أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-05
418
التاريخ: 2024-08-22
331
التاريخ: 2024-02-15
1014
التاريخ: 2024-04-09
908
|
لقد ظل موضوع علاقة الإله «ست» بالهكسوس من الموضوعات الغامضة، إلى أن أجلى معمياته الأستاذ «ينكر» في مقال رائع عن نقوش مقبرة العظيم «بحر نفر»؛ أحد كبار رجال الدولة في أوائل الدولة القديمة، وقد عُثِر على قبره في «سقارة«،(1) وقد برهن الأستاذ «ينكر» في مقاله هذا على أن الإله «ست» كان الإله المحلي لبلدة «سترت« Strt، وهي سترويت Sethroite في العهد الإغريقي، الواقعة في الشمال الشرقي من الدلتا، كما يعتقد ينكر، وعلى ذلك كان لإثبات وجود عبادة هذا الإله منذ هذا العهد السحيق في القدم في هذه الجهة أثر في تغيير الآراء التي كانت معروفة عن موقف هذا الإله بالنسبة لعلاقته «بالهكسوس» تغيرًا أساسيًّا؛ ولا غرابة في ذلك، فقد كان المعتقد حتى قبل هذا الكشف الذي وُفِّقَ إليه الأستاذ «ينكر» أن الهكسوس هم الذين جلبوا عبادة «ست» إلى هذه الجهة؛ لأنه كان موحدًا مع معبود لهم، كما كان يزعم كل علماء الآثار، ولكنا نعلم الآن أن الهكسوس لما اجتاحوا البلاد وتسلَّطوا عليها، وجدوا عند استيطانهم فيها أن الإله «ست» كان هو المعبود المحلي للبقعة التي أقاموا فيها تحصينات عاصمتهم العظيمة التي اتخذوها بمثابة نقطة الاتصال بين أجزاء دولتهم الضخمة، وهي التي كانت تضم بين جوانبها مصر وفلسطين وسوريا، وقد كان مثل أولئك الفاتحين كغيرهم ممَّن غزوا أرض الكنانة؛ اعتنقوا الديانة المصرية القديمة على إثر دخولهم البلاد، فلا عجب إذن أن يختار غزاة الهكسوس الإله المحلي للبقعة التي ألقوا فيها عصا تسيارهم، وبنوا فيها عاصمة ملكهم؛ إلهًا لهم، وهو الإله «ست»؛ وقد اتخذوه حاميًا لدولتهم الجديدة، وعلَّلَ البعض اختيارهم لهذا الإله بما يوجد بين «ست» هذا وبين إلههم «بعل» أو الإله «تشب» من تشابه في الصفات. حاكم البلاد الأجنبية في شيء من هذا، بل كل ما فعلوه أنهم نقلوا الإله المحلي القديم وهو «ست» إلى عاصمتهم الجديدة وعبدوه، وهذا الرأي أقرب للفهم من أنهم كانوا يبحثون عن إله حامٍ ينتخبونه من بين جماعة الآلهة المصريين، ليُوضَع جنبًا إلى جنب مع إله قبيلتهم، وسيظل مقدار مدى الأهمية التي كان يتوقف عليها اختيار الإله «ست» وما بينه وبين إله الغزاة الفاتحين من روابط وصفات خفية مشتركة؛ من الموضوعات المغلقة التي لا يمكن الفصل فيها؛ وذلك لأن الهكسوس على ما يظهر، وكما سنرى بعدُ، كانوا خليطًا من أجناس متباينة ممَّا جعلنا نجهل حقيقة كل شيء عن آلهتهم أو الإله المرشد لقبيلتهم. حقًّا نعلم أن كلًّا من الإلهين «بعل» و«تشب» قد وحد بالإله «ست»، ولكن ذلك قد حدث في عصور متأخرة عن عصر الهكسوس، ومع ذلك يبقى علينا أن نوضح بجلاء أن الإله «ست» كان في عهد الهكسوس هو إله الفاتحين الأجانب، والواقع أنه بوصفه إله الحرب قد ظهر فيه بعض الصفات المشتركة بينه وبين آلهة الآسيويين، ممَّا حبَّبَ فيه الهكسوس.
....................................
1- راجع: Junker, “Phnfr” , A. Z. Vol. 75. Pp. 63–84
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|