المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



السعادة ومعرفة الخير والشر  
  
744   11:05 صباحاً   التاريخ: 2024-04-20
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 271 ـ 272
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/9/2022 1602
التاريخ: 8-2-2022 2726
التاريخ: 28-4-2017 2931
التاريخ: 2023-08-16 1155

إذا أراد الإنسان أن يصل إلى السعادة الحقيقية والكمال الذي يليق به يجب ان يعرف خيره وشره في جميع الأمور المادية والمعنوية، الجسمية والنفسية، الظاهرية والباطنية، الشخصية والإجتماعية، الدنيوية والأخروية، لكي يتجنب الشر ويتجه نحو الخير، ويصل بالتالي إلى التكامل.

لا يوجد إنسان مهما كان مثقفاً وعالماً يحيط بفكره جميع الحسنات والمساوئ، ويقف على الحق والباطل في جميع الشؤون البشرية. إن مثل هذه المعرفة الواسعة لا يمكن أن تكون إلا بالهداية التشريعية الإلهية، وبهداية من أنبياء الله (عليهم السلام).

إن نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) قد جمع ذلك في جملة قصيرة قالها في اجتماع حضره جمع من أقاربه: (إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة) (1).

إن مسألة الأخلاق هي أحد الأركان الأساسية لسعادة الإنسان. إن من يطلب التكامل لا بد أن يعرف الأخلاق الحسنة والسيئة جيداً، ويميز بين الفضائل والرذائل، ويتخلق بالأخلاق الحسنة، ويبتعد عن مذمومها.

إن القسم الأعظم من التعاليم الإسلامية يتعلق بالمسائل الأخلاقية ومعرفة الصفات الحميدة والرذيلة. لقد بعث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ليعلم الناس مكارم ومحاسن الأخلاق، ويوضح لهم الصفات الحميدة والذميمة، ويجعل المجتمع يتخلق بالأخلاق الطيبة.

عن علي (عليه السلام) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (بعثت بمكارمِ الأخلاق ومحاسنها) (2).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (بعثت لأتمم مكارمَ الأخلاق) (3).

إن مكارم ومحاسن الأخلاق مؤثرة في جميع الجهات المعنوية والمادية للناس، فبعض الصفات سبب لتوثيق العلاقات الإجتماعية إذ يبعث على تحسين هذه العلاقات. والبعض الآخر من الصفات له تأثير في السمو المعنوي والتكامل النفسي. وقسم آخر من الأخلاق له فوائد ومنافع من جوانب اخرى.

ومن حيث المجموع إن الهدف الأساسي للإسلام من مكارم ومحاسن الأخلاق هو وصول الإنسان إلى السمو والتكامل المعنوي والمادي، وتأمين صلاح وسعادة الشخص، فردياً واجتماعياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 6، ص 164.

2ـ المصدر السابق، ص 346.

3ـ سفينة البحار، مادة (خلق)، ص 410. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.