أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-13
1014
التاريخ: 2024-11-11
221
التاريخ: 2024-06-01
757
التاريخ: 2023-07-27
1166
|
ولما كانت قصة الكشف عن بقايا هذا الفرعون، وما دُفِن معه في تابوته من الحوادث العظيمة في تاريخ علم الآثار المصرية وتأسيسه في مصر، لم نَرَ بدًّا من تلخيصها هنا؛ إذ إنها في الواقع تكشف لنا أمورًا كثيرة عن أحوال مصر في تلك الفترة من تاريخها، وكيف كان ينظر ولاتها لآثارها وتراثها الخالد، وذلك أنه في ربيع عام 1857 ميلادية كان الأمير «نابليون» ابن عم الإمبراطور «نابليون» الثالث، عائدًا من رحلة في المحيط المتجمد، ولما كان هذا الأمير مصدر قلق ومضايقة دائمة لابن عمه الإمبراطور، فقد كان الأخير لا يردُّ له طلبًا يقتضي رحلة خارج فرنسا؛ ولذلك لم يتردَّد طرفة عين في إجابة مطلبه في القيام برحلة إلى الشرق، ولا تزال رحلة الأرشدوق «مكسمليان» النمساوي في النيل ترنُّ في الآذان وموضوع حديث علية القوم؛ ولم يكن الأمير «نابليون» يرغب في منافسة الأرشدوق وحسب، بل يريد أن يفوقه في الحصول على مجاميع أثرية أهم من التي حملها إلى النمسا، وعندما وصل إلى «سعيد باشا» والي مصر خبر هذه الزيارة المزعومة، عقد العزم على أن يظهر لسمو زائره الإمبراطور كل مظاهر التجلة، ومراسيم الاحترام التي يستطيع إبداءها؛ ولذلك أرسل في الحال إلى «مريت» باشا الذي كان ملحقًا «بمتحف اللوفر» وقتئذٍ بالحضور إلى مصر في أكتوبر سنة 1857 في إرسالية مدتها ثمانية أشهر، وقد رغب سعيد باشا في أن تكون كل خطوة يخطوها الأمير في زياراته جهات القطر ينبت فيها من الآثار ما يسرُّ عينَ الأمير، ويملأ قلبه غبطةً وعجبًا. واقتصادًا في وقت الأمير، أمر «سعيد» باشا «مريت» أن يصعد في النيل، ويقوم بأعمال الكشف عن الآثار، ثم يدفنها ثانية في الأماكن التي سيمرُّ بها الأمير في رحلته، وقد أعدَّ المال اللازم لتلك الأعمال من جيب كلٍّ من «سعيد باشا» والأمير «نابليون»، وكذلك خصص الوالي يخته لذلك، وأصدر الأوامر إلى المديرين لتقديم ما يلزم من الأيدي العاملة، وفي هذه اللحظة كان «هنريخ بركش» قد وصل إلى مصر، فكلَّفَه «مريت» بالاستعداد للقيام معه بأعمال الحفر، وقد قامت فعلًا الكشوف الأثرية على قدم وساق في «الجيزة» و«سقارة» و«العرابة المدفونة» و«طيبة» و«إلفنتين»، وقد كشف فعلًا عن مجموعة عظيمة من الآثار الهامة، غير أن الأمير الذي من أجله قامت هذه الاستعدادات لم يحضر لاعتبارات هامة. وفي فبراير سنة 1858 طلب إلى «مريت» العودة إلى عمله الرسمي «بمتحف اللوفر»، ولكنه كان وقتئذٍ قد رسم لنفسه خطة البقاء في مصر ليبني مستقبله العلمي بها، وقد اتخذ فعلًا الخطوات الأولى المؤدية إلى ذلك، فقد كان يعرف ميول الأمير «نابليون» إلى عمل مجموعة أثرية ليضعها في قصره؛ ولذلك عرض عليه عن طريق سكرتيره أنه إذا أخَرَّ موعد سفره إلى فرنسا، فإنه يكون في استطاعته أن يستولي له من «سعيد باشا» على بعض هدايا من التي كانت أُعِدَّت لرحلته التي لم تنفذ، فأُجِيب «مريت» على طلبه هذا بأن الأمير يكون سعيدًا جدًّا إذا حصل على مجموعة لا تكون نفاستها من ناحية قيمتها العلمية، بل يرغب في بعض مجوهرات وتماثيل صغيرة، ونماذج من الفن المصري، مع إيضاحات عن كيفية الكشف عنها. وقد وافَقَ الوالي على ذلك ورجا «مريت» أن ينتخب من الآثار كل ما يروق في عين الأمير ويرضيه، ويضعها تحت تصرُّفه دون مقابل، ولم يَبْقَ على «مريت» بعد ذلك إلا أن يرتِّب أمرَ الحصول على سفينة بدون أجر لهذا الأمير المقتصد، وفي مقابل هذه الخدمات يستعمل هذا الأمير نفوذه لتعيين «مريت» مأمورًا للآثار المصرية بالقطر المصري، وقد تم له ما أراد، وبذلك أصبحت مصلحة الآثار المصرية في عالم الوجود.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|