أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
351
التاريخ: 3-10-2016
1164
التاريخ: 2024-05-18
712
التاريخ: 2024-10-03
294
|
وتدل الكشوف الحديثة على أنه أول من استغل وادي الهودي، الذي كان يجلب منه حجر الجمشت المستعمل كثيرًا في الدولة الوسطى. وقبل أن نتكلم عن بعوثه إلى هذه الجهة سنورد كلمة عن وادي الهودي وعن حجر الجمشت نفسه. يقع وادي الهودي (1) في الصحراء الشرقية على بعد أربعين كيلومترًا تقريبًا جنوب شرقي أسوان، وظل هذا المكان مجهولًا حتى عام 1938 عندما كانت مصلحة المساحة المصرية تقوم بعمل مصورات لهذه المنطقة، فعثر أحد مهندسيها على لوحة من الحجر الجيري، فأبلغ الأمر إلى تفتيش آثار أسوان. وعندما ذهب المفتش إلى هناك أحضر اللوحة وأحضر لوحتين أخريين، عثر عليهما هناك، وقد نشر المستر «الن دو» والمسيو «دريتون» هذه اللوحات الثلاث في مجلة أخبار المصلحة عام 1938، (2) وترجم المسيو «دريتون» كلمة «حسمن»، التي كانت الغرض من رحلة صاحب اللوحة بأنها «النحاس». ولما علم البدو بهذا المكان ذهب الكثيرون لسرقة الأحجار، ولكن لحسن الحظ أسرع المستر «مري» مدير المساحة الطبوغرافية بنقل الكثير منها إلى أسوان. ومن عام 1942 ذهبت إلى المنطقة لمعاينتها فوجدت الكثير من اللوحات الأخرى والكتابات على الصخور، وتكررت الزيارة في عام 1943، 1944 حيث نُقلت النقوش بأكملها ودُرست المباني التي حولها التي كان يقيم فيها العمال، كما وجدت نقوشًا أخرى في الوديان المحيطة بالمنطقة. واتضح من دراسة الجهة جيولوجيًّا أنه لا يوجد بها أي أثر للنحاس، بل على العكس فإن هذه النقوش كانت في منطقتين رئيسيتين كل منها بجوار محجر (منجم) كبير يحميه حصن، وهذا المنجم ما زالت فيه بقايا الأماتيست. وبالرجوع إلى القاموس نرى أن من معاني «حسمن» معنى غامضًا، وهو أنه مذكور ضمن الأحجار نصف الكريمة، وبدراسة المصادر المختلفة، وخاصة ورقة بردية هاريس نرى في الأجزاء الخاصة بحصر هدايا الملك للمعابد أن هناك تماثيل صغيرة وعقودًا وجعارين من الحسمن مذكورة دائمًا بين مثيلاتها المصنوعة من العقيق والبللور الصخري وأشباهها، وبذلك نؤكد أن معنى كلمة «الأماتيست» (حجر الجمشت) بالهيروغليفية هو كلمة «حسمن «. والنقوش التي عثر عليها في هذه المنطقة يزيد عددها عن 130، بعضها هام ذو قيمة تاريخية ولغوية، والبعض الآخر لا يعدو رسمًا صغيرًا لرجل أو لحيوان، وبعضها منقوش على الصخر نفسه، والبعض الآخر على لوحات قائمة بذاتها يسهل نقلها؛ فنقلتها كلها إلى أسوان. ويبدأ تاريخ استغلال هذه المناجم إلى عصر الملك «منتو حتب-نبتاوى-رع» ويستمر استغلالها إلى الأسرة الثالثة عشرة، وأكثر اللوحات وأهمها هي؛ إما من عصر «منتو حتب الرابع» أو عصر سنوسرت الأول. ومما يجدر ذكره أنه ليس هناك أثر لاستغلال هذه المناجم بعد عصر الدولة الوسطى إلا في أيام الرومان فقط. وهناك حقيقة هامة؛ وهي أن علماء الآثار كانوا دائمًا يتساءلون عن مصدر الأماتيست الجميل الزاهي اللون الذي كثر استعماله بوجه خاص في الدولة الوسطى، وذهبوا في ذلك مذاهب شتى، فبالعثور على هذه المنطقة تأكد لدينا مصدر هذا الحجر الكريم، ومما يستحق الذكر أيضًا أن الكثيرين ممن وردت أسماؤهم في لوحات وادي الهودي باعتبارهم رؤساء بعثات كانوا يقومون برحلات أيضًا إلى وادي الحمامات وإلى سينا.
..........................................
1- هذه الكلمة التي نكتبها عن وادي الهودي هي للأستاذ أحمد فخري الأمين المساعد بالمتحف المصري، وإليه يرجع الفضل في السماح لي بنشر اللوحات التي عُثر عليها في هذه الجهة.
2- A. S. IXXXIX P. 187 ff
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|