المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

[آخر الناس وأقربهم عهدا بالنبي (صلى الله عليه واله)]
22-10-2015
تبليغ سورة براءة
20-4-2022
Simplex Method
19-12-2021
منشأ العرب.
2024-08-14
مبادئ تطبيق العلاقات العامة
2023-04-27
اُذْكُرُوا انْقِطَاعَ اَللَّذَّاتِ وبَقَاءَ اَلتَّبِعَاتِ
29-9-2020


نحو حملة وطنية لتحقيق محو الأمية البيئية  
  
786   09:24 صباحاً   التاريخ: 2024-03-20
المؤلف : د. صبحي عزيز البيات
الكتاب أو المصدر : التربية البيئية
الجزء والصفحة : ص 116 ــ 117
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016 2482
التاريخ: 2023-08-16 1454
التاريخ: 20-1-2016 1657
التاريخ: 2023-09-19 1078

يشير أستاذ هندسة البيئة المساعد - ساطع محمود الراوي - مركز بحوث البيئة بجامعة الموصل، الى إنتشار أنواع عديدة من الأميات في مجتمعاتنا المعاصرة، وخاصة في الدول النامية ودول العالم الثالث، فهناك الأمية التعليمية، والأمية الثقافية، والأمية الوظيفية.. ومن الأنواع التي يجب إضافتها إلى أنواع الأمية أعلاه ما يطلق عليه (الأمية البيئية). فهذه الأخيرة بدأت تترك بصماتها على المجتمع من خلال الآثار السلبية التي يخلفها الجهل بقوانين وأنظمة هذا النوع من الأمية، كالأمراض، وتلوث الماء، والضجيج، والمواد المشعة، وتلوث التربة وتدهور الأراضي، واستنفاد الموارد الطبيعية، وغير ذلك من قائمة طويلة.

وعلى عكس بقية أنواع الأمية المذكورة، والتي بدأت تتضاءل في المجتمعات شيئا فشيئا، أخذت الأمية البيئية تزداد وتتسع انتشارا مع سبق الإصرار والتعمد. وإذا كانت تلك الأميات يتصف بها أفراد عاديون وبسطاء، فأن الأمية البيئية تلتصق بكافة شرائح المجتمع وأطيافه، من متعلمين وغير متعلمين، وتنتشر بين المثقفين، ورجال السياسة، وبين مدراء الدوائر، وأصحاب رؤوس الأموال، وبين الصحفيين، وبين أساتذة الجامعة، وكبار الأدباء، وبين القادة والمرؤوسين، على حد سواء...

من هنا، تبرز اهمية تنمية القيم البيئية لدى الجميع، لخلق سلوكيات إيجابية نحو البيئة. ولعل المدخل إلى هذا الجانب يأتي من طريقين: يكمن أولهما - في الإيمان بان لكل فرد في المجتمع دوره، بدء من الطفل في المدرسة، إلى كبار السن، ومن الأميين إلى كبار المتعلمين، ولا يمكن تجاهل سلوكه تجاه البيئة. أما الطريق الثاني - فيرتبط بتبني منهاج التربية البيئية في التعليم في مختلف مراحله الابتدائية والثانوية والجامعية بهدف زرع القيم البيئية وبلورة فهم صحيح للبيئة وتنمية الوعي بها وبأبعادها المحيطة بالإنسان (1).

حيال هذا، جاء مفهوم الوعي البيئي والتربية البيئية ليسد الفراغ في جهل الإنسان ولتبصيره بالمفاهيم البيئية، وليعمل على تقوية السلوك الفردي باتجاه حماية هذه البيئة لما فيه مصلحتهما معا. إن التوعية البيئية هي المقياس الحقيقي لتقدم الدول وحضارتها. والعالم ليس فقط بحاجة إلى التقدم العلمي والتقني، لكنه أيضا بحاجة ماسة إلى صحوة الضمير، ونبذ الأنانية وإتباع عقيدة الله في نفسه ومجتمعه.. يتبين مما تقدم أن البيئة وعناصرها هي أمانة الحاضر والمستقبل ويجب أن تكون هذه الأمانة مسئولية مشتركة تفرض على كل مواطن أن يتصرف في ضوء التزامه بالمصالح العامة فلا تقف مهمته عند حدود بيته أو مكان عمله بل تمتد وتنتشر لتشمل حدود كل بيت وكل مكان عمل، بل تستوعب كل موطئ قدم في الأرض التي يحيا عليها. إن توضيح المفاهيم البيئية للناس عامة يعد أمرا ضروريا وذا أهمية بالغة بهدف التأكيد على تفاعل البيئة الأرضية وتنمية الشعور الأخلاقي بان من واجب البشر جميعا، بصرف النظر عن أهوائهم وعواطفهم واتجاهاتهم، العمل على أنهم سكان كوكب واحد وعالم واحد والتخطيط لعمل عالمي في هذا المجال. ومثلما أخذ الإنسان منذ فجر التاريخ أن يحمي نفسه تجاه البيئة، يتوجب عليه اليوم أن يحمي البيئة من سلوكياته وتصرفاته تجاهها ومما يفعله بها (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ساطع محمود الراوي، نحو حملة وطنية لتحقيق محو الأمية البيئية، (البيئة والحياة)، العدد الرابع، آيار 2006.

2- ساطع محمود الراوي، في سبيل توعية بيئية، (البيئة والحياة)، العدد الخامس، حزيران 2006. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.