أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-03
790
التاريخ: 2024-02-22
873
التاريخ: 2024-11-17
182
التاريخ: 2024-08-06
518
|
والآن ننتقل إلى نقطة عويصة في تاريخ الهكسوس لم تُبحَث حتى الآن بطريقة علمية منظمة، وهي وجود عنصر الهكسوس في مصر في عهد الأسرة الثانية عشرة، قبل أن يغزوا البلاد جملةً، وسنرى أن المواد الأثرية التي كُشِف عنها قد لعبت دورًا هامًّا في كشف النقاب عن الجواب على هذه المسألة، والواقع أن وضع تاريخٍ متصلِ الحلقات مهما كان سليمًا في نظرنا، لا بد أن يعتمد في خطاه الأولى على المواد الأثرية، على أن الأهمية التامة لذلك لا يمكن تحقيقها إلا إذا كان هذا التسلُّل مؤرخًا بطريقة ما، ثم تحقيقها على ضوء ما يقابله بالنسبة للأقطار المحيطة، ونحن هنا سنعالج موضوعًا خارجًا عن حدود عهد احتلال الهكسوس لمصر، وهو العهد الذي ينحصر على ما يظهر من المتون المصرية بين عامَيْ 1750 و1580ق.م؛ وإذا فحصنا اتجاه حركة هجرة الهكسوس، رأينا من الواضح أنهم قد استوطنوا سوريا وفلسطين قبل أن يحتلوا البلاد المصرية، ولكن السؤال الهام هو: ما مقدار السرعة التي احتُلَّتْ بها هذه الأماكن؟ والجواب على ذلك يتوقف على طريقة الغارة التي قام بها هؤلاء الغزاة، هل كان هجومًا خاطفًا مخربًا، أو كان تقدُّمًا جاء تدريجًا وعلى مهل، ولكن بقوة متزايدة ذات مفعول محس؟ ولا نزاع في أن طريق فحص مثل هذا الموضوع مليئة بالأحابيل التي تستلزم اليقظة والانتباه التام، وسنفرض أولًا أن الفخار والحصون والأشكال المعدنية، والمواد الأخرى التي ذكرناها فيما سبق كلها دلائل تحدثنا عن وجود الهكسوس في البلاد، وقد زعمنا أن كل فخار «تل اليهودية» وكذلك كل الفخار والأشياء الأخرى التي توجد معه، متصلة بالهكسوس، وكذلك اعتبرنا الثقافة الجديدة الخاصة بعصر البرنز المتوسط، وهو ذلك العصر الذي يختلف اختلافًا يكاد يكون تامًّا عن التقاليد الثقافية لعصر البرنز الأول؛ لأنه جاء عن طريق الشعب الجديد وهم الهكسوس؛ فإذا حاز هذا الرأي قبولًا حسنًا فإنَّا نكون في حلٍّ من أن نحاول تأريخ بقايا آثار الهكسوس كما وجدناها في سوريا وفلسطين ومصر. عندما وجد علماء الآثار طراز أواني «تل اليهودية» لأول مرة عدوه من إنتاج الأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة، ولم يكن مفهومًا وقتئذٍ أن هذه الأواني من إنتاج عصر الهكسوس، ولكن عندما عُرِفت صلتها بالهكسوس فيما بعدُ، تنحَّى العلماء عن اعتبارها معاصرة للأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة؛ وذلك لأن عصر الهكسوس قد خلف سقوط الدولة الوسطى، وقد كانت المؤثرات السياسية والثقافية تُعتبَران إلى حدٍّ بعيد متعاصرتين، أي إنهما تقعان في عهد واحد؛ فمثلًا نجد الأستاذ «بيت« peet يحدثنا بالبيان التالي عن أواني «تل اليهودية»: أما فيما يتعلق بتاريخ هذه الأواني المحززة فليس فيه صعوبة كبيرة؛ إذ لا أعرف مثالًا واحدًا من عهد الأسرة الثانية عشرة.(1) ولا شك في أن هذا الدفاع كان طبيعيًّا للغاية بالنسبة لمعلومات الوقت الذي قيل فيه، ولكن منذ أن كتب الأستاذ «بيت» ما كتبه، ظهر في جو الكشوف الأثرية براهين جديدة في متناول الباحث الآن، وهي التي على ضوئها أصبح من الممكن إعادة فحص المواد القديمة التي سبق الحكم عليها خطأً، وفي الصفحات التالية سنستعرض البراهين الخاصة بهذا الموضوع كما وجدناها في مواقع أثرية تمتد ما بين نوبيا وسوريا.
.........................................
1- راجع: Naville and Peet, “The Cemetries of Abydos II”, (London 1914). p. 68
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|