله دلالة على الموت)، وهي من النوع العادي، وفي وسطها حجرة على هيئة محراب صغير. ويُشاهَد في مقدمتها ستارة منظومة من حبات خرز معلقة في نهاية السفينة، ويعلوها صورة الإله «حور» الطفل وثلاثة أوتاد. وفي وسط هذا المحراب يُشاهَد الفرعون واقفًا بملابس عيد «سد»، وفي يده السوط والقضيب المعقوف، ويُرى خلفَه صورة امرأة ربما تكون الملكة «تي». وأمام المحراب يُشاهَد خمسة أشخاص أولهما صاحب المقبرة «خيروف». والثاني والثالث يحمل كلٌّ منهما لقب «القاضي والوزير» (أي وزير الوجه القبلي ووزير الوجه البحري). أما الرابع فإن النقش الدالَّ على وظيفته وُجد مهشَّمًا، وخامسها يُشاهَد خلف المحراب محرِّكًا سكان السفينة. وأسفل هذا المنظر صورة هامة مثِّل فيها عذارى يرقصْنَ رقصة دينية، والنقش الذي يَصِف كل هذا المنظر يقول:
السنة الثلاثون الشهر الثاني من فصل الصيف السابع والعشرون من حكم جلالة «حور»، الثور القوي المشرق مثل العدالة، معطي الحياة ملك محبوبه «أمنحتب» حاكم طيبة معطي الحياة ملك الوجه القبلي والوجه البحري (نب ماعت رع) (رب العدالة رع)، ابن الشمس محبوبه «أمنحتب» حاكم طيبة معطي الحياة، لقد ظهر الملك عندما أُقيم الاحتفال بعيد «سد» عند باب قصره الكبير المزدوج وسمح للأمراء بالدخول في إيوانه، كذلك أقارب الملك الذين كانوا على رأس الشعب وهم أقارب الفرعون، وموظفو سفينة الشمس، ومديرو القصر، والأشراف الملكيون فكوفئوا بذهب الثناء في صور طيور وسمك مصوغة من الذهب، وخُلِع عليهم ملابس من نسيج «سسفو» ونسيج «وازو»، ثم صفوا في الموكب (كلٌّ على حسب درجته) ثم أكلوا بعد ذلك خبز الإفطار وقربان الفرعون، وبعد ذلك أُمروا بالذهاب إلى بحيرة جلالته ليجدفوا في السفينتين الملكيتين، وأمسكوا بأمراس مؤخرة سفينة الليل (مسكتت) وأمراس مقدمة سفينة النهار (معنزت) ثم جرُّوا الجالس على العرش العظيم ووقفوا على دَرَج سُلَّم عرش جلالته، وقد عُمل ذلك على حسب ما في السجلات القديمة، ومنذ القِدَم لم يحتفل القومُ بعيد «سد» احتفالًا يُضارِع هذا … وهذا المتن الهام يَضَع أمامنا بوضوح الدور الذي كانت تلعبه كل من سفينتي الشمس في عيد «سد». والظاهر أن الفرعون كان بعدَ إقامة الولائم وبذْل العطايا للمُصْطَفَيْنَ الأخيار من بين أشرافه ورجال بلاطه يسير في موكب إلى البحيرة المقدسة، ولا بد أن تكون في هذا الوقت هي البحيرة التي حفرها «أمنحتب» للملكة «تي» في الجهة الغربية من «الأقصر»، أو تكون بحيرة المعبد بالكرنك وهو المرجح، وفيها ينزل الفرعون في سفينة الشمس الخاصة بالليل وهي التي تمثِّل الموت، ثم في سفينة النهار كلٌّ بدورها، ويجرُّها الموظفون، وهم فئة خاصة يسمَّوْن موظفي سفينتي الشمس. ولما كان عيد «سد» هو رمز موت الفرعون وإحيائه كما قدمنا، فالغرض إذن من هذا المنظر هو أن الفرعون كان ينزل أولًا في سفينة الشمس الليلية، وهذا الحادث يمثل موتَه وتوحيدَه مع «إله الشمس» المتوفَّى. وبعد أن يطوف حول البحيرة كان ينتقل إلى سفينة النهار وهذا رمز لولادته من جديد مثل إله الشمس عندما تشرق في الصباح، ثم يطوف حول البحيرة، وفي هذه الحالة كان العظماء الذين يجرُّون السفينة يُعتبَرون رمزًا للنجوم الثابتة التي لا تغيب؛ (النجم القطبي) والكواكب السيارة، أما الأشخاص الذين كانوا في السفينة مع الفرعون فيمثلون الآلهة الذين يكونون مع إله الشمس في السفينة. ومعنى كل هذا أن الملك هو ابن إله الشمس، وكان يلعب كل الأدوار التي تمثل حياة هذا الإله الذي يُولَد في الصباح في الجهة الشرقية من السماء ثم يغيب في الجهة الغربية؛ أي يموت ليعود للحياة ثانية مولودًا جديدًا في الجهة الشرقية من السماء، وهذا ما يُرمز إليه عند الاحتفال بعيد «سد «. بَيْدَ أنه وُجد في الرسم الذي صَوَّر مناظرَه «خيروف» على جدران مقبرته في عيد «سد» الثالث حلقة ثانية في إحياء الفرعون كرة أخرى، أو بعبارة أخرى عقيدة ثانية في موضوع إحياء الفرعون تختلف عن العقيدة السابقة. وذلك أن العقيدة السابقة تمثل حياة الفرعون بحياة إله الشمس «رع» في السماء أو العقيدة الروحية. أما العقيدة التالية فتمثِّل حياته وموته بوصفه «أوزير» إله الموتى، أو بعبارة أخرى تمثل حياة الطبيعة المحسة التي تحيا ثم تموت ثم تحيا، وهكذا دواليك، وذلك على حسب زيادة النيل؛ فتحيا الطبيعة بحياته ثم تموت وتتجدد ثانية … ولقد كان «أوزير» بخاصة يُعَدُّ في قديم الزمان ملكًا حكم على الأرض مدة ثم مات ثم أُعيد للحياة كرة أخرى وبقي يحكم في عالم الأموات. وقد رُسم منظر هذا العيد على الرواق الشمالي لمقبرة «خيروف»، فيُشاهَد في نهاية الطرف الأيسر الفرعون «أمنحتب الثالث» ومعه الملكة «تي» وكلاهما جالس على عرشه تحت مظلة فخمة. ويُلاحَظ أن العرش الذي تجلس عليه الملكة «تي» مزيَّن برسم «بوالهول» وهو يطأ تحت قدميه أعداء من السودانيين والآسيويين كما هي العادة. ولكن لما كانتِ الجالسة على العرش امرأة فإن صورة «بوالهول» تمشِّيًا مع ذلك مُثِّلت برأس امرأة، وكذلك الأعداء اللائي تطؤهن تحت قدميها أو المُصَفَّدات في الأغلال جاءت مناظرهن في صور نساء. ويقف أمام الملك والملكة «خيروف» صاحب المقبرة ويحمل لقب «الكاتب الملكي» ولقب مدير بيت الملكة «تي» وهو يقدِّم آنية من الذهب وقلائد للفرعون، ويشاهد كذلك أن الجزء الأعلى من صورة «خيروف» قد مُحي محوًا تامًّا، وفوق صورته نقش يصف تقديم الحُلِي ويشمل قلائد من اللَّازَوَرْد وحُليًّا من الذهب. ويلاحظ أن جزء الجدار الذي خلف «خيروف» مقسم ثلاثة صفوف بعضها فوق بعض، وكلٌّ منها يشمل صورة «خيروف» يسير خلفه شخصان آخران، وأمام كل مجموعة منهم مَتْن مؤلَّف من سطرين أفقيين، غير أن الصور والمتن كليهما قد مُحي ولم يبقَ منها جميعًا إلا المتن الذي في الصف الأعلى، وهذه المتون تتحدث عن الدور الذي كان يقوم به «خيروف» في هذا الاحتفال بعيد «سد«. ففي المتن الأول نقرأ: السنة السادسة والثلاثون. استعراض السمار الوحيدين، أمام عيد «سد» الثالث لجلالته بوساطة الأمير الوراثي والسمير الوحيد عظيم الحب والكاتب الملكي، مدير بيت الزوجة الملكية العظيمة «تي». ومن ذلك نفهم أن «خيروف» كان يقوم بدور رئيس التشريفات في هذا الحفل. وخلف هذا المنظر نجد على الجدار منظرًا آخر مقسمًا أربعة صفوف بعضها فوق بعض، أعلاها واسع والثلاثة الأخرى ضيقة، وكلها تمثل الشعائر المختلفة لهذا العيد. في الصف الأعلى نشاهد «أمنحتب الثالث» واقفًا أمام تمثال «زد» الذي يمثل هنا الإله «أوزير» (ومعنى الكلمة: الثبات). وهذا التمثال يقف في محراب. وقد كُتب على الجانب الأيسر من العرش: «إني أقدِّم الغذاء، إني أقدم لك الطعام.» وفي داخل المحراب الذي تقف فيه صورة الإله «زد» نُقشت ستة أسطر أمام صورته هي:
إنه يعطي الحياة كلها والسرور كله والصحة كلها «أوزير» المسيطر على معبد «سكر» العظيم ملك الأحياء، والذي يثوي في ساحة جدران هذا الإله بعد إقامة «زد». وخلف تمثال «زد» هذا ثلاثة أسطر هي: الحماية والحياة كلها تحيط بك مثل «رع».» وعلى حافة المحراب: «لك الحياة والثبات والعافية والحكم على عرش «جب» (الأرض)، أنت يا أيها الكائن الطيب «وننفر» يا ابن «نوت» الذي يُقِيم في حجرة من بيته.» (يعني «أوزير»). ثم يأتي بعد ذلك مشهد إقامة تمثال «زد» الذي يُرمز به للإله «أوزير» (والمنظر مهشَّم) فيُرى أمام «أوزير» شخصان يقدمان فروض الطاعة والخضوع، وهما كاهنان يُلقَّب كلٌّ منهما بلقب «عمود أمه» ويلاحظ أن العمود «زد» منحنٍ نحو اليسار يسنده رجل، والحبل الذي يشد به العمود له طرفان أحدهما في يد الفرعون والثاني في أيدي ثلاثة من أقاربه. وأمامهم رجل راكع يحمل في يده قربانًا مؤلَّفًا من خبز وجِعَة، وأمامه مائدة عليها قربان من الخضر والفاكهة والأزهار، ونُقش على العمود متن مهشَّم، نستطيع أن نفهم منه أن الفرعون يرفع العمود «زد» من الأرض. وفوق الحبل النقش التالي:
رفع العمود «زد» الفرعون نفسه لتضيء الأرض بعيد «سد» الثالث. وكُتب فوق الكاهنين المنحنِيَيْن نقش مُحي أوله، ويَظهَر أن هذين الكاهنين كانا مكلَّفَيْن إعطاء الملابس، وليقفا على أقدامهما لعمل الحفل بإقامة تمثال «زد» أمام الفرعون. ونُقش أمام الملك ما يأتي: «رفع تمثال «زد» الملك نفسه ليعطيه الحياة مثل «رع» مخلدًا «. ويقف خلف الملك زوجه «تي»، ونُقش أمامَها: «الزوجة الملكية العظيمة محبوبته «تي».» ويُشاهَد خلفَها موكب مؤلَّف من الأميرات اللائي كن مشتركات في إقامة تمثال «زد»، كما يدل على ذلك النقش الذي يفسر المنظر. الأحفال: خصصت ثلاثة الصفوف التي أسفل منظر إقامة عمود «زد» لتوضح الأحفال المختلفة التي كانت تَقِيمها الكهنة والكاهنات في هذا المعبد. فالمنظر الأول يبتدئ من اليسار ويُشاهَد فيه ثلاث غانيات يصفقن بأيديهن وأمامهن عشرة كُهَّان يرقصن بأوضاع مختلفة في جماعات، وقد كُتب بين جماعتين منهن «هذا الرقص يُعمل أمام تمثال «زد».» ويُرى أيضًا أربعة من هؤلاء الكهنة يغنون أغنية كُتبت أمامهم. موكب القرابين: هذا المنظر يبتدئ بمغنِّيَيْن يصفقان على أيديهما ويغنيان أغنية كُتبت عليها أمامهما، وتتألف من أربعة سطور. وخلف المغنيين أربعة من حاملي القرابين وكلهم من أقارب الفرعون، ونُقش فوقهم إحضار الجِعَة والخضر وكل الأشياء اللذيذة الطاهرة إلى روح بتاح «سكر» عمود «أوزير «. أما المتن الذي أمام المغنِّينَ الأربعة فهو: فتح الباب على مصراعيه للإله «سكر رع» في السماء لتجديد ضوء «آتوم»؛ لأجل أن نرى الضوء في الأفق، ولأجْل أن تملأ الأرضين بجمالك مثل السماء، وأنك ترسل أشعتك مثل «تحنت» (حجر براق لامع) مثل وقت ولادتك ومثل «آتوم» في السماء. وخلف حاملي القرابين نشاهد طائفة من الرجال يرقصون رقصة حركاتها مثل حركات الراقصين في المنظر الأول. وهم كذلك مقسمون جماعتين، وقد كُتب في وسط الجماعتين التفسير التالي: «إقامة هذا المحفل في يوم … إقامة «زد» «أوزير» الفاخر أما التمثال الفاخر لبيت الإله «سكر «. « الصف الثاني: يوجد في هذا الصف منظران؛ الأول: للغناء والرقص، والثاني: يمثل الحرب بالعِصِيِّ وسيقان البردي. ويبتدئ المنظر الأول منهما بصورة غريبة في بابها تشتمل على ثماني مغنيات، الاثنتان الأوليان منهن تضربان على الدفِّ، والباقيات يصفِّقْنَ بأيديهن، ويصحبهن المتن التالي: «مغنيات ومغنون لإقامة الشعائر والاحتفالات لنصب تمثال «زد».» ويلاحظ أن أربع راقصات يلبسْنَ ملابس رأس تُشبه التقيات الحالية لاصقة برؤوسهن ويقمن برقصة استعملن فيها حركات بالجسم والأقدام والأذرعة، وقد نقش بينهن متن جاء فيه: «نساء أُتِي بهنَّ من الواحات لإقامة تمثال «زد».» غير أنه من المستحيل علينا أن نفهم لماذا أُحضِرْنَ من الواحات. وقد يحتمل أن الواحات الواقعة في غربي مصر لها علاقة بالأحفال الخاصة بإحياء «أوزير»، غير أن هذا يدل دلالة واضحة على العلاقة التي كانت بين الواحات وسكان مصر نفسها. وبعد هؤلاء الراقصات نشاهد كهنةً مرتِّلِين، يرقصون بأوضاع مختلفة، ثم كهنة يتحاربون، فبعضهم يتشاجر بقضبان بأيديهم في أوضاع مختلفة، وآخرون يتضاربون بسيقان البردي، وهم يمثلون أهل بلدة «ب» بالدلتا، وبلدة «دب» (بوتو) وغيرهم. الصف الأسفل: وتستمر الاحتفالات في الصف الأسفل، وهو الصف الثالث والأخير، ويمكن تقسيمه ثلاثة أقسام؛ أولها: الجزء الذي في النهاية الشمالية من المنظر، ويمثل «خيروف» يتبعه بعض الموظفين الذين يحملون أشياء خاصة، والجزء الثاني: يمثِّل السفن المحمَّلة بالقرابين. أما الثالث: فيمثَّل فيه الثيران والحمير التي تطوف أربع مرات حول جدران «منف» وقد كُتب عليه: «طوافها حول جدران «منف» أربع مرات في هذا اليوم الذي يُنصب فيه عمود «زد» الفاخر للإله «بتاح سكر أوزير».» ومِن كل هذا يمكننا أن نفهم أن هذا الاحتفال بإقامة عمود «زد» هو رمز لإحياء الفرعون بعد موته، أو بعبارة أخرى تتويج الفرعون من جديد. كما تُوِّج أوزير من جديد على عالم الأموات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|