أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-11
1219
التاريخ: 2024-09-01
388
التاريخ: 2024-01-30
995
التاريخ: 2024-07-17
564
|
هذا وقد عُثِر في أوقات متفرقة على جعارين نقش عليها أسماء بعض ملوك لم تكن معروفة لنا من قبلُ، وقد تحقَّقَ بالدرس أنها لملوك من «الهكسوس»، ومع ذلك فإن هذا الكشف لم يحل لنا مسألة التسلسل التاريخي لأولئك الملوك، وهي المسألة التي يجدُّ المؤرخون للوصول إليها، هذا فضلًا عن أن كشفها لم يُضِفْ شيئًا ماديًّا لفهم عصر أولئك الغزاة. ولكن من جهة أخرى نجد أنه قد حدث بعض التقدُّم في إماطة اللثام عن أحوال العصر المظلم الذي تلا سقوط الأسرة الثانية عشرة؛ إذ قد أصبح من المسلَّم به على وجه عام أن العصر الذي يقع بين الأسرتين الثالثة عشرة والسابعة عشرة كما لخَّصَه «مانيتون» لا يمكن أن تكون الأحوال قد سارت فيه سيرها الطبيعي، بل كان عصر تقلُّبات وقلاقل، ولم تنسجم فيه أمور البلاد إلا غرارًا؛ فقد استوطن ملوك الأسرة الثالثة عشرة مدينة «طيبة»، وسيطروا في بداية الأمر على البلاد كما ذكرنا آنفًا (حوالي عام 1788ق.م) من الدلتا حتى الشلال الثاني، (1) وقد ظلت الأحوال في البلاد تسودها السكينة والنظام حتى نهاية عهد رابع ملوك هذه الأسرة، وعلى أية حال نجد أن خامس ملوك هذه الأسرة، الذي كان يحمل اسم «يوفني» كما جاء في «ورقة تورين»، قد دُوِّن بصورةٍ تختلف عن طريقة تدوين أسماء الملوك المتبعة (2).
الأسرة الرابعة عشرة: أما الأسرة الرابعة عشرة فكما ذكرنا كانت عاصمتها بلدة «سخا» (اكسيوس) من أعمال الدلتا، على حسب ما جاء في «مانيتون»؛ والظاهر أنها كانت وليدة تمزُّق شمل الدولة بعد بداية الأسرة الثالثة عشرة مباشَرةً، وبعبارة أخرى كانت كلٌّ من الأسرة الثالثة عشرة والرابعة عشرة معاصرة لزميلتها، فالأولى كان مقرها مدينة «طيبة»، والثانية كان مقرها مدينة «سخا» من أعمال الدلتا. وعلى الرغم ممَّا يحيط بمعلوماتنا من إبهام وغموض عن هذا العصر، فإنه مما لا ريب فيه أن أول أسرة أسَّسَها «الهكسوس» — أي الأسرة الخامسة عشرة — قد قامت على حساب الأسرة الرابعة عشرة، أما الأسرة الثالثة عشرة التي كانت لا تزال قائمة في «طيبة»، فإن شواهد الأحول تدل على أن أواخر ملوكها كانوا خاضعين لنفوذ «الهكسوس»، فقد ذهب الأستاذ «إدورد مير» إلى أن «نحسي» ثالث ملك من أواخر ملوك الأسرة الثالثة عشرة ووالده، كانَا تابعَيْن لملوك «الهكسوس «.(3) أما عن الوقت الذي أسَّسَ فيه «الهكسوس» الأسرةَ الخامسة عشرة في بلدة «أواريس» وعبادة الإله «ست»، فإن المعلومات الجديدة التي لدينا عن هذا الموضوع ترتكز على تفسير الأستاذ «زيته» للوحة «أربعمائة السنة»، التي عثر عليها أولًا «مريت» في «تانيس» في منتصف القرن الأخير،(4) وهي التي كشف عنها ثانيًا الأستاذ «مونتييه» منذ بضع سنين، بعد أن بقيت مطمورةً في الرمال مدة طويلة،(5) وكذلك على ما ألقاه من الضوء الأستاذ «ينكر» في مقاله عن «بحر نفر» أحد كبار رجال الدولة في عهد الأسرة الرابعة، وقد أبان فيه حقيقة عبادة الإله «ست» في «أواريس»، ولما كان موضوع عبادة «ست» مرتبطًا بعيد «أربعمائة السنة» الذي كان قد أُقِيم احتفالًا بهذا الإله، رأينا أن نبحث هنا موضوع علاقة الإله «ست» بالهكسوس، ثم علاقته بلوحة أربعمائة السنة، وكذلك نبحث مسألة عبادة هذا الإله في عهد الأسرة الثالثة عشرة في «أواريس»، وأخيرًا لا بد من تحقيق أن «تانيس» هي نفس «بررعمسيس»، وبذلك يمكن فهم المعنى الحقيقي للوحة «أربعمائة السنة»، وموقف الإله «ست» وعلاقته بالهكسوس والمصريين.
.......................................
1- راجع: Breasted, “A. R.” I. §§ 751-752
2- راجع: Gauthier, “L. R.” II, p. 7
3- راجع: Gesch. II. §§ 305 & 316. ff.
4- راجع: Rev, d’Arch. N. S. XI. (1865) Pp. 169–90
5- راجع: Montet, “La Stele de l’An 400”, Kemi IV. (1933) Pp. 191–215
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|