أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-10-2018
1073
التاريخ: 14-10-2018
759
التاريخ: 8-3-2017
1373
التاريخ: 25-1-2019
1113
|
هناك لغز طال أمده في الكيمياء، فحين يتحد الصوديوم والكلور ينتجان مادة جديدة تمامًا هي كلوريد الصوديوم؛ حيث لا يبدو أن العنصرين المتحدين قد بقيا على حالتهما الأصلية، من منظور بصري على الأقل. تلك هي ظاهرة الارتباط أو الاتحاد الكيميائي، التي تختلف بوضوح عن الخلط أو المزج الفيزيائي بين مسحوق الكبريت وبرادة الحديد على سبيل المثال. فمن الأمور المحيِّرة في حالة الاتحاد الكيميائي أن نفهم كيف تبقى العناصر المتحدة في المركب. وتزداد هذه القضية تعقيدًا في لغات عدة، ومنها اللغة الإنجليزية؛ إذ نستخدم لفظ element (أيْ عنصر) لنعبِّر عن المادة المتحدة، مثل الكلور حين يوجد في كلوريد الصوديوم. والآن نقول إن الشيء الذي يشكِّل الأساس لكلٍّ من غاز الكلور غير المتحد، بلونه الأخضر، والكلور المتحد؛ يُسمَّى أحيانًا أيضًا element، والآن تصير لدينا ثلاثة معانٍ أو مدلولات لنفس اللفظ أو المصطلح الكيميائي الرئيسي لوصف المواد التي يُفترض أن يصنِّفها الجدول الدوري.
المعنى الثالث للفظ element كما ذكرنا توًّا قد أُطلِقت عليه أسماء مختلفة هي: «العنصر الميتافيزيقي»، و«العنصر التجريدي»، و«العنصر المتسامي»، وحديثًا أُطلِق عليه اسم «العنصر كمادة أساسية». هذا هو العنصر باعتباره حاملًا تجريديًّا للخواص، ولكن تعوزه بعض الخواص الظاهرية مثل لون الكلور الأخضر، وفي نفس الوقت يقال عن الكلور الأخضر إنه «عنصر في صورة مادة بسيطة».
حين أحدث أنطوان لافوازييه ثورةً في الكيمياء في أواخر القرن السابع عشر، كان أحدَ إسهاماته تركيزُ الاهتمام على العنصر كمادة بسيطة؛ أيِ العنصر في صورة معزولة، وكان الهدف من هذا أن يحسِّن علم الكيمياء بتخليصه مما يحمله من أعباء ميتافيزيقية زائدة، وكانت بالفعل خطوة كبيرة للأمام؛ فصار الآن يتعيَّن اعتبار العنصر أساسًا الخطوةَ النهائية في فصل مكونات أي مركب، فهل قصد لافوازييه أن ينحِّي جانبًا المعنى الأكثر تجريديةً وفلسفيةً للعنصر؟ هذه نقطة نقاش ونظر، ولكن من المؤكد أن هذا المعنى بدأ يتراجع وراء معنى العنصر الذي يمكن فصله.
ومع ذلك، لم ينسَ علماء الكيمياء المعنى الأكثرَ تجريديةً للعنصر تمامًا. كان مندليف أحد أولئك الذين لم يفهموا هذا المعنى فحسب، بل أخذوا على عاتقهم أن يُعلوا من شأنه. في واقع الأمر، صرَّح مندليف مرارًا وتكرارًا أن المنظومة الدورية تُعَدُّ في الأساس تصنيفًا لهذا المعنى الأكثر تجريديةً للفظ «العنصر»، وليس بالضرورة العنصر الأكثر ماديةً الذي يمكن فصله.
السبب الذي دعاني إلى إثارة هذه القضية هو أن مندليف حين تسلَّح بهذه الفكرة، استطاع أن يحظى بوجهة نظر أعمق من الكيميائيين الذين حصروا أنفسهم في العناصر التي في صورة معزولة؛ فهذا الأمر منح مندليف احتمالية أن يذهب إلى ما وراء المظاهر السطحية، فإذا لم يظهر على عنصر معين أنه ملائم داخل مجموعة معينة، فبإمكان مندليف أن يعوِّل على المعنى الأكثر عمقًا للفظ «العنصر»؛ ومن ثَمَّ فبإمكانه إلى حدٍّ ما أن يتجاهل الخواص الظاهرية للعنصر كمادة معزولة أو بسيطة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|