أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-13
![]()
التاريخ: 9-11-2016
![]()
التاريخ: 2023-08-10
![]()
التاريخ: 8-11-2016
![]() |
رأينا فيما وقفنا عليه من تاريخ هذه البلاد أن العراق كان قلب الحضارة في سابق العهد، وكان أهله قد برزوا في كل ميدان حتى بزُّوا سائر الأمم، وكانوا مع المصريين كفرسَي رهان. وعن سكان هاتين البلادين أخذ الناس التمدُّن، وتعلَّموا الصنائع والفنون، وأوغلوا في العلوم والمعارف، ومَن قابل حالته السابقة بحالته الحاضرة يَعجب مما وقع فيه من الانحطاط والتقهقر، بينما أن مناوئتها المصرية عادت فرفعت رأسها كأنها تُحاول الرجوع إلى مكانها الأسبق في عالم العُمران، فلماذا عادَت ديار أرض النيل إلى البعث والنشور، وديار العراق باقية في أكفان الموت والدثور؟ إن ذلك ناشئ من المربي؛ ففي بلاد الفراعنة دخل الإنكليز وأفرغوا كنانة وُسعهم لإحياء تلك الأقطار. وأما هذه الديار فإنها غلقت في يد جيل من الناس لم يُعتبر في نظر الأمم إلا مَقُودًا لا قائدًا، ومَسُودًا لا سَائدًا، وإلا فإن تولَّى الأعمى قيادة الأعمى وقع كلاهما في الحفرة، وهذا ما حلَّ في هذه المصرية؛ إذ إنه — والحمد لله — قد صارَت اليوم إلى تلك الأمة التي أنعشت الديار الربوع، فهي الآن تأخذ بإقالة عثرة أهل العراق المساكين المظلومين مدة قرون مُتطاولة. مركز العراق مركز القلب من جسم الحضارة والعمران، فهو في موقع يضمن له الرُّقي والسمو في قليل من الزمن؛ لأنه جامع بين أوروبة وآسية، بين بلاد متوفرة في صنائعها وبين بلاد متوفرة في محاصيلها، هو جامع بين أوروبة وآسية؛ لأنه أصبح بعد مدِّ سكة الحديد عليه جسرًا يمرُّ عليه مَن يذهب من ديار الشرق الأقصى إلى ديار الغرب الأقصى، أصبح جسرًا تُنقل عليه بضائع الشرق لتبدل ببضائع الغرب، وقد كان هذا الطريق منذ العهد الواغل في القِدَم معروفًا عند جميع أمم الأرض؛ ولهذا طمحت إليه أبصارهم، فتعاقبت عليه دول مختلفة؛ ولهذا السبب عينه أراد الإسكندر الكبير أن يجعل عرش مملكته الواسعة «بابل»، فعاجله الموت، فلم يخرج فكره من عالم الخيال إلى عالم الوجود. إن البحار كانت هي الفاصلة بين الشرق والغرب، فلما اختُرعَت البواخر وشُقَّت ترعة السويس اقتربت البلاد من البلاد، ورغب في ركوب متون البحار مَن لم يكن يحلم به قبل تقريب الشرق من الغرب. على أنه بقي هناك أُناس كثيرون يودُّون السفر بدون أن يذوقوا أهوال البحار، ولو كانت ديار العراق سهلة المقال بوجود سكك الحديد على ظهرها لرأيت ألوفًا من الخلائق، بل ألوف الألوف تنتقل من بلاد إلى بلاد في السنة الواحدة.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|