أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-07
409
التاريخ: 2023-07-23
1141
التاريخ: 2024-08-11
561
التاريخ: 2024-06-26
689
|
والواقع أنها منذ موت والدها كانت سيدة الأرضين، أولًا مع أخيها «تحتمس» الثاني الذي كان لا حول له ولا قوة، والآن مع ابنتها الطفلة وابن أخيها «تحتمس» الثالث، وما دام شريكاها لم يبلغَا الحلم، فقد كانت الحاكمة المطلقة في البلاد، ومع ذلك كانت تشعر في قرارة نفسها بأنه لو فُحِص موضوعها بعين العدل بوصفها الوارثة الشرعية لعرش والدها «تحتمس» الأول، لكانت هي الحاكمة المطلقة للبلاد شرعًا من بادئ الأمر، مع أن الفرق بين ما في يدها وبين ما تطمح إليه هو في اللقب وأسلوب الملكية، وقد منعته التقاليد فحرمه النساء، ولم تغتصبه امرأة منذ حكم الملكية «نفرو سبك» في أواخر عهد الأسرة الثانية عشرة. والواقع أن تولِّي المرأة حكمَ البلاد المصرية كان من الأمور النادرة جدًّا، فقد ذكر لنا هردوت في كتابه عن مصر (الفصل الثاني الفقرة المائة) أن من بين الملوك الذين حكموا مصر وعددهم 330 ملكًا، وهم الذين قرأ له أسماءهم أحدُ كهنة منفيس من كتابٍ لم يكن بينهم إلا ملكة واحدة تُسمَّى «نوتكريس»، وهي التي تولَّتِ العرشَ بعد قتل أخيها، وقد ذكر لنا «مانيتون» أنها آخِر ملوك الأسرة السادسة، وكذلك ذكر لنا «أرستاتونيس»، وجاء في ورقة «تورين» أيضًا أنها الخلف الثاني للملك «بيبي» الثاني، وقد كانت مدة حكمها عامًا واحدًا، ويقع تاريخ حكمها في نهاية عهد هام من التاريخ المصري؛ إذ بانقضاء مدة حكمها ينتهي عهد مملكة «منف»، وعلى الرغم من أن هذه الملكة كانت صاحبة شهرة فيما بعدُ في التقاليد المصرية، فإنه لم يصل إلينا شيء قطُّ عن حكمها، غير أن قائمة الملوك التي في متناولنا تحتوي ثلاث ملكات يحملن لقب ملكات شرعيات لبسن التاج. ففي نهاية الأسرة الثانية عشرة نجد الملكة «نفرو سبك» أو «نفرو سبك شدتي» أخت الملك «أمنمحات الرابع» قد تولَّتِ الحكم بعد وفاته (راجع الجزء الثالث من مصر القديمة)، وقد جاء ذكرها في ورقة «تورين» بوصفها ملكة تحمل لقب ملك مصر، أما الملكتان الأخريان اللتان ذكرهما «مانيتون»، فيقع حكمهما في الأسرة الثامنة عشرة، والظاهر من المعلومات التي وصلتنا حتى الآن أن «مانيتون» قد خلط في ترتيبهما التاريخي؛ إذ يقول لنا إن أولاهما قد جاءت في أواخر الأسرة الثامنة عشرة وسمَّاها «أكرفيس« Kerphs، وأنها ابنة الملك «هوروس» والخلف الثاني للملك «أمنحتب» الثالث، ولا بد إذن أن تكون إحدى بنات «أمنحتب» الرابع، غير أن كلتيهما كانت تحمل لقب الزوجة الملكية، ولكن قائمة الملوك «بسقارة»، وقائمة «العرابة» لم يذكرَا لنا اسمَيْ هاتين الملكتين، وكذلك لم يُذكَر فيهما اسم الملكة «نفرو سبك»، يضاف إلى ذلك أن «مانيتون» قد ذكر لنا ملكة تولَّتْ حكم البلاد في وسط عهد الأسرة الثامنة عشرة، وأنها كانت خلف الفرعون «أمنوفيس» الأول الذي حكم البلاد عشرين سنة وسبعة أشهر، وقد حكمت إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر، ثم جاء بعدها الملك «تحتمس» (أي: تحتمس الثالث). ولا نزاع في أن «مانيتون» يقصد هنا على الرغم ممَّا في قائمته من الخلط والارتباك «الملكة حتشبسوت» = (سيدة النساء الشريفات)؛ (1) ومن ذلك يرى القارئ أن حكم النساء كان نادرًا جدًّا في مصر، ولم تعترف به القوائم الرسمية كما ذكرنا. ومع ذلك نجد أن «حتشبسوت» كانت على وشك أن تخطو الخطوة الثانية لتقفز بها إلى عرش الملك رسميًّا، وكان «سنموت» في هذا الموقف يغضي بصره أو يتجاهل ما تريده «حتشبسوت»، بل من المرجح جدًّا أنه كان محرضًا فعَّالًا لها؛ إذ لا يمكن للمرء أن يتصوَّر نجاحها في مثل هذه المؤامرة الجرئية، دون أن يكون مدير خاصتها وبيتها له فيها النصيب الأوفر، بل كيف كان يمكن حدوث تعدٍّ على حقوق هذين الطفلين الملكيين دون اتفاق المربي الأعظم للملكة «نفرو رع» ورضائه التام، أو كيف كان يمكن إقامة أي مبنى في معبد «آمون» على يد غاصب بغير اتفاق ورضى من مدير المباني، وقد كان «سنموت» يشغل كل هذه الوظائف الضخمة، وقد كان مصيره في النهاية أن يقع عليه انتقام «تحتمس الثالث»، والواقع أنه في مثل هذه الأحوال لا يمكن تبرئته من الاشتراك في هذه السياسة المعوجة التي كانت تسير في تنفيذها سيدته التي رفعته إلى تلك المكانة العلية؛ غير أن السؤال الهام الذي يتساءله المرء عن سبب اتخاذ «سنموت» هذه الخطة: أكان ذلك لافتتان «سنموت»، أم كان طموحًا منه إلى مرتبة أعلى ممَّا وصله، حتى إنه ضرب بكل تقاليد القوم عرض الحائط؟
......................................
1- راجع: Sethe, “Das Hatshepsut Problem” , p. 1. Ff
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|