المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8823 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


[عظمة مناقب أمير المؤمنين وخصائصه]  
  
4847   04:45 مساءاً   التاريخ: 23-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص20-24
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016 2941
التاريخ: 30-01-2015 3090
التاريخ: 27-10-2015 3307
التاريخ: 2-5-2016 2811

... لسنا نحتاج في إثبات عظمته وعلو مقامه وامتيازه عن الخلق عدى رسول الله (صلى الله عليه واله) ومشاركته له في كثير من صفاته وأحواله إلى روايات الراوين ومؤلفات المؤلفين بل يكفينا لذلك إلقاء نظرة واحدة على أحواله المسلمة المتواترة من أنه كيف وتر العرب في حروبه مع النبي (صلى الله عليه واله) وقتل صناديدها ورؤساءها فأورث ذلك الأضغان والأحقاد عليه في قلوبها وكان آباء من قتلهم وأبناؤهم وإخوانهم وعشائرهم لا يزالون موجودين وأحقادهم لا تزال كامنة ونيرانها في صدورهم مشتعلة وإن دخلوا في الاسلام فجملة منهم دخلوا فيه كرها وخوفا من السيف ومن دخل عن عقيدة لم تكن عقيدته لتغير ما في نفسه وطبعه من الغيظ على قاتل أبيه وأخيه وابنه وقريبه ألا ترى إلى سيد ولد آدم كيف لم يستطع أن ينظر إلى قاتل عمه حمزة فقال له غيب وجهك عني وهو أكمل الخلق ولما رأى أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهو مسلم أباه عتبة يجر إلى القليب تغير وجهه ولما نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن قتل أحد من بني هاشم وعن قتل العباس عمه قال أبو حذيفة أ نقتل أبناءنا و اخواننا وعشائرنا ونترك العباس والله لئن لقيته لألجمنه السيف ثم ما كان من تنويه النبي (صلى الله عليه واله) بشأنه في مواضع عديدة واختصاصه به ما زرع بذر الحسد له وغرس العداوة له في قلوب الناس الرجال منهم والنساء سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا حتى قالت أخت علي بن عدي من بني عبد شمس لما سار علي (عليه السلام) إلى البصرة :

لا هم فأعقر بعلي جمله * ولا تبارك في بعير حمله

 الا علي بن عدي ليس له ويدل عليه أيضا ما رواه الكليني في الكافي بسنده عن الباقر (عليه السلام) قال لما قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) بات آل محمد بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لأن رسول الله (صلى الله عليه واله) وتر الأقربين والأبعدين في الله وتلا ذلك ما كان في دولة بني أمية نحوا من ثمانين سنة أو أكثر من إظهار بغضه وعداوته ولعنه على المنابر والاجتهاد في كتمان فضائله ومنع أحد أن يسمى باسمه ويكنى بكنيته .

روى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده قال كان علي بن عبد الله بن العباس يكنى أبا الحسن فلما قدم على عبد الملك قال له غير اسمك وكنيتك فلا صبر لي على اسمك وكنيتك فقال أما الاسم فلا وأما الكنية فاكتني بأبي محمد فغير كنيته ومنعوا أحدا أن يحدث عنه حتى كان من يحدث عنه لا يذكره باسمه .

قال المفيد في الارشاد وفيما انتهى إليه الأمر من دفن فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) والحيلولة بين العلماء ونشرها ما لا شبهة فيه على عاقل حتى كان الرجل إذا أراد أن يروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) رواية لم يستطع أن يصفها بذكر اسمه ونسبه وتدعوه الضرورة إلى أن يقول حدثني رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) أو يقول حدثني رجل من قريش ومنهم من يقول حدثني أبو زينب (اه) .

فتقرب إليهم الناس ببغضه ورووا لهم الأحاديث في ذمه وغمط فضله ؛ وما كان في دولة بني العباس من قصد اخمال ذكره واخفاء فضله واخماد نوره خوفا من ذريته على الملك . وإخافة كل من ينتسب إليه كما وقع في عهد المنصور والرشيد والمتوكل وغيرهم الا شاذا كالمأمون وغيره والناس إلا ما ندر اتباع السلطة والسلطان وعبيد الدنيا والدينار واستمر ذلك في الدول الاسلامية وفي المسلمين إلى يومنا هذا بما أسسه المؤسسون في غابر الأزمان وسطره علماء السوء في كتبهم وتوالت عليه القرون والأحقاب فنرى كثيرا من الناس لا يستطيع أن يسمع له فضيلة أو منقبة ونرى جملة من المسلمين عمدوا إلى خير كتاب جمع كلامه نهج البلاغة وأعظم مفخرة للاسلام فأنكروه وادعوا أنه من وضع الرضي حتى نسب الحافظ الذهبي كلامه إلى الركة ومع كل هذا وذاك وجميع ما هناك فقد انتشر من مناقبه وفضائله وماثره وجليل صفاته وأفعاله ما تواتر نقله واستفاض وملأ الدفاتر والأسفار وانتشر في جميع الأقطار والأعصار ولم يجد محاول انكاره سبيلا إلى الإنكار حتى قال الإمام أحمد بن حنبل كما سيأتي ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب وهذا يكاد يلحق بالمعجزات والآيات الباهرات والعادة جارية بان من كانت هذه حاله يخمل ذكره ويخفى امره ولا يذكره ذاكر بخير .

قال المفيد في الارشاد : ومن آياته وبيناته التي انفرد بها ظهور مناقبه في الخاصة والعامة وتسخير الجمهور لنقل فضائله وما خصه الله به وتسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة هذا مع كثرة المنحرفين عنه والأعداء له وتوفير أسباب دواعيهم إلى كتمان فضله وجحد حقه وكون الدنيا في يد خصومه وانحرافها عن أوليائه وما اتفق لأضداده منسلطان الدنيا وحمل الجمهور على اطفاء نوره ودحض امره فخرق الله العادة بنشر فضائله وظهور مناقبه وتسخير الكل للاعتراف بذلك والاقرار بصحته واندحاض ما احتال به أعداؤه في كتمان مناقبه وجحد حقوقه حتى تمت الحجة له وظهر البرهان بحقه ولما كانت العادة جارية بخلاف ما ذكرناه فيمن اتفق له من أسباب خمول امره ما اتفق لأمير المؤمنين (عليه السلام) فانخرقت العادة فيه دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه قال وقد شاع الخبر واستفاض عن الشعبي أنه كان يقول لقد كنت اسمع خطباء بني أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منابرهم وكأنما يشال بضبعه إلى السماء وكنت أسمعهم يمدحون أسلافهم على منابرهم وكأنهم يكشفون عن جيفة وقال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما يا بني عليكم بالدين فاني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا ورأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين ما زلت اسمع أصحابنا وأهلنا يسبون علي بن أبي طالب ويدفنون فضائله ويحملون الناس على شنآنه فلا يزيده ذلك من القلوب الا قربا ويجهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك من القلوب الا بعدا قال : وكانت الولاة الجورة تضرب بالسياط من ذكره بخير بل تضرب الرقاب على ذلك وتعرض للناس بالبراءة منه والعادة جارية فيمن اتفق له ذلك أن لا يذكر على وجه الأرض بخير فضلا عن أن تذكر له فضائل أو تروى له مناقب أو تثبت له حجة بحق (اه) .

وقال المفيد في الارشاد : فاما مناقبه الغنية لشهرتها وتواتر النقل بها واجماع العلماء عليها عن ايراد أسانيد الأخبار بها فهي كثيرة يطول بشرحها الكتاب وفي رسمنا منها طرفا فيه كفاية عن

ايراد جميعها في الغرض الذي وضعنا له هذا الكتاب (انش) .

وفي أسد الغابة : روى يزيد بن هارون عن فطر عن أبي الطفيل قال بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) لقد كان لعلي من السوابق ما لو أن سابقة منها بن الخلائق لوسعتهم خيرا . وفيه بسنده عن المدائني : لما دخل علي بن أبي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال والله يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك وهي كانت أحوج إليك منك إليها .

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج اما فضائله (عليه السلام) فإنها قد بلغت من العظم والجلال والانتشار والاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك .

وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الاسلام في شرق الأرض وغربها واجتهدوا بكل حيلة في اطفاء ذكره والتجديف عليه ووضع المعائب والمثالب له ولعنوه على جميع المنابر وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه فما زاده ذلك الا رفعة وسموا وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه وكلما كتم تضوع نشره وكالشمس لا تستر بالراح وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة أخرى .

وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة وتنتهي إليه كل فرقة وتتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها كل من برع فيها بعده فمنه اخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى (اه) ثم قال وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة وما أقول في رجل أحب كل أحد ان يتكثر به وود كل أحد ان يتجمل به ويتحسن بالانتساب إليه حتى الفتوة التي أحسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فان أربابها نسبوا أنفسهم إليه وصنفوا في ذلك كتبا وجعلوا لذلك اسنادا انهوه إليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المروي أنه سمع من السماء يوم أحد :

لا سيف الا ذو الفقار * ولا فتى الا علي

(اه) وتتبع الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفي سنة 303 خصائصه وجمعها في كتاب . وقال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين : فضائله (عليه السلام) أكثر من أن تحصى فأمير المؤمنين (عليه السلام) باجماع المخالف والممالي والمضاد والموالي على ما لا يمكن غمطه ولا ينساع ستره من فضائله المشهورة في العامة المكتوبة عند الخاصة تغني عن تفصيله بقول والاستشهاد عليه برواية . وقال ابن عبد البر المالكي عالم الأندلس ومحدثها في الاستيعاب : فضائله لا يحيط بها كتاب وقد أكثر الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها وتدل على ما سواها من أخلاقه وأحواله وسيرته وقال أيضا قد كان بنو أمية ينالون منه وينتقصونه فما زاده الله بذلك الا سموا وعلوا ومحبة عند العلماء إلى أن قال : قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب وكذلك أحمد بن شعيب بن علي النسائي (اه) وروى الحاكم في المستدرك قال سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ولم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بشئ وفي الكامل لابن الأثير : قال أحمد بن حنبل ما جاء لأحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) ما جاء لعلي .

 وفي الإصابة مناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي قال وقال غيره : كان سبب ذلك بغض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من شئ من مناقبه من الصحابة يثبته وكلما أرادوا اخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا تزداد الا انتشارا ثم قال وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد (اه) أقول بل السبب في ذلك كثرة مناقبه التي لم يستطع أعداؤه اخفاءها وكرامة من الله تعالى خصه بها ولله تعالى فيه من خوارق العادات شئ كثير هذا أحدها وإلى ذلك أشار من قال : ما أقول في رجل اخفى أولياؤه فضائله خوفا وأعداؤه حسدا وظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه سمع ابنا له ينتقص عليا فقال يا بني إياك والعودة إلى ذلك فان بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك الا رفعة وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا عادت على ما بنته فهدمته (اه) .

وحكي ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي ما يدل على أن اشتهار فضائله وانتشارها كان قبل ظهور دولة بني أمية وأن في زمان بني أمية لم يجسر أحد على رواية خبر عنه فضلا عن أن يروي له فضيلة وهذا مما يبطل ما زعمه هذا البعض في سبب انتشار فضائله قال أبو جعفر : قد صح أن بني أمية منعوا من اظهار فضائل علي وعاقبوا ذاكر ذلك والراوي له حتى أن الرجل إذا روى عنه حديثا لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه فيقول عن أبي زينب قال فالأحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقلة إلى غاية بعيدة لانقطع نقلها للخوف والتقية من بني مروان مع طول المدة وشدة العداوة ولولا أن لله تعالى في هذا الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث ولا عرفت له منقبة (اه) فهذا هو السبب في انتشار فضائله لا ما ذكره هذا البعض كيف وكثير من الصحابة كانوا منحرفين عنه فسعد وابن عمر لم يبايعاه بعد قتل عثمان وبايع الثاني يزيد بن معاوية بعد ذلك وغيرهما من الصحابة لم يبايعه كمحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد وغيرهما فلم يجبرهم واعتزلوا فقال هؤلاء قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل وأهل الجمل نكثوا بيعته وهم من الصحابة وعداوة ابن الزبير له معلومة ولما روت أم المؤمنين حديث خروج النبي (صلى الله عليه واله) في مرضه قالت متوكئا على الفضل ورجل آخر وكان الآخر عليا فلم يسعها التصريح باسمه وقولها وسجودها لما جاءها نعيه مشهور .

وفي كشف الغمة عن يونس بن جيب النحوي قال قلت للخليل بن أحمد أريد أن أسألك عن مسالة فتكتمها علي فقال قولك يدل على أن الجواب أغلظ من السؤال فتكتمه أنت أيضا قلت نعم أيام حياتك قال سل : قلت ما بال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ورحمهم كأنهم كلهم بنو أم واحدة وعلي بن أبي طالب من بينهم كأنه ابن علة فقال إن عليا تقدمهم إسلاما وفاقهم علما وبذهم شرفا ورجحهم زهدا وطالهم جهادا والناس إلى أشكالهم واشباههم أميل منهم إلى من بان منهم (اه) وروى الصدوق في الأمالي وعلل الشرائع بسنده عن ابن دريد عن الرياشي عن أبي زيد النحوي سعيد بن أوس الأنصاري قال سألت الخليل بن أحمد العروضي لِم هجر الناس عليا وقرباه من رسول الله (صلى الله عليه واله) قرباه وموضعه من المسلمين موضعه وغناؤه في الاسلام غناؤه فقال بهر والله نوره أنوارهم وغلبهم على صفو كل منهم والناس إلى أشكالهم أميل أ ما سمعت الأول حيث يقول :

كل شكل لشكله ألف * أ ما ترى الفيل يألف الفيلا

قال وانشدنا الرياشي في معناه للعباس بن الأحنف :

وقائل كيف تهاجرتما * فقلت قولا فيه انصاف

لم يك من شكلي فهاجرته * والناس أشكال وآلاف

وقال ابن شهرآشوب في المناقب : قيل لمسلمة بن نميل ما لعلي رفضه العامة وله في كل خير ضرس قاطع فقال لأن ضوء عيونهم قصير عن نوره والناس إلى أشكالهم أميل . وقال الشعبي ما ندري ما نصنع بعلي بن أبي طالب إن أحببناه افتقرنا أي لمعاداة الناس لنا وإن أبغضناه كفرنا وروي أن عليا (عليه السلام) ناشد الناس في الرحبة أيكم سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا وأنس بن مالك حاضر لم يقم فقال له ما يمنعك أن تقوم فقال كبرت ونسيت فقال اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة فبرص قال طلحة بن عمير فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه وكان يقول هذا من دعوة العبد الصالح قال ابن أبي الحديد وروى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن أن عليا نشد الناس من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم وامسك زيد بن أرقم فلم يشهد وكان يعلمها فدعا عليه بذهاب البصرة فعمي فكان يحدث الناس بهذا الحديث بعد ما كف بصره . وحال حسان بن ثابت معه واضحة حتى رماه بقتل عثمان في أبياته المشهورة . وحال أبي موسى الأشعري وتخذيله عنه الناس بالكوفة يوم الجمل وهو عامله وخلعه له من الخلافة يوم الحكمين غير خفية .

وأمر معاوية وعمرو بن العاص معه وهما من الصحابة معلوم وجملة من الصحابة كانوا منحازين إلى بني أمية يمالؤونهم ويداهنونهم وينالون من دنياهم ويلون لهم الأعمال كالنعمان بن بشير وأبي هريرة والمغيرة بن شعبة وأمثالهم وجملة منهم أخذوا الأموال الطائلة وولوا الولايات الجليلة ليرووا لبني أمية في ذمة ما شاؤوا مثل أن آية ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } [البقرة: 205] نزلت في علي بن أبي طالب .

حكى ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي أنه قال أن معاوية بذل لسمرة بن جندب وهو صحابي مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله فلم يقبل فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل.

وروى ذلك وليرووا لهم أنه غاظ رسول الله (صلى الله عليه واله) بخطبته بنت أبي جهل حتى

قام في ذلك خطيبا وحتى نظم ذلك مروان بن أبي حفصة في قصيدته اللامية متقربا به إلى العباسيين فقال :

وغاظ رسول الله إذ غاظ بنته * بخطبته بنت اللعين أبي جهل

وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن شيخه أبي جعفر الإسكافي أن أبا هريرة روى ذلك وأن الحديث مشهور من رواية الكرابيسي ثم قال ابن أبي الحديد أن الحديث مخرج أيضا من صحيحي مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة الزهري (اه) ولم يتفطن من افتعل هذا الحديث إلى أنه يؤول إلى القدح في الرسول (صلى الله عليه واله) والعياذ بالله فإنه ليس له أن يغضب مما أحله الله وأباحه .

قال أبو جعفر الإسكافي : وكان أبو مسعود الأنصاري منحرفا عن علي واستشهد لذلك بعدة روايات واستقصاء ذلك يطول به الكلام ولم يكن لكثير منهم الحرص على اثبات مناقبه واظهارها الا نفر يسير استولى عليهم الخوف والاضطهاد وفي أي زمان كان يجسر أحد على ذكر فضائله أ في زمن بني أمية الذين منعوا أن يسمى أحد باسمه أو يكنى بكنيته ومنعوا من ذكره والرواية عنه وجعلوا سبه على المنابر في الأعياد والجمعات كفرض الصلاة ثمانين سنة أو أكثر وكان الناس يتقربون إليهم بذمه واخفي قبره بعد موته خوفا منهم أم في زمان بني العباس وحالهم مع ذريته وشيعته معلومة حتى بنوا عليهم الحيطان وقتلوهم وشردوهم عن الأوطان والقوهم في المطامير وكانت الناس تتقرب إليهم بتقديم غيره بل بذمه وحال المتوكل في ذلك وقصته مع ابنه المستنصر مشهورة وقصيدة مروان بن أبي حفصة اللامية التي يذمه وينتقصه فيها تقربا إلى بني العباس أشهر من قفا نبك وقصة النسائي المحدث المشهور مع أهل الشام حين سالوه أيهما أفضل معاوية أم علي فقال أ ما يرضى معاوية رأسا برأس وحين سالوه ما تروي في فضل معاوية فأجابهم بما أجابهم فرضوا خصيتيه حتى مات مشهورة ولم يزل هذا الداء المزمن ساريا إلى يومنا هذا حتى أن الباعث لهذا البعض الذي ذكره ابن حجر على ذكر هذا السبب هو من هذا البحر وعلى هذه القافية فإنه عظم عليه أن يكون علي بن أبي طالب ورد في فضله ما لم يرد لأحد من الصحابة فأراد مسخ هذه المنقبة وتوهينها بان ذلك ليس لزيادة فضله عليهم كيف وهو متأخر بزعمه في الفضل عن جملة منهم بل لما ذكره من العلة وهذه عادتهم وشنشنتهم الأخزمية في كل منقبة تنسب إلى علي وأهل بيته لا من عصمة الله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






العتبة العباسية تقدم دعوة لجامعة تكريت لمشاركة طلبتها في حفل التخرج المركزي للطلبة
العتبة العباسية تقدّم دعوة لجامعة الحمدانية لمشاركة طلبتها في حفل التخرج المركزي
العتبة العباسية تقدّم دعوة لجامعة نينوى لمشاركة طلبتها في حفل التخرج المركزي
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية تبحثان خطّة الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية