أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-18
920
التاريخ: 31-10-2016
3876
التاريخ: 2024-02-06
817
التاريخ: 2024-02-24
890
|
مرض عفن الجذور الأرميلاري
Armillaria root disease
ينتشر مرض عفن الجذور الذي يسببه الفطر .Armillaria sp في كل المناطق المعتدلة والاستوائية من العالم. وتشمل عوائله مئات الأنواع من الأشجار والشجيرات بما فيها الكرمة. إذ يهاجم أشجار الفاكهة والغابات، كما يصيب الحور، والجوز، والزان، والسنديان، وأشجار المخروطيات، وغيرها. ويعيش الفطر المسبب لهذا المرض إما متطفلا Parasite على الأنسجة الحية للمضيف، أو رميا Saprophyte على الأخشاب الميتة. ومن أهم الأنواع المعروفة المسببة لهذا المرض النوع Vabl ex FR.) Karst)Armillaria mellea من الرتبة Agaricales التابعة لصف الفطريات الدعامية Basidiomycetes. وتعتبر هذه الفطريات من المكونات الطبيعية للغابات حيث تعيش على الجذور الثخينة، والأجزاء السفلية لجذوع المخروطيات، والأشجار ذات الأوراق العريضة.
يسبب هذا الفطر تعفنا مميتا للأشجار أو يضعف نموها، حيث أن هذه الفطريات تهاجم وتقضي على الأشجار التي كانت سابقا مضعفة نتيجة التنافس، أو الإصابة بآفات أخرى، أو نتيجة للظروف البيئية غير المناسبة. ويصيب هذا الفطر أيضا الأشجار السليمة، فإما أن يقضي عليها كليا، أو يضعفها ويجعلها عرضة لهجوم فطريات وحشرات أخرى.
الأسماء الشائعة:
يأخذ الفطر Armillaria، والمرض الذي يسببه عدة أسماء شائعة مثل: عفن الجذور الشبيه بشريط الحذاء Shoestring root rot نسبة لتركيبات الفطر الشبيهة بالجذور، والتي تعرف بالجدائل الفطرية Rhizomorphs، والتي تستخدمها هذه الفطريات كوسيلة انتشار. ومن المسميات التي أطلقت أيضا: الفطريات العسلية Honey mushroom، والغاریقون العسلي Honey agaric، وفطريات عفن الجذور Mushroom root rot، أو مرض الغاریقونات Toadstool disease نسبه للثمار الدعامية التي يشكلها. وترد عادة المخروطيات على الإصابة بإفراز سیل وفير من المواد الراتنجية، وعندما يكون العائل هو السنديان تسمى غالبا فطريات الأرمیلاریا بفطريات السنديان Oak fungi.
الأعراض والتشخيص:
بما أن هذه الفطريات تصيب عادة الجذور، فإن الكشف عنها يكون صعبا قبل أن تكون ثمار الفطر قد ظهرت حول قاعدة الأشجار، أو قبل أن تصبح الأعراض واضحة على التاج، أو على الجزء السفلي من الساق. وتختلف الأعراض التي تظهر على التاج في المخروطيات إلى حد ما عن الأعراض التي تظهر على الأشجار ذات الأوراق العريضة. وبشكل عام يتوقف نمو البراعم والأوراق، وتظهر أعراض شحوب على المجموع الورقي حيث يصبح أصفر ثم أسمر ويجف، ثم تموت الفروع موتا تراجعيا.
في حالة الأشجار المصابة بشكل خفيف أو الأشجار القوية، تظهر الأعراض على التاج خلال عدة سنوات قبل موتها. وتنتج غالبا المخروطيات، وبشكل خاص التنوب واللارکس، أكوازا أو مخاريطا أكثر من إنتاجها الطبيعي، وذلك قبل موتها بفترة قصيرة حيث تعرف بمخاريط الإجهاد.
أما في حالة الأشجار شديدة الإصابة أو الضعيفة، فإن الأعراض تظهر على التاج بشكل سريع، حيث تظهر أعراض شحوب على المجموع الورقي، وتموت الأشجار غالبة خلال عام واحد.
يجب الانتباه إلى أن الأشجار المتأثرة بفترة جفاف طويلة، أو المهاجمة بالقوارض أو بسوس القلف أو بفطريات أخرى، وبشكل خاص تلك التي تتطفل على الجذور، يمكن أن تبدي أعراضا على انتاج مشابهة لتلك التي يسببها الفطر .Armillaria sp . لذا نحن بحاجة لدليل إضافي لتشخيص هذا المرض، وهذا الدليل موجود غالبا على الجذور أو على الجزء السفلي من الساق. ففي معظم المخروطيات، تكون المناطق المصابة من الجزء السفلي للساق متسعة إلى حد ما، وتفرز كميات كبيرة من المواد الراتنجية، وتصبح عادة الأجزاء المصابة من الجذور مغطاة بكثافة بالمواد الراتنجية، وحبيبات التربة، وأحيانا بأنسجة الفطر. وبالمقابل، فإن الأجزاء المصابة من الجذور عند الأشجار عريضة الأوراق تظهر أحيانا تقرحات غائرة مغطاة بقلف متحلل مع وجود إفرازات صمغية أو إفرازات أخرى، ولكن غالبا ما تكون هذه التقرحات غير واضحة.
وعند نزع القلف المغطى لمنطقة الإصابة، يلاحظ وجود حصيرة من المشيجة البيضاء، والجدائل الفطرية التي تنمو بين الخشب والقلف. وتكون هذه الحصيرة البيضاء معلمة أو موسومة بأثلام غير منتظمة تشبه بشكلها المروحة، ولذلك تسمى غالبا بالمشيجة المروحية. وهذه الحصيرة السميكة تترك بصمات على الوجه الداخلي للقلف.
تتصف الجدائل الفطرية النامية تحت القلف بأنها مسطحة، وسوداء اللون مائلة للأسمر المحمر، وتزيد سماكتها عن 5 مم، وتتكون من طبقة خارجية متماسكة من المشيجة الداكنة اللون، وقلب داخلي من المشيجة البيضاء. وتنمو الجدائل الفطرية أيضا داخل التربة، وهي مشابهة لتلك المتشكلة تحت القلف باستثناء أنها أسطوانية الشكل وقطرها أقل بمقدار النصف تقريبا.
إن ظهور الثمار الدعامية التي تمثل طور التكاثر الجنسي عند هذه الفطريات يؤكد وجود الفطر .Armilaria sp.، وهي قصيرة العمر، وتنمو على شكل مجموعات حول قواعد الأشجار المصابة (الشكل 1)، ولكنها تكون قليلة ومتفرقة في أواخر الصيف والخريف، ووفيرة خلال الفترات الرطبة. وتختلف الثمار الدعامية إلى حد ما باختلاف الأنواع، ولكنها تتكون بشكل عام من حوامل صفراء أو سمراء بطول 5 سم تقريبا، ويوجد أحيانا حلقة حول الحامل تحت الصفائح مباشرة. وتنتهي هذه الحوامل بقبعات صفراء عسلية بقطر من 5 - 12.5 سم. ويمكن أن يكون الوجه العلوي للقبعة لزجا قليلا ويحمل حراشف سمراء داكنة، ومن الأسفل تحمل القبعة صفائح فاتحة اللون تنتج الملايين من الأبواغ الدعامية الصفراء الفاتحة أو المائلة للأبيض.
يسبب هذا الفطر أيضا عفنا أبيض للأخشاب المصابة. فعندما تبدأ الأخشاب بالتعفن، تبدو في بداية الأمر كأنها منقوعة قليلا بالماء، ثم يتحول لونها إلى الأسمر الفاتح، وفي مراحل متقدمة من التعفن تصبح الأخشاب صفراء فاتحة أو بيضاء، ويمكن أن تكون موسومة أو مزينة بعدد من الخطوط السوداء. وفي المراحل الأكثر تقدما يكون العفن إسفنجيا في الأخشاب القاسية، ولكنه غالبا ليفية في المخروطيات.
الشكل 1: أعراض الإصابة بالفطر A). Armillaria mellea): موت شجيرات الكرمة على شكل بؤرة. (B): شحوب واصفرار أشجار المخروطيات نتيجة الإصابة بالمرض. (C): حصيرة بيضاء من مشيجة الفطر تحت القلف على قاعدة جذع الشجرة المصابة. (D): ظهور الثمار الدعامية الفطر في مجموعات حول قاعدة الشجرة المصابة.
العدوى والانتشار:
يمكن أن يعيش الفطر .Armillaria sp لعدة عقود على الأخشاب الضخمة بصورة رمية. ومن هذا المصدر الغذائي الكبير ينتشر الفطر ليهاجم العوائل الحية. ويحدث الانتشار عندما تنمو الجدائل الفطرية داخل التربة، وتلامس جذورا غير مصابة، أو عندما تلامس الجذور السليمة جذورا مصابة. تستطيع هذه الجدائل الفطرية أن تنمو في الطبقات السطحية من التربة لمسافة تزيد عن ثلاثة أمتار، وتخترق الجذور بفعل الضغط الميكانيكي من جهة، والفعل الأنزيمي من جهة أخرى.
عندما تتلامس الجذور السليمة مع الجذور المصابة تغزو مشيجة الفطر الجذور السليمة مباشرة دون الحاجة لتشكيل الجدائل الفطرية. ومثل هذا الانتشار يكون شائعا في الأماكن التي توجد فيها الأشجار بكثافة عالية حيث أن تلامس الجذور في مثل هذه الحالة يحدث بشكل متكرر.
تستطيع الأشجار قوية النمو أن تحد من انتشار الفطر خارج الجذور عن طريق إفراز مواد راتنجية من جهة، وتشكيل طبقة من الأنسجة السميكة من جهة أخرى، ولذلك غالبا ما تكون أضرار الفطر في هذه الحالة محصورة بمناطق محددة. أما إذا كانت الأشجار ضعيفة، فإن الفطر ينتشر بسرعة عن طريق الجذور، ولكن تحسين نمو الشجرة يمكن أن يكبح من نمو الفطر. ويبقى هذا الصراع مستمرة بين الفطر والشجرة المصابة حتى ينتهي بأحد الأمرين: التخلص من الفطر، أو أن يبلغ الفطر عنق الجذور ويحيط بالساق مما يؤدي إلى موت الشجرة. وعندما تتوقف حياة الأشجار المصابة، فإن الفطر .Armillaria sp ينتشر بسرعة إلى الأجزاء غير المصابة من الجذور والجذع، وبالتالي يتسع المصدر الغذائي، ويمكن أن يكون مسؤولا عن نشوء بؤرة مرضية جديدة.
تظهر الأجسام الثمرية في شهر تشرين الأول حتى كانون الأول، وقد يستمر ظهورها خلال شهور الشتاء. تعطي الأجسام الثمرية أعداد وفيرة من الأبواغ الدعامية التي تنفصل بقوة، وتحمل بقوة بواسطة تيارات الهواء. وعند سقوطها على قرميات الأشجار (مناطق التاج)، تنمو منها مشائج تتغلغل داخل القرمة، وتعيش فيها، وتتكون الجدائل الفطرية التي تغزو نباتات سليمة مجاورة (الشكل 2).
الشكل 2: دورة مرض عفن جذور الأشجار المتسبب عن الفطر Armillaria mellea (A) أشجار ميتة نتيجة الإصابة بالفطر أرميلاريا. (B) مشيجة داخل الجذور. (C) مهاجمة مشيجة الفطر للجذور وقاعدة الساق. (D) ثمار دعامية عسلية متشكلة حول قاعدة الأشجار المصابة. (E) ثمرة دعامية. (F) مقطع في الصفائح الحاملة للدعامات. (G) صفائح تحمل على جانبيها الدعامات والأبواغ الدعامية. (H) دعامة تحمل أربعة أبواغ دعامية. (I) يمكن للأبواغ الدعامية أن تصيب أحيانا الجذور المجروحة للأشجار السليمة. (J) حصيرة بيضاء من مشيجة الفطر تحت القلف. (K) الجدائل الفطرية على الجذور المصابة. (L) إصابة جذور أشجار سليمة بواسطة الجدائل الفطرية القادمة من جذور أشجار مصابة مجاورة. (M) نمو مشيجة الفطر في جذور شجرة جديدة. (N) مشيجة مروحية تحت قلف ساق الشجرة المصابة. (0) انتشار مشيجة الفطر داخل النسج المصابة وظهور العفن والجدائل الفطرية خارجيا.
التدابير والإجراءات الممكن اتخاذها لمكافحة المرض:
باعتبار أن هذه الفطريات تنتشر في الكثير من المناطق، وعلى مساحات واسعة وتعيش على أنواع وأصناف مختلفة من النباتات والمواد الخشبية، فإن إبادتها أو استئصالها تماما هو أمر صعب. لذلك يجب توجيه الاهتمام نحو التدابير والإجراءات التي تحد من استفحال المرض، أو تقلل من أخطاره، ومن هذه الإجراءات:
1- إزالة الأجسام الثمرية وهي في الطور البرعمي قبل نضج الأبواغ.
2- عندما تكون الأشجار قليلة العدد، وذات أهمية اقتصادية أو جمالية كبيرة، يمكن استخدام المدخنات الكيميائية مثل كلوروبيكرين (Chloropicrin)، وبروميد الميثايل (Methyl bromide)، وثنائي كبريتات الكربون (Carbon disulfide) التي تستطيع الحد من الإصابة. وتستخدم هذه المدخنات على وحول قواعد الجذوع المصابة. وينصح بحفر خندق حول الأشجار المصابة لمنع امتداد الجدائل الفطرية إلى الأشجار السليمة.
3- إزالة الأشجار المصابة، واقتلاع جذورها وحرقها، وتطهير التربة بأحد المبيدات سابقة الذكر قبل زراعة أشجار أخرى، ويفضل زراعة هذه المناطق بمحاصيل حقلية غير قابلة للإصابة مدة من الزمن قبل إعادة زراعتها بالأشجار.
وتبدو الإجراءات الزراعية واعدة في مجال التعامل مع الفطر .Armillaria sp في الغابات. ومن هذه الإجراءات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار: إعادة التحريج باستخدام خليط من الأنواع الحراجية الملائمة بيئيا للموقع، والمحافظة على نمو قوي للأشجار. والتقليل من مصادر العدوى بالتخلص من الجذور والجذوع والأخشاب المصابة. ويجب أن تستأصل جذور وجذوع الأشجار المصابة بمنطقة انتشار على الأقل 10 م بعد الحدود المرئية لبؤرة المرض لأن المجموع الجذري في هذه المنطقة يكون على الأرجح مصابا أيضا، ثم تطهير التربة في مكان الإصابة.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
البحرين تفوز بجائزة أفضل وجهة للمعارض والمؤتمرات
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|