المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

كسب حق التصرف ما بين الاحياء
2-8-2017
الأمان
19-8-2017
أنواع التلوث المائي - المفاعلات النووية
4-8-2019
عطاء بن مصعب المَلَط
26-06-2015
بريون Prion
22-9-2019
كيفية دخول المبيدات إلى جسم الإنسان
27-9-2016


الإمام علي (عليه السلام) الشاهد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
955   01:27 صباحاً   التاريخ: 2024-04-14
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص123-124
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال السيوطي بتفسير قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) من سورة هود :

" أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي قال : ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ )[1] رسول الله على بينة من ربه ، وأنا شاهد منه "[2].

وروى الحمويني باسناده عن زاذان قال : " سمعت عليّاً يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كسرت لي وسادة - يقول : لو ثنيت - فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وأنا اعرف له آية تسوقه إلى جنة أو تقوده إلى نار .

فقام رجل ، فقال : ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك ؟ قال : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على بينة من ربه ، وأنا الشاهد منه أتلوه : أتبعه "[3].

وروى القندوزي باسناده عن ابن عباس وعن زاذان كليهما عن علي ، قال :

" إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان على بينة من ربه وأنا التالي الشاهد منه "[4].

قال الرازي : " المراد هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه والمعنى انّه يتلو تلك البينة . وقوله ( منه ) أي الشاهد من محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعض منه "[5].

وروى الطبري بسنده عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال : " قال علي رضي الله عنه : ما من رجل من قريش إلاّ وقد نزلت فيه الآية والآيتان فقال له رجل : فأنت فأيّ شئ نزل فيك ؟ فقال علّي : أما تقرأ الآية التي نزلت في هود ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ "[6].

وقال الخازن " الشاهد علي بن أبي طالب . وقوله ( منه ) يعني من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والمراد تشريف هذا الشاهد وهو علي لاتصاله بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم "[7].

 

[1] سورة هود : 17 .

[2] الدر المنثور ج 3 ص 324 .

[3] فرائد السمطين ج 1 ص 338 رقم 261 .

[4] ينابيع المودة ، الباب السادس والعشرون ص 99 .

[5] التفسير الكبير للفخر الرازي ج 17 ص 201 طبع المطبعة البهية المصرية .

[6] جامع البيان عن تأويل آي القرآن لمحمّد بن جرير الطبري ج 12 ص 5 مطبعة البابي الحلبي بمصر .

[7] لباب التأويل في معاني التنزيل لعلي بن محمّد البغدادي المعروف بالخازن ج 2 ص 40 طبع دار المعرفة بيروت .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.